قريباً من السياسة

الحكماء يتحركون ولايزال الوضع خطراً

محمد الشماع
محمد الشماع

لا يزال الوضع خطراً فى منطقة الشرق الأوسط إجمالًا. لأن القيادة الإسرائيلية لم تستطع أن تستوعب الحدث، وربما تمر سنوات طويلة حتى تستوعب ما حدث وتتخلى عن الاستعلاء المزيف الذى روجته بين الأوساط العالمية حول جيشها الذى لا يقهر واستخباراتها التى تغوض تحت الأرض وتعلم ما يدور فى الإنفاق!

لقد عجز نتنياهو وجيشه واستخباراته عن الوصول إلى مكان الرهائن وهى قضية حساسة بالنسبة للرأى العام الإسرائيلى ولولا الوساطة المصرية القطرية لما استطاع نتنياهو وجيشه أن يفعلوا شيئا، ورغم استخدامه لقنابل الأعماق التى زودته بها الولايات المتحدة الأمريكية التى تشكل جريمة حرب فى الأهداف التى ضربتها، وها هو نتنياهو يذعن ويتراجع، وها هى أمريكا تذعن وتتراجع وتتبنى منطق حل الدولتين، بعد أن أدركت أن غرور القوة لا يستطيع أن يفرض نفسه.

وبدخول الحوثيين فى المشهد العسكرى وإغلاقهم مضيق باب المندب والتحكم فيه ما يمثل طعنة مباشرة لكبرياء أمريكا، وما يمثل خنقا اقتصاديا يوميا للكيان الصهيونى الذى يستقبل مليون طن من المنتجات يوميا تمر عبر المضيق متجهة إلى ميناء إيلات.

أما أمريكا بقدها وقديدها فهى لا تستطيع أن تخوض حربا فى جبال اليمن لأن جراحها لاتزال تنزف من جبال أفغانستان. وهى تدرك أنها لو دخلت كهوف اليمن فلن تخرج سليمة منها، إذ ربما تصطادها هناك صواريخ من روسيا أو الصين، لاشك أن بوتين ينتظر هذه الفرصة لكى يؤدب أمريكا التى تملك أساطيل وقواعد عسكرية فى هذه المنطقة، ولو غطست فلن تطفو!

ذلك ما يميز اللهجة التى تتبعها أمريكا فى التعامل مع إسرائيل وذلك ما جعل إسرائيل تتراجع عن التطاول والترهيب لأنها تعلم أن دوائر النار قد اتسعت عليها، لأن الراعى الرسمى لها أصبح يشعر بالخطر، وبوساطة مصرية ـ قطرية تم تمديد التهدئة وتم ضخ مزيد من المعونات الإنسانية إلى الأهل فى غزة ونأمل أن يتجدد هذا التمديد وأن يصل الحكماء فى المنطقة إلى حل سلمى يكفل حقوق الفلسطينيين، ويجنب المنطقة شر حرب مدمرة.