آخر صفحة

حامد عز الدين يكتب: هزيمة إعلامية كبرى للكيان الصهيوني

حامد عز الدين
حامد عز الدين

«أنا المواطن الأمريكي تيد باك، وهذه زوجتي إيلين، اليوم تتولى حكومة أجنبية هي حكومة إسرائيل إدارة الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق أقوى جماعات الضغط في الكونجرس الأمريكي، وهي منظمة «إيباك» أو هيئة الشئون العامة الإسرئيلية الأمريكية»، ومهمة هذه الهيئة تتلخص في مراقبة الكونجرس الأمريكي لضمان منحة أمريكية سنوية لإسرائيل قيمتها 5 مليارات دولار، فإسرائيل تطلب وتحصل على ما تريد بفضل هذه المنظمة الصهيونية التي ترفع في وجه أي عضو في الكونجرس الأمريكي بمجلسيه أقوى سلاح وهو سلاح «معاداة السامية» الذي تحول إلى سيف مسلط على رقبة أي مسئول أمريكي منتخب يفكر مجرد تفكير في مهاجمة هذا اللوبي شديد القوة الذي يضم نحو 100 ألف عضو. فمجرد أن يتجرأ أحدهم على التلميح ولو من بعيد إلى هذه المنظمة أو الهيئة يتم منحه قبلة الموت السياسي. وبالطبع فرئيس الولايات المتحدة وأعضاء إدارته جميعهم يدركون ذلك جيدًا وهم جميعًا عبيد لهذا النهج السياسي في كل ما يتعلق بالصهاينة أو إسرائيل» . 

كان الحديث عن إيباك من المحرمات في الإعلام الأمريكي صاحب السطوة الإعلامية، باعتبار وسائل الإعلام الأمريكية الضخمة هي الأقدر على السيطرة على عقول العالم، لأنها ببساطة هي من تملك إدارة وسائل الإعلام في أكبر الدول الأوروبية.

فهى التي أقنعت العالم ذات يوم بأن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل، فتم القضاء على العراق وبعدها سوريا وليبيا بفضل ذلك الإعلام القادر على شيطنة من وما يريد وتحويل من يريد إلى ملاك بجناحين!. ولم أخطئ وأنا أصف الإعلام الأمريكي المدار والممول صهيونيًّا بأنه «ذلك» وليس «هذا».. لأن الحقيقة هي أن الإعلام الإلكتروني العالمي بكل ما يحمله الوصف من معنى، من مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها التي اخترعها الغرب، واضح تمامًا أنها خرجت عن السيطرة، وأصبحت هي الإعلام الأقوى تأثيرًا والأمضى سلاحاً والأكثر والأسهل انتشاراً، مما صنع حالة من الوعي العالمي بالحقائق التي كانت مطموسة. وظهر التأثير القوي خلال فترة ما بعد السابع من أكتوبر 2023، التي شهدت وربما للمرة الأولى في التاريخ الحديث مثل هذه المظاهرات المليونية في قلب الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وإيرلندا والدنمارك والسويد وغيرها، بل وفي كل دول العالم تعلن على الهواء مباشرة وببث عبر الهواتف المحمولة، رفض حملة الإبادة الصهيونية للفلسطينيين في غزة «المغلوبة على أمرها». وكانت رسالة المواطن ألأمريكي تيد باك وزوجته التي بدأت بها هذا المقال قد نشرت بالصوت والصورة عبر منصة «التيك توك» مجرد نموذج من مئات الآلاف من النماذج على قدرة المواطنين العاديين على التعبير عن وجهات نظرهم بمنتهى الحرية واليسر دون خوف بعدما أتيحت لهم بحار المعرفة بالحاضر والمستقبل وقبلهما الماضي المتمثل في تاريخ الصراعات «المصنوعة». 

ووصل الأمر بكبريات الصحف ووسائل الإعلام الدولية - رغمًا عنها - إلى التوقف عن التزييف وتلوين المواقف انحيازًا لأحد الأطراف على حساب الأطراف الأخرى. ولم يعد مستغرباً أن تلجأ صحف كبيرة مثل الواشنطن بوست «صهيونية الهوى» و«نيويورك تايمز» المساندة لإسرائيل على طول الخط وكل الصحف المشابهة في دول أوروبا إلى الاعتراف بأخطائها والعودة إلى اتخاذ المواقف المساندة للحقائق، والحقائق فحسب، بعدما نجحت وسائل الإعلام الإلكترونية في كشف التلفيق والتزوير والتزييف. 

وإذا كان تاريخ الكون لم ينس للزعيم النازي أدولف هتلر أنه صاحب محارق أفران الغاز لليهود في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، فإن التاريخ الحديث لن ينسى لبنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني وحكومته المتطرفة أنهم المجرمون وراء عمليات الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، بفضل إعلام إلكتروني لا رقابة فيه سوى للضمير الإنساني. وبغض النظر عن النتيجة النهائية على أرض الواقع للمواجهة بين الكيان الصهيوني، وكل داعميه ، وبين المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، فإنني أظن أن هذه المواجهة انتهت بهزيمة كبرى فضائحية على المستوى الإعلامي للكيان الصهيوني لا أظنه سيفيق منها إلا وسيكون قد زال وهذه ليست تنبؤاتي لكنها تأكيدات العديد من الشخصيات اليهودية الكبيرة وليست الصهيونية.