بعد توتر الهدنة في غزة.. مشاهد النزوح تعيد نفسها مع تصاعد القصف الإسرائيلي

صورة من غزة
صورة من غزة

أصبحت مشاهد النزوح تعيد نفسها من جديد في قطاع غزة تزامنًا مع انهيار الهدنة الإنسانية بين حركة "حماس" وإسرائيل، وبعد إعلان الاحتلال عن تجدد هجماته الغاشمة واستئناف الغارات الإسرائيلية بشكل رسمي الجمعة الماضية، اضطر أهالي القطاع لمغادرة منازلهم في الشمال مرة أخرى، وسط بؤس الهجرة الذي يطاردهم والشعور بالحزن والضيق الذي يعتريهم في ظل هذه النكبة.

وفي بداية الساعات الأولى من الهدنة المنهارة في غزة، انتشرت مشاهد النزوح من جديد، حيث تفرّق أهالي القطاع في دروب الجنوب مرة أخرى، حاملين أرواحهم على أكتافهم تحت سماء مغمومة بدخان الغارات الإسرائيلية.

وعلى الرغم من صمود العديد من سكان غزة في بيوتهم بقدر إمكانهم طيلة فترة الحرب، إلا أن القصف الإسرائيلي الوحشي لا يترك مكانًا سليمًا، ليبدو أيضًا أن مشهد النزوح في ظل خرق الهدنة أصبح جزءًا لا يتجزأ من واقع سكان غزة مع كل غارة إسرائيلية تفتك بأرجاء القطاع، كما لو أنهم يعيشون تحت وطأة حكم النزوح وعبء مستمر يهدد حياتهم.


اليونيسيف: أكثر من 700 ألف طفل نزحوا من منازلهم

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، بأن حوالي 700 ألف طفل ودعوا ديارهم وتركوا أحلامهم ورائهم، وهو ما يعادل نصف النازحين من ويلات الحرب في قطاع غزة المنكوب، حسبما أفادت قناة "العربية" الإخبارية.

وحيال هذه الأوضاع المأساوية والصعبة، يعيش اليوم هؤلاء السكان في حيرة بالغة من أمرهم، بين الخطر المحدق بحياتهم وبين الارتحال نحو مستقبل غامض، فالمأساة تركت أثرًا عميقًا يتجاوز الحاضر ويمتد إلى المستقبل المجهول الذي يبدو أكثر تعقيدًا.

فالدمار قد حل على قطاع غزة سواءًا قبل الهدنة أم بعدها، وكذلك شُرد آلاف الأسر وخاضوا رحلة نزوح قاسية جنوب القطاع باحثين عن مأوى أمنًا لهم بمراكز الإيواء والمخيمات، وعقب خرق الهدنة، عادت معاناة النزوح لتجوب أنحاء القطاع، وأصبحت كل خطوة يخطونها الأهالي في غزة تذكرهم بما لا تنساه أدمغتهم من مشاهد الدمار والتشرد والفقد والعنف الذي تركه الاحتلال محفورًا في أذهانهم.


الأمان والسلام تحولا إلى «لوحة مأساوية»

فبعدما حلم الغزيون بالعيش في أمان وسلام خلال فترة الهدنة المؤقتة، تبخّرت هذه الآمال بفعل استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية على قطاع غزة، وقصفت طائرات الاحتلال مناطق متفرقة من القطاع، شمالًا وجنوبًا، على كافة الجهات، برًّا وبحرًا وجوًّا، وذلك بعدما قال الاحتلال  إنه قد اعترض صاروخًا اتهمت حماس بإطلاقه، مُعتبرًا إياه خرقًا للهدنة.

وخلال الساعات الأولى بعد انقضاء الهدنة، تحولت مشاهد الأمان والسلام التي كان يتطلع إليها أهالي غزة إلى لوحة مأساوية، ففي غضون 24 ساعة فقط من انهيار الهدنة، دُمرت مجمعات سكنية بأكملها، وراح مئات الفلسطينيين ضحية برصاص العدوان الغاشم في ليلة واحدة، لينضم هؤلاء الضحايا إلى أكثر من 15 ألف قتيل الذين سقطوا منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى المئات من الجرحى، ليعود القطاع المنكوب لإحصاء ضحاياه مرة أخرى بعد خرق الهدنة.