مصر تحقق حلم الفلسطينيين| فتح ممرات إنسانية لتوفير الوقود وخروج الجرحى للعلاج

قوافل المساعدات الإنسانية من «تحيا مصر» تتواصل عبر معبر رفح فى طريقها لأهالينا فى غزة
قوافل المساعدات الإنسانية من «تحيا مصر» تتواصل عبر معبر رفح فى طريقها لأهالينا فى غزة

سمحت الهدنة المؤقتة للفلسطينيين، بزيارة منازلهم التى تركوها وراءهم قبل النزوح إلى مناطق جنوب غزة، هرباً من جحيم الحرب، وذلك بمجرد تطبيق الهدنة، حيث انتشر عشرات الآلاف من المواطنين تحديداً شمال ووسط غزة لتفقد منازلهم فى عدة مناطق، والتى تعرضت إلى غارات الطيران الإسرائيلى مما أدى إلى تهدمها وتسويتها بالأرض.

وبدأت عملية تسريع وتيرة دخول الشاحنات المحملة بالوقود والغاز إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح البرى، مع بداية تطبيق الهدنة المؤقتة، تنعكس على قطاع غزة بعد حرمان استمر لأكثر من40 يوماً، وجاءت بمثابة انتعاش لسكان المناطق فى الشمال والجنوب.

وتواصلت «الأخبار» مع عدد من الفلسلطينيين ممن كانوا عالقين فى شمال سيناء ، الذين أكدوا أن المواطنين فى قطاع غزة ، لديهم شوق كبير لرؤية بيوتهم التى كانوا بعيدين عنها حتى ولو كانت أطلالاً، فهم يرون فيها حياتهم التى ضاعت خلال أيام بعد أن عاشوا أياماً صعبة لا توصف.. فقد تم تدمير بيوتهم على الأرض، ومسحت أسماء عائلات بأكملها من مكاتب السجلات المدنية.

وأكدت عبير الجمال -ممن نجحوا فى العودة إلى ذويهم فى قطاع غزة- أن توفير الوقود تسبب فى تسريع انتقال الفلسطينيين داخل القطاع، وتسريع الاتصالات، وكذلك وصول الغاز إلى المنازل والرجوع إلى عمليات الطهى على الغاز بدلاً من الحطب، إلى جانب تشغيل المعدات داخل المستشفيات للقيام بدورها فى علاج الجرحى والمرضى.

وقالت إن مصر لها دور كبير فى تحقيق حلم الفلسطينيين فى توفير الطاقة من الوقود والغاز.. وقدمت الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، على جهوده من أجل فتح ممرات إنسانية خلال الهدنة لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وخروج الجرحى الفلسطينيين المصابين فى أحداث غزة للعلاج فى المستشفيات المصرية، علاوة على إدخال الوقود لإنقاذ الأوضاع الكارثية التى يعانى منها الفلسطينيون فى قطاع غزة.

آثار الدمار

أما، المسن أبو حمدان، من خان يونس، فأكد أن الهدنة كشفت عن آثار الدمار التى لحقت بالمنازل والبنية التحتية فى شوارع غزة، بعد عودة البعض إلى منازلهم أو ما بقى منها، وقال: «لقد بحثت عن الدار لقيت الدار كلها دمار.. وجثامين الضحايا ملقاة فى الشوارع، كما تم العثور على أشلاء جثث فى كل مكان بسبب عمليات القصف التى تعرضت لها عدة أحياء شمال غزة».

وأكد على تأييده قرار الرئيس السيسى، بمنع التهجير القسرى للفلسطينيين فى سيناء، حيث نؤمن بالبقاء على الأرض ولن نتركها أبداً ولن نخرج إلا جثثاً على أرض الوطن.

أما أبو جزر، فقد ذهب ليبحث عن ابنة أخيه تحت أنقاض منزلهم، بعد أن عجز ذووه عن البحث عنها من شدة عمليات القصف التى أجبرته وآخرين على النزوح من ديارهم فى مناطق جنوب غزة ، ولكنه عاد، وقال: «بحثت عن الدار لقيت الدار كلها دمار».

وأضاف أن صدمة كبيرة واجهت الفلسطينيين فى مناطق خان يونس، بعد رؤية ركام المنازل وهى منهارة بسبب القصف العشوائى على مربعات كاملة فى هذه المناطق.

وأشار الى أن آثار الدمار حلت كذلك فى عدة مناطق منها حى الزيتون ومخيم النصيرات ومنطقة تل الهوى ومعسكر البريج وبيت حانون شمال ووسط غزة.
من جانبه، قال أبو دوحان، بعد أن ألقى نظرة على منزله الذى تهدم فى بنى سهيلة خان يونس: «يعوض الله على ما راح من البيوت بعد دمارها بسبب عمليات القصف .. لكن تظل العقيدة باقية لدى الفلسطينيين حفاظا على الأرض والعرض» .

وأكد أنها رسالة الصمود والتحدى فى مواجهة القوة المفرطة من جانب إسرائيل ضد الفلسطينيين ..كلمات مؤثرة تلخص واقع الدمار الذى لحق بالمنازل والمستشفيات.

جهود مصر

وأشارت أم سامح ، من غزة ، بعد أن ذهبت إلى مخيم النصيرات كى تلقى نظرة على منزلها، أنه لا يوجد شيء على الأرض، ولا يوجد مكان نعيش فيه.. سنظل تحت رحمة الحرب إلى أن يحدث توقف تام لإطلاق النار كى نتمكن من العودة.

وأضافت أن هذا الدمار يعكس القوة المفرطة من جانب إسرائيل التى استهدفت المدنيين على مدى 49 يوماً ..حيث تلتقط غزة أنفاسها خلال أيام الهدنة، ولكنها عادت وأكدت على جهود مصر فى تحقيق الهدنة.. وتتمنى أن تمتد لعدة أيام حتى يعيش أهالى قطاع غزة فى استقرار وسلام. وتمنت أن يواصل الرئيس السيسى جهوده بالتنسيق مع الأطراف الأخرى لتحقيق هذا الحلم.

وحرصت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى ، بحضور السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، على زيارة الجرحى الفلسطينيين والأطفال الخدج الذين يتلقون العلاج فى مستشفى العريش العام ، وذلك للاطمئنان عليهم والعمل على تلبية كل احتياجاتهم.

وتفقدت القباج غرف حضّانات الأطفال الخدج الفلسطينيين المتواجدين فى مستشفى العريش العام ، لتلقى الرعاية الصحية والعلاج اللازم لمواجهة سوء التغذية ونقص الأكسجين وحالات الجفاف التى أصابت البعض منهم.

كما اطمأنت القباج ، على حصول ذويهم من المرافقين للجرحى المصابين فى أحداث غزة وكذلك الأطفال الخدج حديثو الولادة ، على كل أشكال الرعاية، من حيث الإقامة والإعاشة داخل مدينة العريش، طوال فترة تواجد الأطفال فى المستشفى.

مواصلة التعاون

وقدمت القباج خالص الشكر والتقدير للدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان على جهوده من خلال ترؤسه للمكتب التنفيذى لمجلس وزراء الصحة العرب، مؤكدة أنه من خلال عضوية وزارة التضامن الاجتماعى الدائمة لدى المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب، ستعمل على مواصلة التعاون بين المجلسين لتدارك قدر الإمكان الآثار الصعبة على أهالى قطاع غزة.

من ناحية أخرى .. واصل معبر رفح البرى شمال سيناء، بين مصر وقطاع غزة، فتح أبوابه أمام حركة دخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود لقطاع غزة، واستقبال المصابين والمرضى والأجانب مزدوجى الجنسية ، وكذلك استقبال المصريين الخارجين من غزة، تزامناً مع تنفيذ الهدنة المؤقتة والتى تستمر لمدة أربعة أيام .

دفعة جديدة

ويجرى الاستعداد لاستقبال المزيد من المصابين والمرضى والأطفال، فضلاً عن استقبال دفعة جديدة من حملة الجوازات الأجنبية القادمين من غزة فى طريقهم للسفر عن طريق الأراضى المصرية إلى بلادهم.

وأكد د. خالد زايد رئيس فرع الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء، أن طواقم الهلال الأحمر الفلسطينى استلمت 196 شاحنة من الهلال الأحمر المصرى عبر معبر رفح، مع بداية تطبيق الهدنة، محملة بالمساعدات الإنسانية، تحتوى الشاحنات على غذاء وماء ومساعدات إغاثية ومستلزمات طبية وأدوية.

وتضم الشاحنات كالآتي: «مستلزمات طبية 5.5 ، أدوية 3، سرائر طبية 4، مواد غذائية 85 ، مياه 62، مواد نظافة 2، ملابس 4 فرشات 7.5 ، وبطانيات 23 شاحنة»، حيث وصل عدد الشاحنات المستلمة منذ بداية دخول المساعدات بتاريخ 21 أكتوبر الماضي، حتى اللحظة إلى 1759 شاحنة، وأنه من المقرر دخول200 شاحنة متنوعة إلى جانب7شاحنات من الغاز والسولار ، وهو اكبر عدد منذ بداية ادخال المساعدات وذلك تزامناً مع بدء تنفيذ الهدنة ..

كما تم إيصال 30 ألف طن من المساعدات الإنسانية والإغاثية من وزارة التضامن الاجتماعى إلى قطاع غزة، منها 16 ألف طن من الدولة المصرية و10 آلاف طن من المنظمات والهيئات الدولية و4 آلاف طن من عدة دول عربية وأجنبية.

وفى نفس السياق، نقلت سيارات إسعاف الجرحى الفلسطينيين المصابين فى أحداث غزة..حيث وصل 23 جريحاً لتلقى العلاج فى المستشفيات والمعاهد الطبية المصرية.

التحالف الوطنى

وأشادت وزيرة التضامن الاجتماعي، أثناء زيارتها الأخيرة إلى سيناء، بجهود الهلال الأحمر المصرى فى استقبال المساعدات وتخزينها فى مدينة العريش وتجهيزها وإدخالها إلى قطاع غزة، مؤكدة على قيام التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى بدعم قطاع غزة بالمساعدات المتنوعة.

وأكد اللواء د. محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، أن جميع أجهزة المحافظة تقوم بدور كبير فى دعم الأشقاء الفلسطينيين من خلال استقبال المساعدات وتجهيزها لإدخالها إلى قطاع غزة واستقبال المصابين الفلسطينيين للعلاج فى المستشفيات السيناوية، وتقديم الدعم للفلسطينيين المتواجدين فى مدينة العريش، تنفيذاً لتوجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأضاف أن الهلال الأحمر المصرى سلم نظيره الفلسطينى منذ بداية دخول المساعدات 2357 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية و 7328 طناً من المواد الغذائية و 528 طناً من الوقود، كما بلغ اجمالى المساعدات التى تم تسليمها إلى الجانب الفلسطينى أكثر 4887 طناً من المياه ومواد إغاثة بلغت 1574 طناً و 82 قطعة من الخيام والمشمعات و16 سيارة إسعاف و 1616 شاحنة.

كما استقبلت مصر نحو 349 جريحاً من المصابين فى أحداث غزة، و 258 مرافقاً لهم وكذلك عبور 8514 من حاملى الجنسيات الأجنبية مزدوجى الجنسية، و 1256 مصرياً قادمين من قطاع غزة .

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية ، سيرت جسراً جوياً إلى مطار العريش الدولى ضم حتى الآن17 طائرة عن طريق الجسر الجوى محملة بسيارات إسعاف وأدوية ومستلزمات طبية وإغاثية .

وقد وصلت إلى شمال سيناء، الدفعة الأولى من مساعدات الجسر البحرى السعودى لإغاثة غزة بعد وصولها إلى ميناء بور سعيد البحرى قادمة من ميناء جدة، والتى تتضمن سيارات إسعاف وأجهزة ومعدات طبية ومستلزمات طبية، حيث تمثل القافلة الأولى أكثر من 326 شاحنة ستتحرك تباعاً إلى معبر رفح، ومنه إلى قطاع غزة، تواصلاً للقوافل الإغاثية السعودية التى دخلت خلال الأيام السابقة، وستتلوها قوافل أخرى خلال الفترة المقبلة، حيث قدمت مصر تسهيلات كبيرة فى استقبال وصول الجسور الجوية والبحرية المقدَّمة من المملكة وتسييرها إلى القطاع.

ويضم الجسر البحرى من السعودية 3 سفن بحرية من ميناء جدة وصل منها سفينة إلى ميناء بورسعيد البحرى محملة بنحو 1050طناً ، حيث يتبقى سفينتان الأولى تصل اليوم، والثالثة يوم الثلاثاء القادم محملتان بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والأدوية والمستلزمات الطبية تضامناً مع الفلسطينيين فى قطاع غزة.
من جانبه، استعرض اللواء هشام الخولى نائب محافظ شمال سيناء، جهود المحافظة بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصرى باستقبال المساعدات التى تصل إلى المحافظة وإيصالها إلى قطاع غزة.

٣ مسارات

وأكد على أن المساعدات التى تستقبلها المحافظة تصل ضمن 3 مسارات وهى مطار العريش الدولى الذى يستقبل طائرات المساعدات من الدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية وميناء العريش البحرى الذى يستقبل سفن المساعدات والطريق البرى الذى تصل منه المساعدات المقدمة من مختلف المؤسسات والجهات المصرية. بدوره أكد اللواء عمرو إسماعيل، رئيس الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، على المرور على موانئ الهيئة «رفح- العوجة -طابا» للتأكد من جاهزيتها لتقديم كل أنواع الدعم للأشقاء الفلسطينيين بالتنسيق مع مختلف الجهات.

وأضاف ، أن الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة تقوم بتقديم أشكال مختلفة من الإجراءات العاجلة والتسهيلات لعبور لكل المعونات والمساعدات والمعدات إلى الجانب الفلسطينى وتسهيل إجراءات دخول المصابين والمرافقين وحاملى الجنسيات المزدوجة القادمين من الجانب الفلسطينى بالإضافة إلى تقديم الدعم والعون لهم وإعفائهم من رسوم العبور.