حريات

الصهيونية

رفعت رشاد
رفعت رشاد

أعادت عملية طوفان الأقصى القضية الفلسطينية إلى الساحة العالمية مرة أخرة وبقوة. شاهد العالم قوات فدائية لا تملك من العتاد والسلاح إلا قليلا، مرَّغت أنف أقوى الجيوش عتادا وسلاحا. أما الجيش العتىّ فيضرب المدنيين بالدبابات والطائرات. 

تسعى إسرائيل -بحماية أمريكا- إلى قتل ودفن القضية الفلسطينية. خلال الفترة الماضية وضعت إسرائيل آمالا كبيرة على عمليات التطبيع التى تزايدت مع دول عربية جديدة. زاد ذلك من شهيتها لاستكمال تحقيق الحلم الأكبر وهو ابتلاع الدول العربية وإقامة دولتهم التى تشغل الشرق الأوسط الكبير. 

إن الصهيونية كما قال مؤسسها هرتزل نفسه: «فكرة استعمارية، مدينة بفكرها وقوتها إلى الإمبريالية الغربية. والدولة الصهيونية هى امتداد لهذه الإمبريالية وتتسم بكل صفاتها». وعندما نفسر ما قال هرتزل نجد أن من أهداف الصهيونية الحيوية مراكمة المال بالتحكم فى اقتصاد الشعوب التى تهيمن عليها وتحقيق النفوذ السياسى من خلال الحروب، وفى خلال ذلك يتم صرف الأنظار عما يحدث فى الداخل ولو بتحقيق سلام جزئى للتهدئة ولضمان التعاون الاقتصادى وتدفق الخام ورءوس الأموال لخدمة الإمبريالية العالمية التى تمثل الصهيونية فى منطقتنا رأس حربتها. 

لا تختلف الصهيونية عن أى فكر أو حركة استعمارية متطرفة تتعامل بوحشية مع الشعوب التى تسيطر عليها وتحتل بلادها. استغلت إسرائيل ما ارتكبته النازية تجاه اليهود فى الحرب العالمية الثانية وأشعرت العالم بالذنب، إلا أنها لا تستنكف أن تقوم بنفس الأفعال فى غزة بنفس الطريقة التى تَصِم بها النازية، فهى تُبيد الشعب الفلسطينى بالصواريخ والمدافع متجاهلة قوانين الحرب والقانون الدولى الإنسانى، والفرق فى عملية الإبادة التى قامت بها النازية والإبادة التى تقوم بها  الصهيونية، فى الأسلوب وليس فى المبدأ. 

إنَّ طوفان الأقصى حطم -أو أوقف على الأقل- سعى وآمال إسرائيل فى الإسراع بإقامة الشرق الأوسط الكبير.