ما بين المشاركة الانتخابية وصناعة مستقبلك

النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب

يترقّب العالم أجمع العرس الديمقراطى الذى تشهده مصر حاليًا، وهو الانتخابات الرئاسية التى بدأت فعليًا فى سفارات وقنصليات مصر بالخارج، وستتابعها 24 سفارة معتمدة فى القاهرة، و67 متابعًا دبلوماسيًا، و68 منظمة محلية، و22340 متابعًا محليًا، و220 متابعًا دوليًا، و115 وسيلة إعلامية ما بين وكالات وصحف وقنوات فضائية محلية وإقليمية ودولية.

هذا العدد الهائل والتاريخى وغير المسبوق من المتابعين، يوجب على جموع المصريين أن يحرصوا كل الحرص على حقهم الدستورى فى الإدلاء بأصواتهم داخل لجان الاقتراع، مهما كان المرشح الذى سيمنحونه أصواتهم، لأن هذه الأصوات هى التى ستصنع مستقبل هذا البلد.
ويحق لكل مصرى ومصرية بلغ 18 سنة، حسب القانون 45 لسنة 2014 الخاص بتنظيم مباشرة الحقوق السياسية، أن يباشر بنفسه حق إبداء الرأى فى الاستفتاءات والانتخابات، وهو حق مكفول دستوريًا للمواطنين كافة.

وتحرص الدولة منذ ثورة 30 يونيو، على حث المواطنين بكل السبل للمشاركة السياسية فى الانتخابات، وتفعيل ممارسة ذلك الحق الدستوري، 

وليس لدى من يتخلف عن التصويت أى عذر، بعد أن وافق السيد الرئيس على تمديد العمل بقانون الإشراف القضائى على الانتخابات، ما يؤكد أن الدولة تضمن لمواطنيها الإدلاء بأصواتهم فى ظل توافر ضمانات قضائية من شأنها أن تضمن شفافية ونزاهة العملية الانتخابية.  
وليست المشاركة الإيجابية لكل من له حق التصويت واجب وطنى فحسب، بل هى أيضًا واجب دينى تثاب عليه لكونها أمانة و»شهادة» لابد من تأديتها، ويقول تعالى فى كتابه الكريم «ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه».

وتكمن أهمية المشاركة الانتخابية فى شعور الناخب بمدى تأثير صوته فى العملية الانتخابية. وكلما كان لصوت الناخب تأثير قوى، تأكد أن المسيرة الديمقراطية تسير على نهج سليم فى البلد الذى تُجرى فيه الانتخابات، سواء كانت انتخابات نيابية أو رئاسية.

ولا جدال أن المشاركة الانتخابية تعني، فى المقام الأول إدراك المواطن لأهمية دوره فى صنع الحياة السياسية، وبالتالى التزامه بالمشاركة فى العملية الانتخابية، لكونه مواطنا واعياٍ، يعرف كيف يختار المترشح صاحب البرنامج الانتخابى الأجدى له، ويحدد أولوياته وفقًا لطموحاته ورؤيته الخاصة.

من جهة ثانية، فإن المشاركة الكبيرة فى الانتخابات هى بمثابة رسالة سياسية قوية للعالم، بموقف المصريين تجاه التحديات التى واجهت البلاد مؤخرًا، ولاسيما فكرة التهجير القسرى للفلسطينيين إلى سيناء، وذلك بإثبات وعيهم لمخططات الخارج، الأمر الذى يتطلب اصطفافًا وطنيًا لان الحقيقة إن ما يُحيق بالمنطقة العربية برمتها، وليس ببلادنا فقط، من مخاطر جسيمة وتحديات خطيرة، أبرزها محاولة فرض أجندات غربية مشبوهة على مصر لخدمة إسرائيل، وتصفية القضية الفلسطينية، يوجب علينا أن نبادر على الفور إلى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، لكى نؤكد لأصحاب هذه الأجندات أن مصر على قلب رجل واحد، وأن المصرين هم «الكل فى واحد».