فواصل

الوجه القبيح

أسامة عجاج
أسامة عجاج

لم يهتم الرئيس الفرنسى ماكرون، ان يطلب من مساعديه، تجهيز ملف عما وصلت اليه المأساة الانسانية، التى يعيشها الشعب الفلسطينى فى القطاع والضفة، وعن مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، والدمار الشامل هناك، نتيجة قيام الجيش الإسرائيلى بأكثر من ١٧٠٠ مجزرة خلال أكثر من ٧٠ يوما، فجدول أعماله على صعيد العدوان الإسرائيلي، مزدحم بقضيتين الأولى تخص تقليص قدرات حماس، والثانية تركز على إنهاء دور حزب الله فى لبنان، فقد استمر الجهد الفرنسى لتشكيل تحالف دولى ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، شبيه بذلك التحالف ضد داعش، والذى دعا إليه ماكرون أثناء زيارته لإسرائيل فى ٢٧ أكتوبر الماضي، وبدلاً من أن تستشعر فرنسا الحرج وخيبة الامل،  تجاه الفشل الذريع للفكرة، من خلال الرفض والتحفظ الذى أبدته العديد من العواصم،  أعادت صياغتها بشكل خبيث، تحت مسمى براق (مبادرة من أجل السلام للجميع) ذات ثلاثة أبعاد، سياسى وأمنى وإنساني، حيث دعا ماكرون لعقد قمة لتوفير مساعدات للفلسطينيين فى غزة، جمعت وعوداً بأكثر من مليار دولار، وتحدث على استيحاء عن حل الدولتين، ولكنه لم ينس أبداً الفكرة الأساسية، وهو التحالف الدولى ضد حماس، حيث شهدت باريس الأسبوع الماضي، استهدف كيفية مواجهة حماس على صعيدين مالى بوقف التمويل، وإعلامى بمواجهة حضورها الطاغى على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يحظ بأى اهتمام دولي، واقتصرت المشاركة على ٢٠ دولة فقط، وبمستوى تمثيل متدنٍ، دون إحراز أى نتائج. أما على صعيد حزب الله، فقد قام مدير المخابرات الفرنسية برنار ايمييه، بزيارة سريعة إلى لبنان بعد تل أبيب، وهو صاحب خبرة طويلة فى الشأن العربى واللبناني، وهناك حمل معه تحذيراً من وجود خطط إسرائيلية، تستهدف تسوية بيروت بالأرض، وعودتها إلى القرون الوسطي، إذا قرر حزب الله التصعيد، الرسالة لم تجد أذناً صاغية من المسئولين اللبنانيين، فهى لا تختلف عن تصريحات قادة إسرائيل، إنها إذاً صورة لوجه سياسة فرنسا القبيح رغم أن أمام ماكرون فرصة لدخول التاريخ، إذا اتجه إلى البوصلة الصحيحة، وسعى إلى تحقيق اختراق مهم، باتجاه وقف العدوان الإسرائيلي، والسير فى حل سلمى على أساس الدولتين، ينهى الصراع فى المنطقة، وتنتفى معه الحاجة إلى جماعات المقاومة .