خاص| سفير فلسطين بنيجيريا: مخطط تهجير شعبنا لا يزال مطروحًا.. ونعمل مع مصر والأردن لإفشاله

عبد الله أبو شاويش سفير فلسطين لدى نيجيريا
عبد الله أبو شاويش سفير فلسطين لدى نيجيريا

السفير عبد الله أبو شاويش: القيادة أكدت ضرورة الوقف الفوري لعمليات الإبادة الجماعية لشعبنا

الخروج من النفق المظلم لن يكون إلا بعملية سياسية جدية تفضي لحل الدولتين

مواقف الدول الأفريقية لا تزال داعمة للحق الفلسطيني


أكد عبد الله أبو شاويش، سفير فلسطين لدى نيجيريا، أن القيادة والدبلوماسية الفلسطينية تعمل بالتعاون مع الأشقاء في مصر والأردن من أجل وقف مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني، مضيفًا أن البلدين تصديا بحزم لهذا المخطط.

وقال أبو شاويش، في تصريحات لبوابة أخبار اليوم، إنه "منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرئيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني بادرت قيادة منظمة التحرير ممثلة بالرئيس محمود عباس بالتواصل مع الجهات الدولية الفاعلة لاسيما الأشقاء العرب، ودول مجلس الأمن وكذلك الكثير من حول العالم".

وأضاف الدبلوماسي الفلسطيني أن "هذا العمل اتخذ أربع مسارات تحديدًا، المسار الأول منها الدبلوماسية النشطة من قبل الرئيس ممثلة بالتواصل المستمر مع الحاضنة الرسمية العربية والأصدقاء من حول العالم والدول الأوروبية والولايات المتحدة التي اتخذت موقفًا أقل ما يمكن أن يوصف بأنه مساندًا تمامًا للاحتلال، وذلك للتأكيد على ضرورة الوقف الفوري لعملية الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في الأرض الفلسطينية المحتلة وتحديدًا غزة، علما أن الضفة الغربية أيضًا تتعرض لمذبحة راح ضحيتها أكثر من مائتين فلسطيني منذ بداية الشهر الماضي، وتشهد كذلك دعوات ممولة من الأحزاب الحاكمة الإسرائيلية".
وتابع قائلًا: "بالتعاون مع الشقيقة مصر وكذلك المملكة الأردنية الهاشمية تم التصدي بحزم لعملية التهجير القسري واستكمال نكبة الـ48 والتي كان مخطط تنفيذها في بداية الحرب، علمًا أن هذا المخطط لا يزال مطروحًا ولا يزال العمل جاريًا على إفشاله من قبل جميع الشركاء المعنيين".

ومضى يقول: "هدفنا ضمان إدخال جميع مستلزمات الإغاثية والإنسانية التي تحتاجها غزة، وغني عن القول الكم الهائل من الاحتياجات الإنسانية اللازمة بشكل عاجل لإنقاذ غزة".
وأشار سفير فلسطين بأبوجا إلى أن هناك محاولة من دولة الاحتلال لفصل غزة عن الضفة الغربية إداريًا بإعلانها أنها لن تحول أموال المقاصة الفلسطينية مشمولًا بها حصة غزة، مؤكدًا أن هذا ما تصدت له القيادة الفلسطينة برفضها استلام الأموال منقوص منها الحصة الشهرية لغزة.

وأردف قائلًا: "هذا الأمر وضعنا جميعًا في أزمة اقتصادية خانقة ولكنه أيضًا أثبت وثبت مبدأ وحدانية الأرض الفلسطينية".
وشدد سفير فلسطين قائلًا إنه"منذ اليوم الثاني للحرب كان موقف القيادة الفلسطينية واضحًا، نحن لم نتخلي مسئولياتنا الإدارية والمالية تجاه غزة ولن نتخلي، وفي نفس الوقت عودتنا لإدارة غزة مشروطة بعملية سياسية حقيقية تفضي إلى تجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو 1967)".
وأكد الدبلوماسي الفلسطيني أيضًا أن "الخروج من هذا النفق المظلم الممتد منذ 75 عامًا لن يكون إلا بعملية سياسية جدية وحقيقة تتم من خلال مؤتمر دولي للسلام يبني مخرجاته على قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واتفاقية أوسلو، ويفضي إلى تجسيد الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وغزة بعاصمتها القدس الشرقية، مع التأكيد أن جميع الحلول العسكرية لن تجدي، فهي حلول مجربة من قبل إسرائيل ولم ولن يثبت أي منها صوابه وجدواه".
وتحدث أبو شاويش عن المسار الثاني الدبلوماسي، والذي يتحرك هو الآخر في كافة أماكن تواجده، والذي  ومنذ اللحظة الأولى استنفرت وزارة الخارجية جميع كوادرها في الداخل والخارج والذين تابعوا كافة تفاصيل حرب الإبادة وأعادوا ليس فقط نشرها من خلال الضهور على شاشات المحطات العالمية بل أيضًا أعادوا التذكير وبقوة وبأساس المشكلة والتي هي الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني من النكبة 1948. 
وأشاد سفير فلسطين بأبوجا بالدور العظيم الذي تقوم بها ملايين المتطوعين من حول العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذين شاركوا ملايين المرات آلاف الصور والفيديوهات حول الحالة على الأرض في فلسطين بكل قساوتها، الأمر الذي أثار أسئلة عميقة لما بعد الصور والفيديهات، وهنا برز دور الدبلوماسية الفلسطينية المحترفة والعارفة تمامًا للتاريخ الفلسطيني بتوضيح الخلفيات التاريخية والحقيقية لما يجري على الأرض وكذلك توضيح المخرج الوحيد لهكذا دائرة مغلقة، وهي عملية سلام حقيقية تفضي إلى حل الدولتين.
وحول طبيعة الموقف الأفريقي حاليًا في مواجهة الروايات الإسرائيلية الكاذبة، قال سفير فلسطين بنيجيريا: "بحكم التاريخ المشترك مع دول أفريقيا والعلاقات القوية والطويلة التي جمعتنا مع هذه الدول منذ الستينات والسبعيات فإنه يمكن القول أن مواقفها كانت ولا زالت بالمجمل داعمة للحق الفلسطيني، وعلينا أن ننظر إلى اتجاهات تصويتها في الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، وهي كما قلت دول داعمة ومساندة. 

وأردف قائلًا: "كذلك من المهم القول أن هناك عشر دول عربية أفريقية لها ثقلها، وكذلك مجموعة أوسع من دول أفريقا منضوية تحت مظلة دول عدم الانحياز، إلى جانب أن الكثير منها دول مجموعة إسلامية، وعلى الرغم من التحديات التنموية التي تعيشها القارة السمراء إلا أنها لا تزال ملتزمة بمباديء القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية".