صناعة المستقبل

الأكاديمية الوطنية للتدريب تؤهل 32 ألف دارس.. و«المصريات فى الخارج» و«المرأة تقود».. برامج خاصة للسيدات

الأكاديمية الوطنية للتدريب تؤهل 32 ألف دارس
الأكاديمية الوطنية للتدريب تؤهل 32 ألف دارس

رحلة امتدت على مدار 76 شهرًا ولا يزال العطاء يتدفق بهدف «إعادة صياغة المستقبل»، هذا الهدف وغيره من الأهداف الأخرى النبيلة التى أنشئت من أجلها الاكاديمية الوطنية للتدريب فى أغسطس عام 2017 وعلى مدار 6 سنوات و4 أشهر تمكنت من إطلاق 187 برنامجًا تدريبيًا خلال 7304 أيام تدريبية لـ 32 ألفًا و137 متدربًا بعدد ساعات تدريب بلغت 101 ألف و600 ساعة تحت إشراف نخبة من المتخصصين فى شتى المجالات، بالإضافة لكوكبة من العاملين بالأكاديمية تحت قيادة د. رشا راغب، المدير التنفيذى للأكاديمية.

 

وخلال رحلتها فى تقديم البرامج المتنوعة لبناء قدرات الكوادر الوطنية متعددة التخصصات من خلال التركيز على العلوم التحويلية والتجارب العملية، والتعرف على أحدث النظريات وتطبيقاتها، وكذلك من خلال عقد شراكات مع مؤسسات دولية، وتقديم خدماتها لعشرات الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، استمرت «الوطنية للتدريب» فى تقديم برامج المدرسة الرئاسية للتأهيل للقيادة، وعلى رأسها البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة الذى تستعد دفعته الرابعة للتخرج.


وفى إطار خطة الأكاديمية الخاصة بمدرسة القيادة للعاملين بالدولة المصرية التى تهدف إلى إعداد وتأهيل كوادر تنفيذية تمتلك العديد من المهارات القيادية، والشخصية، والإدارية المهمة، التى يجب توافرها فى أى رجل دولة، بما يتوافق مع السياسة العامة للدولة اومبادئ الجمهورية الجديدة، استكملت الأكاديمية برامجها، ومنها مبادرة المسئول الحكومى المحترف الذى يهدف لتدريب مقدمى الخدمات فى الشباك الأمامى بالجهات الحكومية، كما تم تنفيذ برامج تدريبية للعاملين بالمحافظات، وبرنامج ديوانى كفء ويستهدف العاملين بالمكاتب الفنية وإدارات المحافظات وبرنامج تدريب سكرتيرى العموم والمساعدين، وإطلق برنامج «نواة التغيير» بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية الذى تم من خلاله اختيار200 من الشباب العاملين بالوزارة والمحافظات لتأهيلهم وتدريبهم على القيادة.


ووقعت الأكاديمية العديد من بروتوكولات التعاون التى أثمرت إطلاق عدة برامج تدريبية متخصصة منها بروتوكول التعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، الذى بموجبه تم تصميم برامج تدريبية خاصة للمبعوثين خارج مصر، كما تم تقديم برامج تدريبية فى إطار التعاون بين الأكاديمية الوطنية للتدريب وهيئة الطاقة الذرية، بالإضافة إلى تنفيذ عدة برامج مع الهيئة القومية للبريد ووزارة الصحة ووزارة القوى العاملة ووزارة الثقافة والمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ومؤسسة حياة كريمة.
ونظمت العديد من البرامج التدريبية لاستكمال بروتوكولات سابقة، ومنها بروتوكول التعاون مع مجلس الدولة، الذى قدمت من خلاله برامج مخصصة لقيادات مجلس الدولة، وبرنامج تدريب أعضاء مجلس الدولة بدرجة مندوب مساعد، وكذلك «برنامج تدريب أعضاء هيئة قضايا الدولة»، وجاء برنامج تدريب «القاضيات الجديدات بالمحاكم المصرية» الذى امتد على مدى «180» ساعة فى إطار تمكين وتأكيد دور المرأة المصرية فى مجال القضاء، وإشراكها فى منظومة العمل القضائى بالمحاكم الابتدائية.


أطلقت الأكاديمية الوطنية للتدريب فى مارس 2022 برنامج «المصريات فى الخارج» أحد برامج «مدرسة المرأة للتأهيل للقيادة» بالشراكة مع وزارة الهجرة، وبرعاية وزارة التخطيط، ويستمر البرنامج 6 أشهر للمتدربات المقيمات خارج مصر، ويهدف إلى تقديم حزمة من البرامج التدريبية عن القيادة والإدارة وأحدث مستجدات الدولة المصرية من خلال 225 ساعة تدريبية تتخللها دراسة 40 مادة تدريبية متخصصة تغطى 11 مجالًا مختلفًا.
كما أطلقت الأكاديمية برنامج «المرأة تقود فى محافظات مصر» تحت رعاية وزارة التخطيط، بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، ويهدف لتدريب وتأهيل السيدات المصريات فى المرحلة السنية بين 22 و50 عاماً من مختلف المحافظات من أجل تمكينهن ليصبحن أكثر تأثيرًا فى أسرهن وعملهن ومجتمعاتهن.
وتحرص الأكاديمية على تحقيق المساواة بين الجنسين فى إطار تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة ليتجاوز تمثيل المرأة نسبة 45% من عدد العاملين بالأكاديمية، كما تجاوز عدد الخريجات فى مختلف برامجها نسبة 57% من خريجى الأكاديمية.


من خلال توقيع مذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون اتخذت الأكاديمية الوطنية خطوات ثابتة نحو عقد العديد من الشراكات الدولية لتطوير موردها البشرى لتواكب أحدث علوم الإدارة على مستوى العالم، ومنها الشراكة مع المعهد الوطنى للموارد البشرية بكوريا الجنوبيةNHI، والوكالة الكورية للتعاون الدولىKOICA، حيث عقد من خلال هذا التعاون برنامج تدريبى متخصص لقيادات الأكاديمية، يتضمن عدة مراحل تدريبية على مدى ثلاث سنوات، وشارك فى المرحلة الأولى 13 متدرباً من أعضاء هيكل الأكاديمية.


كما وقعت الأكاديمية مذكرة تفاهم مع المعهد الفنلندى للإدارة العامة (هاوس)، وهو أفضل مطور إدارة عامة فى العالم، ويهدف إلى زيادة كفاءات الحكومة المركزية، والمشاركة فى تطوير العمليات والمشروعات بفنلندا.
كما تم توقيع بروتوكول تعاون متعدد الأبعاد لمنتدى شباب العالم مع مؤسسة «فوربس» الشرق الأوسط، وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الأكاديمية وشركائها الإستراتيجيين فى سويسرا، وعلى رأسهم معهد جنيف للسياسات الأمنية، وكذلك جهات عالمية منها مجلس حكماء المسلمين والاتحاد الأوروبي.


جاءت مشاركة الأكاديمية الوطنية للتدريب فى cop27 مبكرة من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات العملية للإسهام فى الحفاظ على البيئة داخل مقر الأكاديمية، بداية من اتباع الأكواد العالمية للمبانى الصديقة للبيئة فى المعايير البنائية، وكذلك التشغيلية مثل استخدام الطاقة الشمسية وموفرات المياه والطاقة، وصولا إلى نشر الوعى بالتصرفات المسئولة بين فريق الأكاديمية والمتدربين حيث تشجع موظفيها على التحول نحو بيئة خضراء من خلال توفير مواقف خاصة لدراجاتهم فى تصميم المبانى الجديدة، كما تحث على ممارسة الرياضة بشكل عام للموظفين والمتدربين.
وظهر اهتمام الأكاديمية بالبيئة أيضا من خلال المحتوى المقدم والفاعليات والمبادرات سواء عن طريق النادى البيئى بالأكاديمية أو من خلال رابطة الخريجين، مثل تنظيف نهر النيل والتشجير، كما أطلقت الأكاديمية حملة «أنا أيضًا مسئول» عبر وسائل التواصل الاجتماعى، التى هدفت إلى تبسيط أهداف التنمية المستدامة.


وسعت الأكاديمية للاستفادة من خريجيها من خلال عقد ورش العمل والنقاشات المثمرة، وتبادل الأفكار لخريجى الأكاديمية فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، والبرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين للقيادة، والمبعوثين بالخارج، ومنها ورشة عمل «تنمية الصناعات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة» للخروج بتوصيات لعرضها على صناع القرار، وكذلك ورشة «الاقتصاد المصرى».
جاء تأكيد ثقة القيادة السياسية فى الأكاديمية الوطنية للتدريب عندما أوكلت لها تنفيذ المهام التنظيمية واللوجستية للحوار الوطنى الذى تم إطلاقه بين كل القوى السياسية والشبابية حول أولويات العمل الوطنى، وذلك من خلال تنظيم الأكاديمية ورش عمل وندوات مختلفة لعرض الرؤى الخاصة بالقوى السياسية والشبابية فى الموضوعات محل النقاش لتعظيم قيمة مخرجات هذه الأنشطة فى ضوء المتغيرات العالمية على كل المناحى السياسية والاقتصادية، وذلك توافقا مع أهداف الجمهورية الجديدة، ومع اتباع نهج الحياد والتجرد، وذلك فى إطار دورها التنظيمى والفنى والتنسيقى بعيدا عن التدخّل فى مضمون الحوار.


كان لخريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة دور مهم خلال العديد من الفاعليات المحلية والدولية، ومنها تنظيم منتدى شباب العالم على مدار 4 نسخ، والمشاركة فى تنظيم قمة المناخ cop27، وتنبع تلك التكليفات من الثقة فى الخبرات التنظيمية للأحداث الدولية الكبرى التى اكتسبها الشباب المصرى على مدى السنوات السابقة، حيث نظموا أكثر من 35 مؤتمرا واحتفالية محلية، كما نظموا أكثر من 20 حدثاً دولياً داخل مصر وخارجها؛ ومن خلال البرنامج الرئاسى تدرب هؤلاء الشباب على ثقافة الإدارة والتنظيم وروح الفريق، ويصل عدد شباب البرنامج الرئاسى إلى نحو 1800 شاب وفتاة تتراوح أعمارهم بين 22 و37 عاما، وتتنوع تخصصاتهم لتشمل 42 تخصصاً أكاديمياً، وغالبيتهم من باحثى الدراسات العليا، كما يجيد العديد منهم التحدث بعدة لغات، وكانت السنوات الماضية قد شهدت تعيين عدد من خريجى البرنامج فى عدة مناصب تنفيذية بالدولة، منها نواب للمحافظين ومعاونون للوزراء وأعضاء بمجلس النواب ومجلس الشيوخ.