قريباً من السياسة

صلابة الموقف المصرى

محمد الشماع
محمد الشماع

ساعدت الحرب على غزة فى إيضاح كثير من المواقف التى تلتبس على الناس، فقد أثبتت الأحداث أن الولايات المتحدة الأمريكية منحازة تماما إلى إسرائيل وأنها لا تتورع عن الدهس على حقوق الإنسان حينما يتعلق الأمر لانحيازات أمريكا فلقد أمدت إسرائيل بقنابل الأعماق لتفجير غزة بعمق ٣٠ مترا، كما أنها أمدت إسرائيل بكل صور التجسس والتصوير لكى تساعدها فى تدمير البشر والحجر فى غزة.

ولم يرمش لها جفن حينما كانت إسرائيل تقوم بضرب المستشفيات والقضاء على المرضى، لقد أجلت أمريكا جداول حقوق الإنسان التى تخفيها وتظهرها حسب الحالة وحسب المصالح التى تريدها.

لقد أثبت الأحداث أن أمريكا غير جديرة بزعامة العالم وأنها تكيل بأكثر من مكيال، وأنها لا تتردد فى ضرب مصالح الدول الصديقة عند اللزوم، فمثلا روجت أمريكا بما يسمى بصفقة القرن، بهدف اقتطاع جزء من أراضى مصر وترحيل فلسطينيى الضفة إلى الأردن مضحية بمصالح تلك الدول فى سبيل ما تعتقده أنه يحقق الراحة لإسرائيل!!

ولولا وقوف القيادة المصرية بحزم أمام المشروع الأمريكى ولولا تصدى الأردن لهذا المشروع لكانت أمريكا قد غيرت خريطة المنطقة بما يتناسب مع إسرائيل، ولكن الحزم الذى أعلنته القيادة المصرية.

قد جعل أمريكا تعيد حساباتها لأنها أدركت أن نار جهنم سوف تحرق ثوبها، وأن النار لو اشتعلت فلن تنطفئ إلا بكسر دولة الاحتلال مهما كانت التكلفة لأن الحدود الوطنية المصرية ليست ويجب ألا تكون موضوعا للمشاريع الأمريكية.. ولا للمبادرات المريضة.

إن القيادة الأمريكية الحالية لا شك مصابة بقصور فى الرؤية وعجز فى تقييم الأوضاع لمنطقة الشرق الأوسط ولعلها أدركت ذلك متأخراً فأخذت تطالب بحل الدولتين. وحذرت إسرائيل من أى تلاعب بحدود قطاع غزة. وتلك بعض من نتائج صلابة الموقف المصرى فى هذه النقطة أن أمريكا رغم حاملات الطائرات وقاذفات الصواريخ التى تعوى فى بحار الدنيا، لم تستطع أن تؤمن السفن فى مضيق باب المندب الذى أصبح كاملاً تحت سيطرة الحوثيين رغم وجود قاعدة عسكرية أمريكية فى إريتريا.

العالم يتغير وأن إرادة الشعوب ليست رهنا برغبات أمريكا وعليها أن تعيد حساباتها حول العالم.