يوميات الاخبار

بين «بلينكن» و«بايدن»!

عصام السباعى
عصام السباعى

سأل بايدن أباه: هل يمكن له أن يكون صهيونياً بدون أن يكون يهودياً؟، وأكد له ذلك، أما وزير خارجيته بلينكن، فيقول إن له صفتين وزير خارجية، و يهودى!

الخميس:
أنا من الذين يحملون فى قلوبهم وداً كبيراً للشعب الأمريكى ، وللحق فهم أهل طيبة ، ويمدون يد المساعدة لمن يحتاجها ، حتى ولو لم يطلبها ، وأعتبر الشعب الأمريكى امتدادا لكل شعوب العالم ، فملايين ومنهم كاتب تلك السطور ، له من أهله وصلة رحمه من يحملون الجنسية الأمريكية وجواز سفرها ، وبالتالى فهم منهم أمريكيون، ومنى فى نفس الوقت، يحملون الدم المصرى وجواز سفره ، ولأنهم شعب طيب ، فيضحك عليهم أهل المال والأعمال ورجال السياسة بسهولة وخفة ، ويصدقون أى فيلم وأى كارثة من أى نوع ، وكل شعب حر فى اختياراته ، حتى لو اختاروا «الحمار»  او «الفيل» لقيادة بلدهم ، ولكن الاستهبال والقذارة الإنسانية ، ظهرت بوضوح بعد العدوان الهمجى الإسرائيلى على غزة ، وذلك دعم السفاح نتنياهو وكل عصابته ، توقفت بصفة خاصة أمام نموذجين ، أحسبهما عارا على البشرية ، الأول هو الرئيس الأمريكى نفسه الذى وقف فى ظهر السفاحين ، وجدد تأكيده لهم أنه صهيونى منذ الصغر ، فقد سبق أن سأل أباه هل يمكن له أن يكون صهيونيا بدون أن يكون يهوديا ، وأكد له أنه كذلك ، صهيونى أكثر من الصهاينة ، أما وزير خارجيته أنتونى بلينكن ، فلم يجد حرجا من أن يقول للسفاحين إنه جاء لتل أبيب بصفتين أنه وزير خارجية بلد حليف ، وثانيا لأنه يهودى ، ودلل على ذلك بأنه ابن اليهودية جوديث ، التى أنجبته بعد الزواج من أبيه ، ثم تزوجت أحد الناجين من الهولوكوست، ما لا أفهمه أن يخرج ذلك الكلام من مسئولين أمريكيين كبيرين ، ولا يقدمان استقالتهما ، لأنهما نموذجان صارخان للتمييز العنصرى ، ساهما فى ارتكاب جرائم حرب وأخرى ضد الانسانية ضد شعب محتل أعزل ، وأعطيا السفاحين الضوء الأخضر لتنفيذ مهمة محددة فى قطاع غزة تحت شعار التخلص من حماس ، ولما انتهى الأمر إلى مجازر وكوارث انسانية بعشرات الألوف ، اختفى وجه الذئب عنهما ، وظهرا بقناع الحمل الوديع ، ولكن كل ذلك انكشف وسجله كتبة التاريخ فى رصدهم لأدوارهما المخجلة فى إيقاف إصدار قرار إنسانى عاجل بوقف مجازر الفلسطينيين ، الغريب أنهم رغم كل الكوارث ، وبدون موافقة الكونجرس باعوا عبر الأبواب الجانبية ، أسلحة للعصابة الإسرائيلية بمبلغ 106 ملايين دولار ، بخلاف 14 ألف قذيفة دبابة ، كيف يمكن أن يقبل الشعب الأمريكى بتلك القذارة؟، وكيف يمرر لهم التمييز على أساس الدين ، وكيف يسمح لهؤلاء الجهلة بتضييع الأمان لهم ، لأن هناك من سيطالب بالثأر ، وهناك من سيجد طريقه للتنفيذ ، إن لم يكن اليوم فغدا ، ويا أيها الشعب الجميل ، نحن فى انتظار الربيع الأمريكى !
ولا تعليق .. لأنه لن يليق!
الإثنين:
كما هو معتاد فى يوم ميلاد السيد المسيح 25 ديسمبر بحسب تقدير الكنيسة الكاثوليكية ، فقد قرأ بابا الفاتيكان رسالته التقليدية مباركًا مدينة روما والعالم من شرفة البازيليك المطلة على ساحة القديس بطرس، وبالطبع سيكون قد تقدم بتمنياته بأن يعم السلام على العالم ، وأنا هنا أكتب هذه السطور قبل تلك الاحتفالية ، وأتوقع أنه سيدعو للسلام فى غزة ، ولن يدين أى طرف ، حتى لو كان المقتولون بالآلاف والمصابون بعشرات الألوف من المدنيين ، انتقاما على قتل مجموعات من المحتلين على أراض محتلة ، وإذا كان قداسته قد فعل ذلك، فعليه أن يراجع نفسه ، ويجلس فى ركنه المخملى الهادئ ، ويأخذ قراره بأن يتدارك ذلك فى قداس الأول من يناير أول العام الجديد ، واحتفاله بيوم السلام العالمى ، ويدين صراحة آلة القتل الاسرائيلية العمياء ، وكل من وصفهم السيد المسيح بأنهم أولاد الأفاعى الكذبة ، وحدد أصلهم فى إنجيل يوحنا بأنهم أبناء إبليس ، وأتمنى أن يقول لهؤلاء الأبالسة توقفوا ، ويقوم بدعوة العالم للتحرك من أجل وقف مجازرهم ، وأن يخصص قداس الأول من يناير للصلاة على من راحوا من المدنيين على أرض فلسطين الطاهرة، ولا أتوقع أن قداسته سيفعل.
شرعية الذبح .. وجريمة الصمت !
لا توجد مناسبة أجمل من ميلاد السيد المسيح لتقديم التهنئة إلى اخوتى فى الدم والوطن ، وتهانئتى إلى كل مسيحى على وجه المعمورة أو المسكونة كما يقولون ، واحترامى لكل اليهود الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء ، ولم تتسخ قلوبهم بالحقد ، ولا توجد مناسبة أليق منها للعتاب على من أحرقوا المحبة لأسباب خاصة بهم ، وفى مقدمتهم الفاتيكان وأهل أوروبا ، وزمان كانوا يرون اليهود رجسا من عمل الشيطان ، ولذلك طردوهم من أوروبا ، وكان مستقرهم وأمانهم فى الدول العربية، وخاصة مصر وأشهر من لجأ إليها فيلسوفهم ومجدد دينهم موسى بن ميمون ، ولن أسترسل فى وصف أحوالهم المزرية فى أوروبا ، فإما قطع رقبة أو شر طردة ، وحتى وقت قريب كان فولتير يتعجب من كيفية وجود شعب حقير مثلهم ، وحدث شيء ما جعلهم فوق الرأس ، لدرجة أن يصدر الفاتيكان لهم سلسلة من الاعتذارات منذ العام 1965 وحتى الآن ، المدهش أن العرب، مسلمين ومسيحيين ، لم يحصلوا على اعتذار عن  مجازر ومخازى الحروب الصليبية ، وحدثت نكبة فلسطين وتوالت جرائم الصهاينة على أرضها ، ولم يتدخل الفاتيكان بموقف حاسم ، حتى الدول الأوروبية باتت وكأنها سعيدة باستعادة مشاهد الحروب الدينية التى أشعلوها فى منطقتنا ، وكأن تلك الحروب فى جيناتهم ، تطربهم أصوات القنابل الغبية وهى تحطم البيوت وتحصد أرواح البشر ، وتحدث الخطيئة الكبرى كل يوم فى غزة ، يطربهم  تذكر مجازر الحروب الدينية ، نعم لم يعد الكاثوليكى يحقد على البروتستانتى ، ولكن أصبح الاثنان ومعهم اليهود يحقدون على الفلسطينيين ، يراقبون دماءهم تسيل أنهاراً ، وجثثهم تملأ المقابر الجماعية ، ربما لن يكون هناك رجال دين كما فى الماضى أوغروا صدر لويس الرابع عشر بشرعية ذبح البروتستانت ، ولكن صمت أوروبا لا يقل عن ذلك ، وكأنهم كما كانوا فى  الماضي،  يشكرون إسرائيل أيضا لأنها تطهر فلسطين من أهلها ، كما سبق وشكروا الملك لويس من قبل لأنه طهر فرنسا من النجاسة ، حتى ألمانيا الجميلة التى قضت حرب الثلاثين الدينية على رجالها ، تحلل لنتنياهو القتل ، وقد تعترف الكنيسة الإنجيلية فى ألمانيا بالذنب بحق طائفتى السينتى والروما، وتضع لهم نصبا تذكاريا ، ولكنها لن تشعر بالذنب على ما يحدث فى فلسطين ورعاية الحكومة الألمانية له ، وكأن الفلسطينيين هم النازيون الذين أحرقوا اليهود ، وربما قامت كنيسة مدينة فيتنبرج بولاية سكسونيا، باجراء تعديل على نص لوحة بها لنحت بارز عمره مئات السنين معاد لليهود وتعتذر عنه ، ولكننا لن نجد أى ولاية ألمانية ولاحتى مدينة تعتذر أدبيا عن الدماء التى يسيلها اليهود فى غزة ، ولا عزاء للالمان الذى أحبهم.
لا بديل عن السلام .. اقبلوه أو اقتلوه!
الأحد:
لا توجد لدى أى مشكلة مع اليهود ، فقد تعاملت معهم وأنا شاب ، والتقيتهم بحكم عملى ، هنا وهناك ، بعضهم  مصريون لم يتركوها وعرفتهم فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى ، وبعضهم التقيتهم فى مدن بوخارست وهرارى ونيويورك وغزة ، والمكسيك وغيرها ، وبعضهم من شتى بقاع الأرض ، احتككت بهم بحكم عملى فى تغطية شئون الاقتصاد والتجارة الخارجية ، وكنت قريبا جدا من بعض الأمور ، ولا أنكر أننى تعاطفت مع بعضهم ، وأننى من الذين يرون أن طبيعة مصر كدولة عالمية «كوزموبوليتانت» قد تغيرت كثيرا، بعد خروج اليهود من أرضها ، لا أرى أن اليهودى عدوى ، ولكنه الصهيونى الذى يحمل السلاح ويسفك الدماء من أجل احتلال الأراضى ، بحجة أنها كانت ملك جده قبل آلاف السنين ، ويعتبرنا عبيده لأن الحاخام أكد له أنه صاحب الأرض  ومن حقه أن يقتل من فيها ليأخذها ، ويستعبد من عليها ، وأن من حقه أن يحطم البنيان ويقتل الدواب ويبقر بطون الحوامل ويذبح الرضع ، لا بديل عن السلام العادل اقبلوه أو ارفضوه ، وعلى العالم أن يكون شاهد حق ، أو أن يكون شريكا فى الجريمة ، وعند الله تجتمع الخصوم ، منذ الحرب الصليبية وحتى الحروب الفلسطينية.
كلام توك توك:
ديك المحظوظ .. بيبيض!
إليها:
مجرد وجودك نعمة من الله.