«حالة غضب» قصيدة للشاعر الدكتور محمد ضباشة

الدكتور محمد ضباشة
الدكتور محمد ضباشة

  
لما انتهى حِبر القلم

بعد البكا بعد العِياط

اليد نامت م التعب

والعقل تاه وسط الشياط

أعلن حضور حالة غضب

ع اللى نهب منا الربيع

واللى شفط م الروح حياة

واللى ما خلى صمتنا

يرسم مداين فيها نور

بيتقي فينا الإله

حالة غضب

بَخَّت بنارها إتحرق

كل الكلام اللى شرق

من جوف ضرير

في ليل بيبني ع العدم

مقام خفير

يحرس بلاد المكتوبين

فوق الورق

شعب اتسرق شعب اتحرق

او مات غرق بين الطبول

الريحة لَفَّت البلد

تِنده على جهل اتولد

فوق الرصيف

ف نهار كفيف

وبتسأله في شرع مين؟

الحُر يُحفر ف الليالى المظلمة

صرخة ألم

والواد ينادى يا سما

تفتح بيبان الطوق حنان

يمكن يِعَدِّي للهوى

يِدِّى له قُبلة ينتعش

يبقى النسيم لنهار جديد

يركب على ضهر الأمل

 يقتل دراع

كل اللى باع لينا السراب

وباع كمان ضي القمر

لحظة غياب عدل الميزان

لحظة ما قربعنا الضباب

لما اختمر وانباع لنا

في سوق غراب المفتري

اللى انقرا فوق السطور

ساطور جشع

قَطَّع حبال عِشْقِت وداد

وخلى موج  الفقر زاد

وباع هوانا فى المزاد

لمن يزيد يركب عليه

ويعدى بيه فوق حِلْمِنَا

وِيْنَصَّبُه ما اعرفش أيه

ويسيب وراه

كل البنات من خلف باب

تنزل دموعهم تشتكي

كل الحروف الساكنة

حتى أنا

لما انتهى حبر القلم

والعمر قرب ينتهي

حان ان اقول:

زعلان على جيل انقرض

كان مفترض يبقى الإمام

زعلان على كتاب انهرى

وسط الضلام من غير عَلَام

زعلان على طير انجرح

هاجر ما ساب بسمة فرح

فوق السطوح اللى انبطح

ويا الحمام

زعلان على شعب اندفن

من غير كفن

او عصر قام صلى عليه

والظلم شاع والحق ضاع

والليل زنازين الوجع

حتى النهار فيه الحلال

بلون مساحيق الحرام

فازاى انافق بصمتي

فوق الورق اللى اتحرق

وازاى انافق دنيتي

أن الربيع فعلا شرق

وازاى وانا من غير وطن

فِيَّا وطن

وف وكستي عايز ينام

جف القلم

والسطر فاتح سكته

لمين يرجع بسمته

اللى اختفت ويا الكلام