إنها مصر

شكراً للمنقذ!

كرم جبر
كرم جبر

ووقف الزمن يحبس أنفاسه وقلوب المصريين تخفق بشدة، انتظاراً لما تسفر عنه الأحداث، فإما أن تضيع البلاد إلى الأبد، وإما أن تنقذها العناية الإلهية، وكانت يد الله فوق أيدى الأشرار والمتآمرين، فلا يمكن أن يكون مصير هذا البلد العظيم التفكك والانقسام، ولا يمكن أن يلقى شعبه الطيب ويلات الحرب الأهلية والتهجير، وتوقف الزمن انتظاراً لما تسفر عنه الأحداث فى 30 يونيو 2013.

وتوهمت الجماعة الإرهابية أنها قادرة على الحسم، تدعمها ميليشيات مسلحة، يمكن أن تتحرك من سيناء إلى القاهرة، وخلايا نائمة تتمركز فى المدن والقرى، ودعم خارجى من بعض الدول التى تؤيد الإخوان، بجانب الكوادر الإعلامية الإخوانية، التى تم تجهيزها للانتشار الإعلامى المكثف فى القنوات الإخوانية فى ساعة الصفر، وتم تدريبهم جيداً على ترويج الشائعات والأكاذيب.

وأصدرت التنظيمات الإخوانية الإرهابية، التى نشأت فى صورة أحزاب إسلامية، بيانات شبه عسكرية، تدعو بالحرف الواحد إلى نصب أعواد المشانق فى الميادين العامة، وأكدت فيها الاستعداد "لاستقبال رءوس العلمانيين الكفرة والصليبيين، وإطعام جثثهم النجسة للذئاب والكلاب المسعورة"، وأصبح المشهد هو التمهيد لمذبحة مروعة.

وكانت ميليشيات الشاطر تجهز أسلحتها، وتعلن النفير العام "الحرب" استعداداً لمواجهة دموية شرسة، ولعبت القنوات الإعلامية الإخوانية على أسطوانة الشرعية، فى محاولة لاختزال شرعية وطن فى أكذوبة جماعة، وسلحوا سلميتهم الكاذبة بالمولوتوف والسيوف والمتفجرات، استعداداً لما أسموه "الجهاد الأكبر"، ورصدت الأجهزة الأمنية محاولات تسلل جماعية من عناصر إرهابية لدخول سيناء والاشتراك فى أم المعارك، كما فعلوا فى 25 يناير.

وفى التاسعة مساء 3 يوليو، وبعد انتهاء المهلة التى منحتها القوات المسلحة للقوى السياسية، لتحمل أعباء الظرف التاريخى، أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى إنهاء حكم المعزول مرسى، وأن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ووقف العمل بالدستور المشبوه.

وانفجرت مظاهرات الفرح فى الشوارع، وانطلقت الزغاريد والهتافات وكلمة واحدة تصرخ بها الحناجر "مصر" "مصر"، وعادت الابتسامة للوجوه الحزينة والقلوب الخائفة، وامتلأت الطرق والميادين بملايين البشر، الذين خرجوا كالأمواج الهادرة، يحتفلون بتحرير وطنهم واسترداد ثقافته وتاريخه وحضارته، ولم يسقط شهداء، بعد أن دخلت جحافل الشر جحورها، خوفاً من غضب الجماهير.

عقب البيان قام شيخ الأزهر أحمد الطيب بإلقاء كلمة، أعقبه البابا تواضروس الثانى، وأعلن السيسى خارطة مستقبل، تتضمن تشكيل حكومة كفاءات وطنية تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.

وكتب لمصر عمر جديد، وبدأت الدولة تسترد هيبتها وقوتها ومؤسساتها واحترامها، بينما ظلت الجماعة الإرهابية محشورة فى مقبرة الخيانة والعمالة والتفريط، ومعها بعض القوى الانتهازية، وفلاسفة التحاليل السوداء الذين اختفوا من الساحة، تصحبهم لعنات الناس.
ولم يحدث سيناريو حرق الوطن.. شكراً للمنقذ.

ذكرنى مارك بهذا المقال.