«صدى».. قصص قصيرة للكاتبة آيار عبد الكريم

آيار عبد الكريم
آيار عبد الكريم

« صدى»:

يجلس الأربعة الصغار بمزرعة عجيبة، كلّ منهم يحاول وضع تصوّرٍ جديدٍ  لحياته وكأنها مزرعة المستقبل؛ منهم من أمسك بجيتاره وأخذ يغني مندهشاً وكأنه يستمع إلى صدى مستقبله المُنتظَر، ومنهم من عندما رنّ الصوت في أذنيه؛ ضحك بقوة وتعالت ضحكاته أمام الجميع كأنه يتطلع إلى صوت آخر يستمع إلى صداه من بعيد.

 ثم ظل ثالثهم يستمع إلى الصوت وهو ساكن؛ لم يستطعْ أن يرى صورته.

أما الأخير، واضعاً يديه فوق رأسه، كأنه يشعر بخيبة أمل وحسرة على مستقبله المنتظر، فهو لم يعبر عنه بضحكةٍ أو غضبٍ؛ لأنه يجهل ماهي الحياة التي سوف يزرعها، وما نتيجة حصادها؟

« البطل المراوغ»:

يظُنّ من حوله أنه طيب ومسالم إلى درجة السذاجة، لكن هيهاتَ هيهاتَ. اتّقِ شرّ الحليم إذا غضِب. إنه يصنع المكائد والمعجزات ويجعلك تفكر ألف مرةٍ في تجاوز الخطوط الحمراء. فياله من مراوغ ومخادع إذا تقلّب قلبه! إنها القلوب عندما تتبدل؛ لا تستطيع النفس البشرية كبح جماحها أو ترويضها.

«لعنة الفراعنة»:

شبحٌ أبيض غامضٌ، يرسم حوله هالةً عجيبةً من الرمال الصفراء؛ وكأنه يستحضر روح ملكةٍ فرعونيّةٍ جميلة مُتوّجة على العرش حتى يستمد منها السلطة والنفوذ.

ربما هي رأس الملكة نفرتيتي برسمة عينها الكحيلة المميزة، أو ربما رأس حتشبسوت الملكة ذات العاطفة الجيّاشة؛ أو ربما يستحضر جسده هو ويستعد للبعث بعد الخلود.