يحدث فى مصر الآن

الحوار الوطنى استكماله ضرورة

يوسف القعيد
يوسف القعيد

أسعدنى أن الرئيس السيسى فى حديثه ذكر الحوار الوطنى. وقال إنه سيتم استئنافه. والحوار الوطنى فكرة عبقرية شهدناها قبل الانتخابات الرئاسية والتى فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى فوزاً لم يحدث من قبل فى تاريخ مصر. لدرجة أننا سنُباهى بها لسنوات أخرى طويلة قادمة.

لكن ما يهمُنى الآن هو أنه بشَّرنا باستئناف الحوار الوطنى الذى يتولاه صديقنا ونقيبنا السابق ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات. ويديرها بكفاءة نادرة، كم مرة حسدته عليها. فهو يتجرد ويتكلم بموضوعية نادرة وشفافية وأهمية عودة الحوار الوطنى تاريخية جداً بعد أن قال الشعب كلمته واختار رئيسه من الآن وحتى سنة 2030. ومنحه ثقة مُطلقة، ووصلت الأرقام إلى قياسات لم تحدث من قبل.. ولهذا أتوقع عند استئناف هذا الحوار أن تكون له رؤية جديدة لمصر، وأن يظل سقف الحريَّة مُحلِّقا ومُرتفعًا كما كان منذ بداية هذا الحوار. وأن نرى فيه كل أطياف وفئات المجتمع المصرى الراهنة باستثناء الجماعة إياها التى خرجت على إجماع كل المصريين، وتم رفضها بشكل مُطلق من الجميع.

الجلسات التى حضرتها فى هذا الحوار المهم كانت شديدة الثراء وشديدة الموضوعية. وركزت كثيرًا جدًا على الهم العام والزمن الآتى ليس باعتباره حُلمًا من الأحلام ولكن كواقعٍ نسعى جميعًا نحن أهل مصر لتحقيقه. وكلٌ منا لديه استعداد لبذل أعز ما فى حياته من أجل أن تصل مصر إلى هذا الزمن الذى يُشكل الآن حُلمًا من الأحلام الكُبرى فى حياة المصريين.

أتمنى أن يحضر معنا بعض من يُمثلون العُمال والفلاحين باعتبارهما من الفئات التى لابد من الإنصات لما تقوله باهتمامٍ تامٍ ومُطلق، ووضعه فى الاعتبار عند رسم ملامح 6 سنوات جديدة فى مشروع الرئيس عبد الفتاح السيسى لبناء مصر الحديثة وهو المشروع الذى لم يحدث من قبل إلا فى القرن التاسع عشر. فى زمن محمد على باشا. وفى القرن العشرين بعد ثورة يوليو 1952 فى زمن محمد نجيب وجمال عبد الناصر.. الاستماع إلى بعض من يُمثلون هذا القطاع أو ذاك، ربما كانت مُهمة وضرورية.

أيضاً فإن الثقافة المصرية الراهنة تحتاج لأن تُناقَش بشكلٍ موضوعى. وأتمنى على المسئولين عن هذا الحوار أن نتكلم عن صناعة السينما المصرية. مصر قادت الأُمة العربية بالكتاب والفيلم السينمائى والعرض المسرحى والأغنية. فمصر دولة دور. وُجِدَت لتقود الدنيا من حولها إلى الأمام. وأن تُصبح منارة الثقافة فى الوطن العربى والعالم الإسلامى.

ثمة موضوع يؤرِّقنى كثيرًا جدا باعتبارى ابن قرية مصرية عشت فيها أجمل سنوات عُمرى ألا وهو جُرح الأُميَّة التى أتمنى أن تتمكن مصر فى الولاية الثالثة للرئيس عبد الفتاح السيسى من القضاء عليها. وأن يأتى علينا يوم نحتفل فيه بمحو أمية آخر مصرى. ونعتبره عيدًا من أعيادنا الكُبرى.