«فلسطيني» قصيدة للشاعرة سلوى محمود

سلوى محمود
سلوى محمود

قفلٌ  أندلسيُّ الصنعِ

على بابِ الصُندوقِ  الأسودْ

أعلى تابوتٍ كوفيٍ

منقوشٍ في بلدةِ إربدْ

ودخَانٌ يخرج من فيه

يَسْتَدْفِئُني

تَتجلَّى الأحرفُ في التيهِ

تَسْتَقْرِئُنِي

بالعبرية أنطقُ فوراً

لا أتردد

أستشعرُ خطرا يُحدِقُ بي

وفضولي يأساً يسبقُني

لا أُخفيكم سراً أني

لا أملكُ أبدا ما أفقدْ

أفرُك مِفتاحَ القفلِ

الأندلسيِّ

أتلو تعويذاتِ الصمتِ

الفرعونيِّ

(فلسطينيّ)

اتلحَّفُ كوفيةَ جدٍ من أجدادي

انظرُ فوقَ الأفْقِ المعتمِ

أعلى الوادي

أتَتَبَّعُ خطواتِ الثورةِ

مِنْ ميلادي

وأنا أدفنُ آخرَ ولدٍ من أولادي

وأقدّمه اليومَ هديَّهْ

أزرعه…. أحصده روحًا

كالأضحيَّهْ

إبناً

من فلْذَةِ أكبادي

خلفي يجلس فوق تلالْ 

أشباهُ رجال

بمشارف أبواب المعبر

رأسٌ  في الأقصى مقطوعْ

والسيفُ بخبثٍ مصنوعْ

بيدَيْ حَدَّادٍ من خيبرْ

تنتفض عروقي في قلبي

تتصنَّمُ روحي ...تتجمدْ

بضبابٍ حولي يتبخرْ

هُمْ في شغلٍ فوقَ التلةِ

يقتسمون فروع الشجرِ الزيتونيّ

يبتسمون لنجمةِ ذاك الصهيونيّ

تبتسم الأحلامُ الحمقى

تتخفى بلباسٍ داكنْ

أمَّا ذاك النائمُ (فوقَ الأُذُنِ )

فلا يتحركُ فيه الساكن

ويزيفُ  -ظلما -

ملهاةً تلو الأخرى

يرتجلُ الهذيَ المحتالُ

لشيء ما

يتمسكن نائمُنا ……

يشعر دوما بالضعف الأبديّ

يلبسُ هذا  الزيَ  الثوريّ

ويبالغ في إتقانِ الضعفِ الأسطوريّ

للعلم الأزرق يتوددْ

ويدللُ هذا العجلَ سداسيَّ الذيلِ

كي لا يُغضبَ

 ذاك الطفلَ الأمريكيّ

يبني ويشيِّد عاصمةً

فوق دمار  المبكى

او فوق رُكامِ قضيتِه

فيناقشها حراسُ النِفْطِ

بهامشِ مؤتمرٍ تطبيعيّ

( فلسطينيّ)

وأراهُ على الأنفاقْ

يضرب بالسيفِ الاعناقْ

كَيْ يحيا الشبحُ  الشارونيّ

يضحك ضِحْكاتٍ جبارةْ

والأطفال  الصرعى تسقط

من أيديهم بعض حجاره

ونساءٌ ثكلى تتدلى

منهنَّ ثدِيُّ الخزي الخام

أشجارُ الزيتونِ تهاوت

كرمادٍ  فوق رُكامٍ تحت ركامْ

والدجَّالُ الصهيونيّ

يلوِّحُ لي رمزاً لسلامْ

أتأرجحُ مابين خيوطٍ

ينسِجُهَا الصمتُ الكوني

(فلسطينيّ)

تتهاوى الاحلامُ رفاتْ

في ذلِّ النوم  المتصَنِّعِ 

زيفاً

إنسانِ الغابِ العربيّ