أبطال من نوع خاص.. حيوانات وطيور قلبت موازين الحروب عبر التاريخ

أرشيفية
أرشيفية

منذ أيام قليلة؛ وبالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي بدء الهجوم البري على قطاع غزة، بث المتحدث العسكري لجيش الاحتلال مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تظهر تفتيش قواته لأنفاق زعم أنها تابعة لحركة حماس الفلسطينية، واستخدمت قوات الاحتلال أثناء عمليات التفتيش «الكلاب المدربة».

وقد كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن وحدة الكلاب المدرّبة لديه للمرة الأولى في الثمانينيات ويطلق عليها وحدة «عوكيتس»؛ ومهمّتها استخدام الكلاب في إطار الجيش وتتبع القوات البرية.

ويدرّب الجنود الكلاب على القيام بعمليات هجومية، وملاحقة وإنقاذ، واستكشاف والعثور على أسلحة ومواد متفجرة، وتنفيذ مهام عمليّاتية متنوعة، وتعمل أيضًا في مهام اعتيادية بشكل أساسي لحراسة الحواجز، وإحباط الهجمات ومنع الإضرار بقوات الجيش الإسرائيلي.

قد يبدو ذلك معتادا في سياق العمليات العسكرية للجيوش، لكن حتما ستندهش عندما تعلم أن الحيوانات والطيور لعبت دورا مهما وقلبت موازين الحروب عبر التاريخ، ورجحت كفة على كفة بعمليات نوعية غاية في الذكاء، حتى باتت أخطر من أسلحة فتاكة، واستحقت رتبا عسكرية في الجيوش وتكريما من زعماء عالميين نظير بطولاتها.

16 مليون حيوان شاركوا في الحرب العالمية 

اندلعت الحرب العالمية الأولى بين عامي 1914 إلى 1918 بين جبهتي الحلفاء والمحور؛ ويقدر مؤرخون أن أكثر من 16 مليون حيوان خدم في تلك الحرب الضروس، حيث تم استخدامها في النقل والاتصالات والرفقة، وكان لكل من طرفي الحرب العالمية قوات كبيرة من سلاح الفرسان، إذ استخدموا الخيل والجمال والحمير والبغال في الحملات الصحراوية طوال الحرب لنقل الطعام والماء والذخائر والإمدادات الطبية للقوات في جبهات القتال.

كما كانت الكلاب والحمام تحمل الرسائل والمتفجرات، بل استخدمت طيور الكناري للكشف عن الغاز السام، والقرود والدببة والأسود للتسلية واعتبارها كتمائم لرفع الروح المعنوية للجنود وتوفير الراحة وسط مصاعب الحرب.

الدب المحارب «فويتيك»

الدب المحارب «فويتيك» وجده الجنود البولنديين في تلال إيران، فقرروا تربيته والاعتناء به حتى يكبر، ثم قاموا بتدريبه على حمل القذائف ومهاجمة الأعداء، حتى أصبح جنديا أساسيا في الجيش البولندي.

وبعد تطور أسلحة الحروب؛ تم وضعه في حديقة الحيوان حتى مات عام 1936.

الكلب «ستوبي»

اصطحبه جندي أمريكي يدعى «كونروي» إلى معسكر التدريب أثناء الحرب العالمية الأولى، وخبأه في حقيبته وذهب به إلى السفينة المُقلعة نحو الحرب في فرنسا، وبعد انطلاق السفينة وسط المحيط بدأ الجنود في اكتشاف وجود كلب أصبح مصدرا للتسلية في السفينة، وأصبح مفروضًا كأمر واقع كواحد من كلاب الجيش.

وشارك «ستوبي» على الجبهة نحو 210 أيام، وهناك كان يحذر قوات الحلفاء من الجنود الألمان وينذرهم بأصواته عندما يراهم أو يسمعهم من بعيد، وأصيب في إحدى هجمات الغاز الألمانية وكاد يموت، ولكنه عاش وأصبح لديه حساسية عالية تجاه الغاز، مكّنته لاحقًا من شم هجوم غاز ألماني تالٍ، ليحذر الجنود ويحمي الكثير من أرواحهم.

وهي شجاعة كرّمتها الولايات المتحدة الأمريكية، التي عدت «ستوبي» بطلًا ومنحته رتبة رقيب، ليصبح أول كلب يحصل على رتبة عسكرية في الجيش الأمريكي، ليس هذا وحسب، بل كرّمه ثلاثة رؤساء أمريكيين باستقبال ستوبي، وهم: ودرو ويلسون، وكالفين كوليدج، ووارن جي، واستمر الاحتفاء الأمريكي بستوبي، لدرجة إنتاج فيلم رسوم متحركة باسمه «الرقيب ستوبي: بطل أمريكي» يحكي قصته الحقيقية.

كلاب مضادة للدبابات

مع زحف الألمان لاحتلال موسكو عام 1941، كانت القوات السوفيتية لا تملك أسلحة فعالة مضادة للدبابات، وبدافع اليأس، قرروا استخدام الكلاب كأسلحة لمواجهة دبابات العدو.

واعتمد الأمر على ربط شحنة متفجرات عبارة عن 12 كجم من الـ TNT، وتدريب الكلاب على الزحف تحت الدبابات، وعند اصطدامهم بأسفل العربة يحدث الانفجار.

وكان يتم تجويع الكلاب لفترات طويلة، ثم توضع قطع اللحم أسفل الدبابات حتى تدّرب الكلاب على التوجه أسفل الدبابة.

وقامت الكلاب بتدمير أكثر من 300 دبابة، لكن بالطبع ذهب ضحيتها أكثر من 300 كلب.

 الحمام وطيور الكناري

استمر استخدام الحمام الزاجل طوال الحربين العالميتين الأولى والثانية لتبادل الرسائل؛ لكن في الحرب العالمية الثانية تم إجراء تجارب لاستخدام الحمام في توجيه الصواريخ، إذ يتم وضع الحمامة داخل صاروخ، وتدريبها على النقر فوق المتحكمات عن يمينها وشمالها حسب موقع الهدف.

أما طيور الكناري فكانت تدرّب للكشف عن الغاز السام.


الببغاوات.. رادارات تحذير

 في الحرب العالمية الأولى كانت الببغاوات توضع فوق برج إيفل للتحذير من الطائرات القادمة، لكن لم يدم استخدامها طويلًا؛ بسبب عدم تمييزها بين الطائرات الألمانية وطائرات الحلفاء.

الفئران المتفجرة

خلال الحرب العالمية الثانية استخدمت القوات الخاصة البريطانية فئرانًا تحمل على ظهرها متفجرات لتدمير مصانع الذخيرة في ألمانيا.

البراغيث والذباب المعدية

خلال الحرب العالمية الثانية؛ استخدمت اليابان الحشرات لإصابة الجنود الصينيين بالكوليرا والطاعون.

فقامت الطائرات اليابانية بإسقاط البراغيث والذباب المعدية فوق مناطق مأهولة بالسكان، وأسفرت هذه العملية عن مقتل 440 ألف صيني.

وأصيب الجنود الصينيون بحالة من الهلع، وتعرضوا للدغات سامة، وبعد 20 يوما من الحصار، لم يكن أمامهم حل سوى الانسحاب.

الخفافيش المتفجرة

في أثناء الحرب العالمية الثانية؛ قام الجيش الأمريكي بتزويد مجموعة من الخفافيش بقنابل ثم إلقائها على مدينة يابانية عام 1943، لتخرج تلك الخفافيش وتدخل منازل ومعسكرات الأعداء وتضرم فيها النيران.

وكان كل طائر منهم يحمل جهاز تفجير ذاتي قادر على حرق المكان بأكمله.

الدلافين وأسود البحر

في أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي تم استخدام الدلافين كأدوات للتجسس وإزالة الألغام.

وجندت البحرية الأمريكية والسوفيتية الدلافين عالية الذكاء لتدريبها على كشف الألغام والغواصات التي تحمل بداخلها أسلحة وبعد ذلك ترسل إشارة للجيش التابع لها عن طريق جهاز استشعار معين لتنبيهه.

كذلك تم تدريبها على لصق قنابل متفجرة بأسطوانات هواء غواصي الأعداء، وأيضًا كان يتم إرسالها في عمليات تجسس تحت الماء بعد أن يتم تزويدها بكاميرات مخصصة.

أما بالنسبة لأسود البحر فكانت تدرب على إزالة الألغام من تحت الماء، والتعرف على غواصي الأعداء جنبًا إلى جنب مع الدلافين حيث يقوم أسد البحر بالعثور على أحد الغواصين ويربط جهاز تتبع على شكل سوار بأحد أطرافه.

قطط الجاسوسية

في ستينيات القرن الماضي خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي؛ أطلقت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مشروعًا أطلق عليه اسم "Acoustic Kitty"؛ للمساعدة في عمليات التجسس على السفارات السوفيتية.

الجمال الانتحارية

في الحرب السوفيتية في أفغانستان 1979-1989، استخدم المقاتلون الأفغان "مفجرين انتحاريين" من الإبل ضد قوات الاحتلال السوفيتية.