أوراق شخصية

الملك داود.. والفخ الصهيونى

أمال عثمان
أمال عثمان

على الجانب الآخر من المعركة النازية التى تتصدى لها المقاومة الفلسطينية فى غزة، هناك معركة أخرى شديدة الوطيس، نجحتْ خلالها الشعوب فى مجابهة البروباجندا الصهيونية، والغطرسة والتضليل والأكاذيب الإسرائيلية الممنهجة، وكشفت المذابح الوحشية الانتقامية، والفظائع النازية التى استخدم فيها دواعش إسرائيل القنابل الفسفورية الحارقة، وغيرها من الأسلحة المحرمة لحرق وسحق وإبادة الفلسطينيين وتشريدهم وتجويعهم، بالمخالفة لكل القوانين الإنسانية الدولية التى مازال يتحايل عليها  البعض بكل وقاحة بحجة الدفاع عن النفس!!. 

 ولم تقتصر المعركة الإلكترونية على توثيق جرائم الحاضر، وإنما امتدت لتشمل توثيق جرائم وإرهاب الماضي، لاستعادة وعى الشعوب وتنشيط ذاكرة المجتمع الدولى تجاه الإرهاب الصهيونى، وجذور القضية الفلسطينية، والمذابح التى ارتكبها اليهود ضد الشعب الفلسطيني، وسرقة ونهب واغتصاب أرضهم ومنازلهم وتاريخهم، تحت مزاعم وذرائع دينية واهية، ومواجهة جهل وتغافل بعض الساسة عن حقائق تاريخية موثقة بالصوت والصورة والكلمة، مثلما حدث مع رئيس الوزراء البريطانى «ريشى سوناك» الذى وقع فى فخ سياسى صهيوني، حينما هرع إلى إسرائيل لمؤازرتها بعد هجمات المقاومة الفلسطينية فى 7 أكتوبر، ولم يدرك رئيس الحكومة البريطانية أن فندق «الملك داود» الذى أقام فيه بالقدس، هو ذات الفندق الذى تعرض لجريمة تفجير إرهابية فى 22 يوليو 1946، أى قبل الاحتلال الصهيونى لفلسطين، راح ضحيتها 93 شخصاً، من بينهم 14 مسئولاً بريطانياً، وذلك بعد أن قامت منظمة «الإرجون» الإرهابية اليهودية، بقيادة «مناحم بيجن» رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، بزرع قنبلة بالفندق، الذى كان آنذاك المركز الرئيسى لقيادة العمليات البريطانية وسكرتارية الحكومة فى فلسطين، خلال فترة الانتداب البريطانى!!

حيث أرسلت المنظمة الإرهابية تحذيرات للإنجليز بإخلاء المكان، لاعتقاد قادتها بأنهم يعوقون تأسيس الدولة الإسرائيلية، وحينما رفض الإنجليز قامت بتفجير الفندق، بالطريقة ذاتها التى يستهدف بها الكيان الصهيونى مبانى قطاع غزة وأهلها، ليس هذا فحسب بل قامت بالاشتراك مع منظمة «شتيرن» الإرهابية باغتيال «الكونت برنادوت» ممثل الأمم المتحدة، لأنه قدم اقتراحات لحل القضية بين اليهود والفلسطينيين لم ترُق لهم!!.

إن جريمة تفجير فندق الملك داود الإرهابية التى يجهلها «سوناك» مازال يسجلها التاريخ، ولو اطلع رئيس الوزراء البريطانى على أرشيف صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية لخجل من تورطه فى هذا الفخ الصهيونى!!.