مصر المحروسة أم البلاد وغوث العباد: وذكرت في القرآن الكريم 27 مرة وكلم الله «عز وجل» فيها موسى تكليما

صورة موضوعية
صورة موضوعية

لأن مصر كريمة مكرمة فى كل موضع وزمان ولقبها الرحالة والعارفون بالله ( مصر المحروسة ) وما استودع فيها من بقاع مباركات وأنبياء كرام ووارى ثراها أهل بيت رسول الله الكرام .. فقد كرمها ربها وذكرها فى قرآنه المجيد وعدد في محاسنها نبي الله المكمل سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.

فلقد ذكرت صراحة أربع (4) مرات فى القرآن الكريم وخطئا يعتقد البعض أنها ذكرت خمس مرات ولكن الخامسة ليس المقصود بها مصر وإنما المقصود بها بلد آخر لأنها جاءت ( مصروفة ).

فى قوله تعالى (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ البقرة:٦١) وخبراء اللغة يعلمون أن كلمة مصر هى اسم علم ممنوع من الصرف .. و عليه نقول أنها ذكرت أربع مرات صراحة و ثلاثة وعشرون مرة إشارة أو معنى ... وإذا تأملنا الآيات الأربع التى ذكرت فيهن مصر فسنجد الأولى وقد اقترن ذكرها بالنفع ضمنا فى سياق الأولى فى قوله تعالى بسورة يوسف في الآية رقم 21 ترتيب الكلمة في الآية 5 ترتيب الكلمة في السورة 261 ترتيب الكلمة من بداية القرآن 30283 الآية (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)

اقرأ أيضاً | مصر تواصل جهودها لحقن دماء الفلسطينين ووقف إطلاق النار في غزة

أما فى الآية الثانية فقد اقترنت مصر الأمان و الأمن فى قوله تعالى بسورة يوسف في الآية رقم 99 ترتيب الكلمة في الآية 10 ترتيب الكلمة في السورة 1555 ترتيب الكلمة من بداية القرآن 31577 الآية (فلما دخلوا على يوسف ءاوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله ءامنين)

و فى الثالثة جاء ذكرها بالنعم والخيرات سورة الزخرف في الآية رقم 51 ترتيب الكلمة في الآية 10 ترتيب الكلمة في السورة 495 ترتيب الكلمة من بداية القرآن 63518 الآية (وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي فَلَا تُبْصِرُونَ)

و فى الرابعة بالسكن و المعيشة المستقرة و ذلك فى قوله تعالى بسورة يونس في الآية رقم 87 ترتيب الكلمة في الآية 8 ترتيب الكلمة في السورة 1467 ترتيب الكلمة من بداية القرآن 27740 الآية (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين)

ولكى عن المواضع التى ذكرت فيها مصر ضمناً و معنى بالقرآن الكريم وهى تقريبا ثلاثة وعشرون موضعا بشكل غير مباشر و من أمثلة ذلك فى قوله تعالى (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (يوسف55 )وخزائن الأرض هنا وزارة مالية مصر والتى تعد خزائن الأرض كما ذكر ربنا فقيمة مصر فى ذلك الوقت تعادل الكوكب الارضى بأسره . و أيضاً (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ( القصص6) و الأرض فى الآية هى مصر و قد ذكرت فى عشر مواضع باسم الأرض فى القرآن كما ذكر عبدالله بن عباس . و كذلك قوله تعالى (وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (القصص20) و المدينة المقصودة فى الآية هى مصر.

البقاع المباركة .. بمصر الطاهرة

أما البقاع المباركة التى حبى الله بها مصر فإن مما نعلمه من الله وهم كما ذكروا فى القرآن الكريم و السنة المطهرة .. الأول فهو الوادي المقدس « طوى «هو في جانب طور سيناء ، و سبب قداسته حسب حديث الرسول (ًصلى الله عليه وسلم ) لأنه قدست فيه الأرواح ، و اصطفيت فيه الملائكة ، و كلم الله عز وجل موسى تكليما .وذلك فى ذكره تعالى (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِى.

أما البقعة المباركة الثانية فهى مدينة البهنسا الغراء بمحافظة المنيا حيث جاء رأى جمهور المفسرين أنها الربوة لقوله تعالى (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (المؤمنون 50) .

والثالثة جبل المقطم كما قال عبد الله بن عمرو: لما خلق الله آدم مثل له الدنيا شرقها و غربها و سهلها و جبلها و أنهارها و بحارها و بنائها و خرابها و من يسكنها من الأمم و من يملكها من الملوك ،فلما رأى مصر رآها أرض سهلة ذات نهر جار مادته من الجنه تنحدر فيه البركه و تمزجه الرحمة، و رأى جبلا من جبالها مكسوا نورا لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمة و فى سفحه أشجار مثمرة فروعها فى الجنه تسقى بماء الرحمة، فدعا أن يدم فى النيل بالبركة ، و دعا فى أرض مصر بالرحمة و البر و التقوى ، و بارك على نيلها و جبلها سبع مرات.

 وفي رواية: أن المُقَوقِس قال لعمرو: «إنا لنجد في كتابنا: أن ما بين هذا الجبل وحيث نزلتم ينبت فيه شجر الجنة»، فكتب بقوله إلى عمر، فقال: «صَدَق، فاجعلها مقبرة للمسلمين».

أم البلاد .. فى السنة المطهرة .. سكن الأنبياء

أما ما روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فى الأحاديث النبوية الشريفة التى ورد بها ذكر مصرقوله صلى الله عليه و سلم (ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لكم منهم ذمة و رحما) رواه مسلم ونلاحظ ان الرسول «صلى الله عليه وسلم» لم يقل «ستفتحون» وذلك لأن المصريين موحدون منذ الأزل وإلى الأبد.والرحم هنا هى السيدة هاجر المصرية التى تزوجها ابراهيم عليه السلام وانجبت له سيدنا اسماعيل عليه السلام وهو»اسماعيل»ابو العرب لانه اول من نطق لسانه بالعربية..كما ان المصريين ليس عربا فحسب بل هم اخوال العرب فعلى كل عربى حين يقابل مصريا ان يطئطء راسه ويقول له»كيفك يا خال» .

فعن عمرو بن العاص قال: حدثني عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض» قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: « إنهم في رباط إلى يوم القيامة» .

ومما ورد في فضل مصر ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي ذر مرفوعاً: «إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً» قال الزهري: الرحم باعتبار هاجر، والذمة باعتبار إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والذمة هنا بمعنى: الحرمة والحق.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته فقال «الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله.»الراوي: أم سلمة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/66خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح‏‏ و أيضاً «إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم خيرا فإنهم قوة لكم وإبلاغ إلى عدوكم بإذن الله يعني قبط مصر.» الراوي: عبدالله بن يزيد و عمرو بن حريث المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/67 خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح

أما دعاء نوح عليه السلام لها فقال عبدالله بن عباس « دعا نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبو مصر فقال اللهم إنه قد أجاب دعوتى فبارك فيه و فى ذريته و أسكنه الأرض الطيبه المباركه التى هى أم البلاد و غوث العباد «

ذكر من ولد بمصر من الأنبياء و من كان بها منهم عليهم السلام

كان بمصر إبراهيم الخليل ، و إسماعيل ،و إدريس ، و يعقوب ، و يوسف ، و اثنا عشر سبطا . وولد بها موسى ، وهارون ، و يوشع بن نون ،و دانيال ، و أرميا و لقمان

 وكان بها من الصديقين و الصديقات مؤمن آل فرعون الذى ذكر فى القرآن فى مواضع كثيره و قال على بن أبى طالب اسمه حزقيل ، وكان بها الخضر ، وآسيه امرأة فرعون وأم إسحاق ومريم ابنه عمران ، وماشطه بنت فرعون.

ومن مصر تزوج إبراهيم الخليل هاجر أم اسماعيل و تزوج يوسف من زليخا ، و منها أهدى المقوقس الرسول عليه الصلاه و السلام ماريا القبطيه فتزوجها و أنجبت له ابنه إبراهيم عليهما السلام .