■ بقلم: هانئ مباشر
«الوطنية».. ليست بطاقة هوية، ولا علما يرفرف، ولا نشيدا يُرتَّل، ولا أغنية تؤدي، فتلك رموز وشعارات معبرة، أما الوطنية فى جوهرها فهى مشاعر تترجم إلى أفعال وتضحيات..
الانتماء إلى الوطنِ ليس مجرد كلمات مزخرفة على رسمةِ قلب، وإنما أعمق من ذلك بكثير. وما لم يتشرَّب كل مُواطن بمعانى الانتماء لوطنه منذ بواكير عمرهِ، فإنه لن يتعرَّف على كنهِ الوطنِ وأصالتهِ، وسينشأ وهو يردد كلمات خاوية تفتقد إلى الروح..! وعندها لن يكون الوطن إلا مجرد أحرف لا يفهم معناها، وكلمة لا تدرك قيمتها..!
من حق الوطن علينا أن نحمل له كل معانى الحب والإخلاص، وأن نجعل حبه فى قلوبنا، ولتكن هذه دعوة لحب الوطن بطريقة مختلفة، بالطريقة الصحيحة..
كم هم الذين يدعون حب «مصر»، والوفاء والإخلاص لها، وهم أبعد الناسِ عن معانيها، وأقصاهم عن محبتها..! ادَّعوا الانتماء وأفعالهم تُناقض ما نهضت به دعائمه الأخلاقية والتاريخية.
ولأنه ما أسهل الكلام وما أكثره..
لذلك أرجوك.. لا تحدثونى بعد كل ذلك عن حب «مصر» بل دعونى أرى ذلك فى أفعالكم.
والله من وراء القصد..
