الهدنة تكشف أزمات غزة.. ومسئول أممى: أصبحت مدينة أشباح

«الصحة العالمية»: وفيات الأمراض فى غزة تنذر بكارثة إنسانية

آثار الدمار الهائل للقصف الإسرائيلى على غزة
آثار الدمار الهائل للقصف الإسرائيلى على غزة

غزة - وكالات الأنباء

كشفت الهدنة فى غزة عن أزمات خانقة يعانيها سكان القطاع كما أظهرت حجم الدمار المروع الذى دفع مسئولا أمميا لوصف غزة بأنها أصبحت مدينة أشباح فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن وفيات الأمراض بغزة تنذر بكارثة إنسانية.

وقال توماس وايت مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، «أصبحت غزة أشبه بمدينة أشباح حيث جميع الشوارع مهجورة وتأثير الغارات الجوية والقصف الشديدين واضح جدا والطرق مليئة بالحفر، الأمر الذى يجعل عملية توصيل المساعدات معقدة».

وجاءت تصريحات وايت، خلال مرافقة قافلة من المساعدات المؤلفة من 6 شاحنات إلى جباليا شمالى قطاع غزة وهى منطقة انقطعت عنها المساعدات لمدة 50 يوما تقريبا. وقال وايت «مستوى الضرر واسع جدا.. هذا أمر مؤلم.. المبانى شُطّرت. هناك أكوام من المعدن الملتوى والخرسانة والصفائح الحديدية متناثرة فى كل مكان».

وأضاف «خلال فترة الهدنة، يستمر الناس فى التحرك جنوبا. وبسبب الأمطار الغزيرة، رأينا الناس يغطيهم الوحل، ويحملون ما يستطيعون. كانت هنالك أم شابة تسير على جانب الطريق مع ابنتيها الصغيرتين، وكلاهما كانتا تبكيان. إحدى الفتيات تحمل واحدا من أحذيتها الموحلة.

رأينا شبابا ونساء وأطفالا وشيوخا. كان هنالك عدد قليل من الناس يتم دفعهم على كراسى متحركة». وأوضح أن «فرق الأونروا بقيت فى جباليا لخدمة مجتمعاتهم.. وأبقى الموظفون العيادات الصحية مفتوحة، وآبار المياه جارية، وكانوا يقدمون الخدمات للنازحين الذين يحتمون فى مرافق الوكالة».

وأشار إلى «بعض القصص الرائعة عن زملائنا الشجعان الذين بقوا وخدموا مجتمعاتهم فى شمال غزة» وقال «إن رئيس قسم خدمات الصرف الصحى فى الأونروا، وعلى الرغم من الحزن الذى لا يوصف لمقتل زوجته وابنته، يعمل كل يوم من أجل تقديم الخدمات الأساسية للمجتمع».

وختم قائلا: «لا تزال العديد من العائلات تعيش فى منازلها التى دمرتها الحرب. لقد أخبرونا أنهم يخشون القيام بالرحلة جنوبا والعيش فى ويلات النزوح فى جزء آخر من قطاع غزة لم يسلم من الحرب».

ونزح أكثر من 70٪ من السكان فى قطاع غزة بسبب الحرب. ويوجد الآن أكثر من مليون شخص فى ملاجئ الأونروا، من ضمنهم حوالى 100 ألف شخص فى 50 ملجأ فى الشمال. ومنذ بدء الهدنة، سلمت الأونروا المساعدات للعديد من ملاجئها فى الشمال، وشمل ذلك الإمدادات الطبية والأغذية الجاهزة للأكل ودقيق القمح والمياه المعبأة فى زجاجات والخيام والبطانيات. ودعت الأونروا إلى أن تتحول الهدنة إلى وقف إطلاق نار إنسانى كامل.  

حذرت منظمة الصحة العالمية بأن قطاع غزة سيشهد وفاةَ عدد أكبر من جراء الأمراض مقارنة بضحايا القصف الإسرائيلى إذا لم تتمكن من دعم وإصلاح النظام الصحى فى القطاع.

وأعربت المنظمة عن قلقها بشأن موظفى مستشفى الشفاء المحتجزين فى غزة داعية إلى احترام حيادهم.

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارجريت هاريس لـ»سكاى نيوز عربية» إن الوضع الصحى داخل غزة كارثى أمام التجويع وافتقاد المأوى. وأشارت إلى وجود أمراض مزمنة تفتقر للرعاية الصحية والأدوية اللازمة.

وأكدت حاجة المنظمة الماسة لوقف كلى لإطلاق النار لإنجاز مهامها وأن إعادة بناء هذا النظام بسرعة هو السبيل الوحيد لتفادى مأساة صحية أكبر.

وتتواصل معاناة النازحين الفلسطينيين فى مراكز الإيواء جنوب القطاع فى ظل نقص حاد فى المستلزمات الأساسية، حيث يعيش الأطفال والنساء فى ظروف إنسانية وصحية قاسية فى ظل الدمار الكبير فى المنازل والمؤسسات ومراكز التسوق والمخابز.