وفد فرنسى رفيع المستوى يزور الجرحى الفلسطينيين في ميناء العريش

أهالي غزة: مصر قلب العروبة ونشكرها على جهودها ومساندتها للقضية الفلسطينية

محافظ شمال سيناء خلال استقباله الوفد الفرنسى
محافظ شمال سيناء خلال استقباله الوفد الفرنسى

الخدمة الطبية حق أصيل من حقوق الإنسان  للمواطنين أوقات الحروب والأزمات.. وفى قطاع غزة حدث نقص فى الأدوية والمستلزمات الطبية، مما أدى إلى خروج عدد كبير من  المستشفيات فى قطاع غزة عن الخدمة، ولم تعد تمتلك المقومات اللازمة لتقديم الرعاية الطبية للجرحى الذين يتزايدون يومًا بعد يوم.

وقد واصلت  «الأخبار»، الحديث مع عدد ممن كانوا عالقين فى الأراضي المصرية ودخلوا قطاع غزة إلى ذويهم عن طريق معبر رفح البري، أيام الهدنة، وذلك لتجسيد الأوضاع المأساوية ووصف ما يدور من أحداث فى مناطق القطاع، وتوضيح مدى قدرة القطاع الصحى للقيام بدوره تجاه المصابين.

 وقال أبو حجازى من رفح، ان المصائب لاتأتى فرادى.. فالفلسطينيون  يتعرضون إلى مأساة جديدة  فى قطاع غزة، حيث تلاحقهم أمراض الشتاء، خاصة الأطفال الذين أصيبوا بنزلات معوية، علاوة على مياه الأمطار ، لذا فهم يواجهون حياة صعبة في الخيام التى صنعوها  بأيديهم من الهياكل الخشبية .

وتأتي مياه الشرب  أيضا لتمثل مشكلة أخري، وذلك بحصول النازحين على كميات قليلة  منها  بصعوبة بالغة، وهي لاتكفي احتياجاتهم، وذلك بالوقوف في طابور طويل لعدة ساعات، إلى جانب حصص ضئيلة من الغذاء الذى يتم توزيعه على سكان المخيمات.

وأشار إلى أن  تحول مياه الأمطار إلى مياه راكدة  يلهو فيها الأطفال ، قد  تسبب فى تعرضهم  إلى الأمراض والأوبئة التى لا تقدر أجساد الأطفال  المنهكة على تحملها ، خاصة فى ظل نقص الدواء والمستلزمات الطبية ، وخروج معظم المنشآت الطبية على المواجهة عند استقبال المرضى وكذلك الجرحى المصابون  بسبب الحرب.
وأكد أبو تامر ، انه تم تجهيز عدد من الخيام بامكانيات بسيطة والتى لاتقوى على تحمل الرياح والأمطار، وهذا هو الخطر القادم، ومع ذلك أقمنا فيها أنا واسرتى وأولاد شقيقى، من أجل حماية الأطفال من برد الشتاء ومياه الأمطار، وكذلك هربا من جحيم الحرب التى لا ترحم.. انها حياة مشردة عن بيوتنا.. لكن  سنعود يوما اليها مها طال الوقت، فهى الموطن الأساسى ولا غيره،ونشكر جهود مصر التى تساند وبقوة القضية الفلسطينية منذ عام 1948م، وهى كذلك تقدم خدماتها دومًا لتساعد الشعب الفلسطيني..حما الله مصر قلب العروبة.

 أما عدنان سلام ، من منطقة خان يونس، فقال ان منطقة المواصى التى  اجبر السكان الشمال والوسط للنزوح إليها  تفتقر إلى مقومات الحياة.، وكذلك محيط مستشفى ناصر ، والذى اصبح مكانا جديدا للنزوح والاحتماء به من ملاحقة عمليات القصف التى تنفذها إسرائيل  ضد السكان ، لذا فإن المنطقة مقبلة على أزمة كبيرة تعرض الاطفال وكبار السن إلى مخاطر صحية اذا طال الوقت،  والاصابة بأمراض مزمنة.

وأضاف أن إسرائيل تضغط على السكان للنزوح تجاه رفح جنوبا ، وهذا ما تصدى له الرئيس السيسى بالفعل ، ورفض بشدة  عملية تهجير الفلسطينيين القسرى إلى سيناء، ونحن نشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى ،على هذا القرار الشجاع ، فهو يدرك أهمية القضية بالنسبة للشعب الفلسطينى الذى يرفض أيضا عملية تهجير السكان سواء إلى  أراضى سيناء أو الأردن. 

بينما تقول أم  شهد ، نعيش حياة بلا مأوى  فى جنوب رفح ، نواجه خلالها الصعاب عند الحصول على الغذاء خاصة للأطفال مما يعرضهم إلى سوء التغذية وبالتالى الإصابة  بالأمراض و حاجتهم إلى العلاج.

ولفتت  إلى أنها تبحث عن الدقيق من مكان إلى مكان لتدبير وجبة لأولادها  على نار الخطب ، حيث تجلبه من أماكن بعيدة تحت القصف وغارات الطيران المستمرة.
وأضاف أن  الحياة التى نعيش فيها بلا مأوى،  ونحن لسنا بعيدين عن خطر غارات الطيران المستمر فى كل مكان ، فقد نزحنا من مخيم جباليا إلى جنوب قطاع غزة  خلال الأيام التى أعقبت انتهاء الهدنة ، وأملنا كبير فى مصر والمجتمع الدولى أن يصل إلى حل لوقف اطلاق النار وعودة الأمن إلى غزة من جديد. والعودة إلى منازلنا وأعمالنا التى توفر للأطفال حياة كريمة.  

 وقال ابو عبدة ، من  خان يونس ، ان اسرائيل تمارس عمليات عسكرية تستبيح فيها الإنسانية دون احترام لأهمية  الجرحى وحاجتهم إلى العلاج بل واعتقال عشرات من الطاقم الطبى الذى يتولى عملية الاسعافات وإجراء العمليات الجراحية. 

وأكد أن ثقة الشعب الفلسطينى كبيرة فى مصر كى تحقق هدنة جديدة وادخال اكبر كمية من المساعدات والأدوية تضامنا مع النازحين فى كل مكان.

وقالت أم  أيوب، من رفح، ان  القادم أسوأ بالنسبة للفلسطينيين فى ظل الحصار الذى تفرضه إسرائيل على قطاع غزة وذلك باستهداف المناطق التى ينزح اليها السكان..وهذا الاستهداف متعمد، وكل ما حدث على مدى نحو71يوما يثبت هذه المجازر، وذلك بتنفيذ مسلسل استهداف متكرر لكل ما من شأنه تقديم الإغاثة والاسعافات للجرحى وكذلك القتل المتعمد للمدنيين، ونحتاج إلى وقف فورى ودائم  لاطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والأدوية وزيادة عملية الضغط من جانب المنظمات الدولية حفاظا على حقوق الانسان ،وهذا يتطلب ضغطا  فوريا ومستمرا على إسرائيل لوقف الاستهدافات المتعمدة للمدنيين.

 وأضافت أن المعاناة التى يواجهها النازحون  لاتوصف خاصة مع الاقامة فى الخيام.. وناشدت مصر بسرعة وصول المساعدات التى تدخل من معبر رفح إلى النازحين فى منطقة المواصي، حيث تعد هذه المنطقة جدباء فقيرة من كل مقومات الحياة ، وتوفير احتياجات الآلاف من النازحين حتى لايتعرض الأطفال إلى الموت جوعًا.

وأكد أن  المساعدات التى دخلت من مصر عن طريق معبر رفح ساعدت كثيرًا فى إنقاذ الأسر التى نزحت خاصة الى المنشآت التى تشرف عليها الانروا ، ونقدم الشكر لمصر على جهودها المبذولة من أجل استقرار دخول الأدوية والمستلزمات الطبية لدعم القطاع الصحى فى خدمة الجرحى والمرضى.

وقال أبو شادي، ان قصفا مدفعيا  استهدف  منزلى فى حى الزيتون شمال غزة ،  مما أدى إلى هدم أجزاء من جدرانه ، وقد خرجت مسرعا الى الشارع بعد أن تسببت عملية القصف عن إصابة أولادى الثلاثة  وغيرهم من الجيران  بإصابات مختلفة فى الجسم منها حروق وآخرون أصيبوا  بشظايا وآخرون بكسور مضاعفة فى الساق والذراع ، حيث تم نقلهم الى المستشفى المعمدان ،  لتلقى العلاج واجراء العمليات الجراحية اللازمة لتضميد جراحهم   .

 من جانب آخر، استقبل اللواء د. محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، أمس وفدا فرنسيا رفيع المستوى بقيادة تيرى جاريتا، قائد العمليات العسكرية، ونائب رئيس اركان الجيش الفرنسي، أثناء وصوله الى مطار العريش الدولي، فى حضور الملحق العسكرى بالسفارة الفرنسية بالقاهرة واللواء مصطفى محمد مصطفى، رئيس الإدارة المركزية لمكتب المحافظ واللواء محمد شريف، مدير ميناء العريش البحري، والدكتور طارق شوكة، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة.

من جانبه، قال تيرى جاريتا، قائد العمليات العسكرية ونائب رئيس اركان الجيش الفرنسى، أن الجانبين الفرنسى والمصرى يعملان سويًا وبالتنسيق مع كافة الأطراف لإنهاء الحرب على غزة وعودة السلام للمنطقة. ووجه الشكر للحكومة المصرية ووزارة الصحة المصرية ومحافظة شمال سيناء ومديرية الصحة بشمال سيناء على التسهيلات المقدمة أمام طاقم السفينة الطبية لعلاج الجرحى الفلسطينيين. وقام الوفد الفرنسى بزيارة وتفقد الجرحى الفلسطينيين أثناء تلقيهم العلاج فى السفينة الفرنسية الطبية التى ترسو فى الرصيف الجديد من ميناء العريش البحرى وتقدم الخدمات الطبية للأشقاء الفلسطينيين.