أصوات أمريكية تطالب الإدارة بعدم دعم إسرائيل عسكريا

أثار العدوان الوحشي على قطاع غزة
أثار العدوان الوحشي على قطاع غزة

دعت مجموعة من منظمات المجتمع المدني الأمريكية إدارة الرئيس جو بايدن إلى التوقف عن تزويد إسرائيل بقذائف المدفعية، في تأكيد للضغوط المتزايدة التي تواجهها واشنطن بسبب دعمها للعدوان الإسرائيلي على غزة، بحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وفي رسالة إلى وزير الدفاع لويد أوستن، أعرب أكثر من 30 منظمة للإغاثة وحقوق الإنسان والدين مقرها الولايات المتحدة، مثل منظمة أوكسفام أمريكا ومنظمة العفو الدولية ومركز المدنيين في الصراعات، عن قلقها إزاء نية البنتاغون تزويد قوات الدفاع الإسرائيلية بقذائف مدفعية عيار 155 ملم من المخزون الأمريكي للأسلحة في إسرائيل. 

وكتبت المنظمات في رسالتها: "في ظل الظروف الحالية، ستقوض منح الحكومة الإسرائيلية هذه الذخائر حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني ومصداقية إدارة بايدن. باختصار، من الصعب تصور سيناريو يمكن فيه استخدام قذائف مدفعية شديدة الانفجار من عيار 155 ملم في غزة بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني". 

وفي رسالتها إلى أوستن، لفتت المنظمات إلى الظروف الإنسانية المتدهورة للغاية في غزة، حيث يواجه السكان صعوبة شديدة في الحصول على الغذاء والماء والكهرباء. 

كما أشارت المنظمات إلى تأييد الحكومة الأمريكية للإعلان الدولي لعام 2022 الهادف إلى الحد من استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة، وأشارت إلى إطلاق إسرائيل لعشرات الآلاف من قذائف المدفعية في نزاعاتها السابقة مع حماس في 2008-2009 و2014. 

وكتبت المنظمات: "إن هذه الذخائر تضرب المدارس والأحياء والمستشفيات والملاجئ ومخيمات اللاجئين، مما يؤدي إلى مقتل وإصابة وتشريد عشرات المدنيين. إن استخدام الجيش الإسرائيلي السابق للمدفعية في غزة يؤكد مخاوفنا".

منذ 7 أكتوبر الماضي، سارعت إدارة بايدن لتقديم الدعم العسكري لإسرائيل، حليفتها الرئيسية في المنطقة وأكبر متلقي للمساعدات العسكرية الأمريكية السنوية منذ عقود، وأرسلت حاملتي طائرات أمريكيتين إلى المنطقة في محاولة لمنع تفاقم الصراع. 

وتشمل المساعدات العسكرية المقدمة منذ الهجوم بموجب برنامج واشنطن للمبيعات التجارية المباشرة قنابل صغيرة القطر ومعدات لصنع ذخائر موجهة بدقة وذخائر أخرى.

كما قال المسؤولون إنهم سيوفرون قذائف مدفعية عيار 155 ملم من مخزون الطوارئ الحربية الأمريكي في إسرائيل، الذي كان الهدف منه تزويد الجيش الأمريكي بأسلحة جاهزة في المنطقة وتمكين واشنطن أيضًا من تسليح القوات الإسرائيلية بسرعة. 

وفي السابق، استخدمت إدارة بايدن هذا الاحتياطي لتجديد المخزونات الأمريكية في أوروبا، تحت ضغط الحرب في أوكرانيا، ولا يُعرف ما إذا كانت قذائف 155 ملم قد أرسلت بالفعل من هذا الاحتياطي إلى إسرائيل.

وتسعى إدارة بايدن للحصول على موافقة الكونغرس على تقديم 14 مليار دولار إضافية من المساعدات العسكرية للقوات الإسرائيلية وتجديد الأسلحة الأمريكية المقدمة لها في الأسابيع الأخيرة، بحسب واشنطن بوست. 

ويعكس هذا الخطاب القلق العام المتزايد إزاء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، كما أنه يأتي بعد مذكرة احتجاج داخلية بوزارة الخارجية الأمريكية انتقدت موقف بايدن من العدوان الإسرائيلي على غزة، واتهمته بـ"نشر معلومات مضللة" عن الحرب، وأوضحت أن إسرائيل ارتكبت "جرائم حرب" في غزة.