لغة القلوب

سعد مهلل محمد الإسكندرية
سعد مهلل محمد الإسكندرية

سعد مهلل محمد الإسكندرية

«لغتنا العربية يسر لا عسر، ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، ولنا أن نضيف إليها ما نحتاج إليه من ألفاظ لم تكن مستعملة فى العصر القديم.».. هكذا عبر عميد الأدب العربى د. طه حسين عن اللغة العربية. ونحن نعيش أجواء الاحتفاء باليوم العالمى للغة العربية وهو يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام طبقا لما حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) باعتبارها أم اللغات.

 وقد يظن ظان، أو يعتقد معتقد أن الارتقاء بالذائقة اللغوية للجمهور يعنى التفاصح، واستخدام المفردات المهجورة، أو أساليب التعبير الصعبة. وبالرغم من انتشار اللغة العامية الدهماوية على خطاب بعضهم التلفازى والإذاعى إلا أن بلاغة البساطة والسلاسة والتدفق اللغوي، وبساطة التعبير وجمالياته، ستظل هى المقومات الأساسية للغة العربية.

 وليس بخفى على كل ذى بصر أن لغتنا العربية قد أصيبت فى السنوات الأخيرة بكثير من الضعف، وتهددتها ألوان من المخاطر حتى أصبحت لا تستقيم كما ينبغى على الألسنة، بل أصبحت تهمل بشكل مخجل فى مواطن كان الواجب أن تعنى بها وترعى حرمتها.

لغتنا العربية هى لغة القلوب، ومرآة النفوس، تعبر عن الخلجات الغامضة، وتكشف عن الإحساسات الدفينة، تخاطب الوجدان والعاطفة، وتستلهم الوحى والخيال، وتنفذ إلى أعمق شيء فى الإنسان، تقوم على اللفظ الرشيق، والتصوير الدقيق، والتشبيه البليغ.

 هى الحصن الحصين لكتاب ربنا وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم -  وتشريعات ديننا. حقا.. ما أجمل لغتنا العربية التى تهتز لعظمتها النفوس، وصدق شاعرنا حافظ إبراهيم عندما قال على لسان اللغة العربية :

أنا البحر فى أحشائه الدر كامن  ..فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتى؟

كل سنة وأنت طيبة يا لغتنا الجميلة.