..منتهى البجاحة أن يصرخ المغتصب في وجه صاحب الدار ويأمره بالخروج من داره وعدم الاقتراب منها مرة أخرى ، بل ويهدده بالموت والحرق لو حاول ازعاجه أوالمطالبه بعودة حقه المسلوب.
هذا ما فعلته وتفعله إسرائيل منذ 75 سنة ، فبعد أن اغتصبت أراضي وبيوت الفلسطينيين وبنت عليها دولتهم البغيضة ، وهي تمارس أبشع صور القمع والوحشية بحق الشعب الفلسطيني.
والعجيب انهم يرتكبون المجزرة تلو الاخرى ويتظاهرون في كل مرة انهم هم الضحية في منطق عجيب لا يصدر إلا من عقلية سادية مريضة مشبعة حتى الثمالة بالأفكار الصهيونية العنصرية ، ويكفي ما قالته جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل السابقة عندما قالت : «لن نغفر للعرب انهم أجبرونا على قتل أطفالهم»!!.
وبنفس المنطق المختل تتعامل الولايات المتحدة مع الهجمات التي تتعرض لها قواتها في العراق وسوريا وتهدد وتتوعد بالعقاب وكأنها ليست قوات دخيلة اقتحمت هذه الدول بلا استئذان وانتهكت سيادتها واستقلالها وأقامت لنفسها قواعد عسكرية تمثل شوكة دامية في ظهور الدول العربية وقاعدة انطلاق لهجماتها ضد أي نظام حاكم يخرج عن سرب العم سام وتتعارض سياساته مع المصالح الأمريكية في المنطقة التي كتبت عليها ثرواتها النفطية والغازية وموقعها الاستراتيجي في قلب العالم أن تكون دائما وأبدا مطمعًا للولايات المتحدة لا يمكن أن تتخلى عنه أو تسمح لأحد القوى العالمية الكبرى مثل الدب الروسي أو التنين الصيني بمد قدميها في المنطقة أو تقليص مساحة النفوذ الأمريكي بها.
وتحضرني هنا حالة العداء والكراهية التي سادت المجتمع الامريكي ضد كل ما هو عربي أو مسلم عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر فيما عرف بظاهرة الاسلاموفوبيا ، وبدأت بعض الاصوات داخل الولايات المتحدة تطالب بطرد العرب والمسلمين من الولايات المتحدة رغم ان معظم العرب والمسلمين المقيمين هناك يحملون الجنسية الامريكية ويتمتعون بكل حقوق المواطنين الامريكان ، وفي المقابل خرجت مظاهرات مضادة من الامريكان اصحاب الاصول العربية وبعض الفئات الاخرى العاقلة في المجتمع الامريكي تحمل لافتات مفحمة مكتوب عليها
« سنخرج من بلادكم عندما تخرجوا انتم من بلادنا».
وكانت هذه العبارة بمثابة صفعة على الوجه العنصري البغيض ، فالولايات المتحدة التي تنشر قواعدها العسكرية وحاملات طائراتها وغواصاتها في جميع أنحاء الكوكب وتدس انفها في الشئون الداخلية لكل دول العالم وتتآمر لإسقاط أنظمة الحكم غير المتوافقة معها ، تخرج بكل بجاحة لتهدد وتتوعد من يهاجم قواتها متناسية تماما ان قواتها ليست موجودة على الأراضي الامريكية بل هي في النهاية قوات دخيلة تتسكع على أراضي الغير وتمارس البلطجة السياسية بشكل علني ومفضوح.
وزير الدفاع الامريكي الذي رفع إصبعه في وجه العالم مهددا ومتوعدا كل من يهاجم القوات الامريكية في سوريا والعراق تناسى ان هذه القوات ليست في فلوريدا أو سان فرانسيسكو بل هي قوة احتلال غير مرغوب في وجودها.
أيها السادة .. اذا أردتم الأمان والسلام حقا .. اخرجوا من بلادنا.