كلمات

النزوح الداخلى.. بتجرد إسرائيل من الداخل «٤»

المهندس أحمد العصار
المهندس أحمد العصار

من شتات حول العالم الى شتات داخل إسرائيل، دفعت الحرب المستعره الإسرائيليين بعيداً عن بلداتهم ليذوقوا مرارة النزوح ويجربوا مقاساة التهجير.. للمرة الأولى منذ نشأتها، تشهد إسرائيل موجة نزوح داخلى كبرى من مناطق الخطر فى غلاف غزة والحدود الشمالية مع لبنان الى مدن الوسط وإيلات لتتحول ٧٠ مستوطنة وبلدة إسرائيلية الى مدن أشباح.

تضاربت التقديرات الإسرائيلية الحكومية حول أعداد النازحين من ٢٠٠ ألف الى نصف مليونً ويرى البعض أن المبالغة فى الأرقام تأتى لكسب تعاطف الغرب، تم تخصيص ٣١ فندقاً لاستيعاب النازحين بواقع ٢٨ ألف غرفة، أى نصف الطاقة الاستيعابية للفنادق، كما تم إنشاء مدينة خيام فى إيلات لتسكين ٦٠ ألف نارح، أى أكثر من عدد سكان مدينة إيلات نفسها.

بحسب النيويورك تايمز، فقد تخطت تكاليف الإيواء حاجز الـ٢٠٠ مليون دولار، هذا بالإضافة الى التكلفة المتوقعة لإعادة تأهيل المستوطنات، وتأتى هذه الأعباء المالية فى وقت من عدم اتزان الاقتصاد بفعل الحرب.

من ناحية أخرى، تعد مستوطنات غلاف غزة سلة غذاء إسرائيل إذ تنتج ٧٥٪ من الخضروات و٢٠٪ من الفاكهة المستهلكة، وبالتالى يتعرض الأمن الغذائى لهزة عنيفة بسبب تهجير العاملين فى هذه المزارع.

أما الآثار الاجتماعية فتلقى بظلالها على المهجرين، حيث انفراط العقد الاجتماعى وتغير شكل الحياة اليومية مما زاد الشعور بالغضب والنقمة تجاه الفلسطينيين لدى البعض منهم، والحاجة الى السلام وإنهاء دائرة العنف لدى البعض الآخر.

يعتبر البعض فى إسرائيل أن الحكومة فشلت فى ملف النازحين، ولم تكن تتوقعه، كما ينتقد النازحون بطء الحكومة فى التعامل مع الأزمة، ويحملون نتنياهو المسئولية مما يضيف بٌعداً جديداً لانهيار شعبيته.

عانى الفلسطينيون على مدار تاريخهم بؤس اللجوء ولكن يأبى القدر إلا أن يقاسيه الإسرائيليون أيضاً ويتجرعوا آلامه.. وعلى الباغى تدور الدوائر.