في اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي

صبري الغياتي: إغاثة المكروبين تنشر روح التعاون بين أفراد المجتمع

الدكتور محمود ربيع مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية
الدكتور محمود ربيع مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية

عُقدت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الدعوي بمسجد علي بن أبي طالب بالدقي بمحافظة الجيزة بعنوان: "إغاثة المكروبين"، وذلك في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقا.

حاضر فيه الدكتور محمود ربيع مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، والدكتور صبري الغياتي مدير الدعوة بمديرية أوقاف الجيزة، وبحضور الشيخ محمد حسين مدير الإدارات، والشيخ أحمد أبو طالب مسئول الإرشاد الديني، والشيخ محسن عبد الظاهر مدير إدارة شمال الجيزة، وجمع غفير من رواد المسجد. 

وفي كلمته أكد الدكتور  محمود ربيع أن إغاثة الملهوفين والمنكوبين واجب على جميع من بيده أسباب تقديم المعونة والمساعدة، فإغاثة الملهوف، ونجدة المكروب، تعاون دعا إليه الإسلام في مواجهة الشدائد والأزمات، للتخفيف من آلام المكروبين، مضيفا أنه خلق من أعظم أخلاق الإسلام ومبادئه العظيمة، التي حث عليها وأمر بها، ودعا المؤمنين إلى سلوكها والتحلي بها.

 موضحًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) جعل إغاثة الملهوف حقًّا واجبًا على كل من يرى مكروبًا، وضرب لنا أروع الأمثلة في ميدان المروءة، وصنائع المعروف، وإغاثة الملهوف شهِدت بذلك أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (رضي الله تعالى عنها) بعد أن أخبرها النبي (صلى الله عليه وسلم) بما حدث له في الغار وقال لها: "لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله، لا يخزيك الله أبدًا، والله إنك لتَصِل الرحم، وتحمِل الكَلَّ، وتَكسب المعدوم، وتَقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق"، مختتمًا حديثه بأن إغاثة المكروبين أمرنا به نبينا (صلى الله عليه وسلم) من رعاية الضعيف والمريض؛ واليتيم؛ وإرشاد الضال، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "السَّاعِي عَلَى الأَْرمَلَِة وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ في سَبيل الله أو الْقَائِمِ اللَيْلَ الصَائِمِ النَّهَار". 

وفي كلمته أكد الدكتور صبري الغياتي أن الإسلام عَدَّ إغاثة المكروبين والتنفيس عن المهمومين، وتقديم العون للمحتاجين من أفضل الأعمال، فحينما سُئل نبينا (صلى الله عليه وسلم) أي الناس أَحَب إلَى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم): "أَحَبُ النَّاس إلى الله تَعَالَى أَنْفَعْهُمْ لِلنّاس، وَأحَبُ الأعمال إلى الله الى سُرُورٌ تدخله على مسلم؛ أو تَكشف عنه كربه أو تقضي عنه دينا، أَوْ تطْرد عَنْه جُوعًا"، وقال (صلى الله عليه وسلم): "مّن فَرّجَ عن مُسْلِمٍ كربّة؛ فَرّجَ الله عنّه كَرْبَة من كَرْبَاتِ يوم القِيَامَة".

إقرأ أيضاً|رئيس جامعة الأزهر الأسبق يفتتح اللقاء الثقافي الرابع

كما بين أن الأنبياء (عليهم السلام) ضربوا لنا أروع الأمثلة في ذلك الخلق النبيل، فحين توجه سيدنا موسى (عليه السلام) إلى مدين، وجد جماعة من الناس يسقون أنعامهم ووجد من دونهم امرأتين تذودان غنمهما عن ورود الماء حتى يفرغ الرجال، فلما عرف (عليه السلام) حاجتهما تقدم بنفسه (عليه السلام) وسقى لهما، قال (سبحانه): "وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأَتَيْنِ تَدُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَنَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظَّلَّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرًا"، مختتمًا حديثه بأن هذا الخلق النبيل كان له أثره الطيب في تعميق خلق الإيثار، والمحبة، ونشر روح التعاون بين أفراد المجتمع.