بحيل وآلاعيب.. آباء يحاولون سلب مطلقاتهم حضانة الأولاد

حضانة الأبناء المشكلة التى تواجه الآباء والأمهات
حضانة الأبناء المشكلة التى تواجه الآباء والأمهات

هبة‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن

 وتبقى حضانة الأبناء المشكلة التى تواجه الآباء والأمهات الذين يقدمون على خطوة الطلاق؛ البعض ينتهى بينهما الامر بالاتفاق الودى، لكنها للأسف هي النسبة الاقل مقابل الكثير من المشكلات التى تحدث حول من الأحق بالحضانة، لدرجة تصل إلى المحاكم فنجد آلاف الدعاوى القضائية امام المحاكم بسبب حضانة الابناء، والقانون قد حدد الحضانة تبقى للام حتى يصل الابن إلى سن 15 سنة، ولكن اعطى ايضا الحق للأب في حالات محددة أن يطالب بإسقاط الحضانة عن الأم، وقد رأينا الكثير منها فى محاكم الاسرة، وفى السطور التالية نسرد تفاصيل بعض أغرب القضايا كما سمعناها من أصحابها، ونعرض رأي القانون فى الشروط والضوابط التى يمكن من خلالها للاب التقدم بدعوى إسقاط حضانة ضد أم أبنائه.

لم تتصور الأستاذة الجامعية أن يصل الحال بطليقها أن يتهمها بـ»الجنون»، حتى يحصل على حضانة ابنهما الوحيد ثمرة زواجهما الذي استمر ست سنوات، وبعد أن وصلت بينهما الخلافات إلى طريق مسدود ولم يكن أمامهما سوى الطلاق لإنهاء حياة غير مستقرة يعيشان فيها، تقول الزوجة «ر» معيدة في إحدى الجامعات:تصورت ان المشكلات سوف تنتهي بنهاية علاقتنا الزوجية، خاصة أن الطلاق كان على الإبراء، تتازلت عن كل حقوقي المادية لكن اصريت على استرداد قائمة المنقولات والشقة لتكون مسكن الحضانة، حتى لا يشعر ابني بأي تغيير في حياته، ومر قرابة عام على الطلاق ورغم ذلك لم ينزع طليقي الغل والحقد من صدره ضدي، أصر على افتعال المشكلات معي رغم اني وافقت على رؤيته لابنه في أي وقت يريده، وفجأة أوقف ارسال النفقة لابني أو دفع المصاريف المدرسية له، رغم انه صيدلي ودخله كبير، لم ارد أن اجعل ابني طرفًا في هذه المعركة، ولم أحرمه من رؤيته لوالده، لكن في الوقت ذاته أسرعت إلى المحكمة بعد إصراره على العند، طالبت بالنفقة ومصاريف المدرسة، لأفاجأ به يتقدم بدعوى إسقاط حضانة؛ ويتهمني بأني مجنونة وعصبية بشكل مفرط لدرجة أني اقوم بتكسير الأشياء بسبب وبلا سبب، وأنه يخاف على ابني مني حتى لا يحدث له مكروه، وعرضتني المحكمة على الطب الشرعي للكشف على حالتي النفسيه، وانا لم اسامحه على ما فعله ضدي، ولا زالت القضية متداولة امام المحكمة.

وزوجة أخرى تدعى «ح. ف» أم لطفلين يتيمين، وقفت تبكي أمام محكمة أسرة الجيزة وتقول: والدة زوجي المتوفى رفعت ضدي دعوى بمجرد علمها بزواجي تطالب اسقاط الحضانة عني وضمهما إلى حضانتها، رغم أنها امرأة كبيرة في السن ولا تقدر على خدمتهما بالكاد تخدم نفسها، فكيف لها أن تخدم أطفالا وهما في هذا السن الصغير؛ حيث أن أكبرهما لم يكمل عامه السابع بعد، ولا يكفيها ما تحملته مع ابنها - رحمه الله - في سنوات زواجنا؛ حيث كان يضربني ويحرقني بالنار وجعلني اعيش اسوأ سنوات حياتي طيلة فترة زواجنا، حتى توفاه الله في حادث سيارة، بعدها بسنوات تقدم ليشخص للزواج مني، دعوت الله أن يعوضني ما عشته سابقًا، لكن جاءت ام زوجي لتعكر صفو حياتي مرة أخرى؛ فوجئت بها تتقدم بدعوى إسقاط حضانة، وكأن المشكلات أصرت أن تطاردني من جانب هذه العائلة رغم ابتعادي عنهم بشتى الطرق.

والغريب عندما حضرت جدة الأبناء من الاب إلى المحكمة، بدت علامات الشيخوخة والتجاعيد على وجهها ومع ذلك تظاهرت بالحزن وسكبت الدموع على وجنتيها وتحدثت لا إلى القاضي فقط ولكن لكل الحضور في المحكمة مما أثار تعاطف الجميع معها وهي تقول:خطف الموت ابني الأكبر وهو في سن الشباب، تاركًا خلفه ولدين في عمر الزهور، وكم تمنيت أن تشعر أرملة زوجي بحالي لكونها أم، لكن للأسف القسوة اعمت قلبها ويكفي انها في كل مكان ولكل الناس تروي تلك الأحاديث الملفقة العارية من الصحة على زوجها المتوفى وهو الآن في دار الحق، وسوف تسأل عن كل ما تدعيه من أكاذيب، لكن الغريب أن بعد وفاة ابني في حادث سيارة وهو في طريقه لعمله، انتظرت منها أن تحضر أحفادي لرؤيتهم، طلبت منها هذا الأمر لكوني لا أقدر على الذهاب إليها كل مرة احضرتهم لي مرتين فقط ثم افتعلت معي الخلافات حتى لا تحضرهم مرة أخرى، وقالت لي صراحة انها سوف تتزوج ولن تتمكن من إحضارهم مرة أخرى.

جن جنوني مرتين الأولى لأنها ستتزوج بمجرد انتهاء شهور عدتها وكأن من مات لم يساوي شيئًا عندها، لكن قلت لنفسي حقها وليس لي دخل، الامر الثاني تريد أن تحرمني من رؤية أحفادي وهم من سيعوضوني غياب والدهم، الكارثة أن والدتها هي الأخرى تزوجت منذ ٤ سنوات، وعندما تزوجت أرملة ابني ووجدت أحفاد يبتعدون عني سألت وعلمت أنه من حقي طلب حضانتهم، وانا لدي القدرة على رعايتهم وخدمتهم، ولا يمكن أن امنع رؤية الأم لهما مثلما تفعل معي الآن، وقد صدر حكم المحكمة بإسقاط الحضانة عن الام والجدة من الأم لزواجهما، وضم حضانة الطفلين الى جدتهما من الاب لإثبات قدرتها الجسدية العقلية لرعايتهما.

قضية ثالثة بطلتها ام مسكينة تجري على قوت يومها من اجل وحيدها، أكرمها الله بعمل باستئجار دكان صغير لحياكة الملابس وتهافت الزبائن عليها، ورغم المعاناة التي تعانيها من أجل العمل وتلبية احتياجات ابنها الصغير، إلا أن الأيام لم تتركها لحال سبيلها، وعن تفاصيل مأساتها تقول «مروه. ع» امام محكمة الأسرة، بدموع عينيها بعد أن تقدم طليقها بدعوى إسقاط حضانة ابنهما: لم أتخيل أن أقف في المحكمة بتهمة إهمال ابني الوحيد، الذي هو قرة عيني وقلبي، فهو الشيء الوحيد الجميل الذي أهداني به زماني، من تلك الزيجة التي دمرت كل شيء، فقد كنت فتاة منطلقة طموحي ليس له حد رغم اني من أسرة بسيطة الحال، حصلت على ثانوي صناعي، تخصص فن تفصيل الملابس خاصة أنها هوايتي، وكنت متميزة جدا، بعدها حضر شخص لخطبتي وتزوجت في الحال، لكن وجدت نفسي أهان يوميا واعيش مع زوج كسول يعمل يوم والثاني لا، يعتمد على جهدي وخروجي للعمل للإنفاق عليه، ادركت سريعًا أن حياتي مستحيلة معه، لكن علمت بحملي وبالطبع لم أطلب الطلاق، أملا أن ينصلح حاله لكن دون فائدة بل ازداد سوءًا، فطلبت الطلاق، ورغم اني حاضنه لكن طردني من منزل الزوجية ووافقت مقابل حريتي، خرجت لابدأ حياة جديدة، «تعبت وشقيت» وذقت كل صنوف العذاب لكن كله يهون أمام تنفيذ مشروعي لمحل الخياطه، كل يوم ابني يكبر أمام عيني وللأسف اكتشفت أنه مريض بفرط حركة، وكنت اتابع مع طبيب ووالده يعلم ذلك جيدا، وكنت أخبره عما يقوله الطبيب لي كل مرة رغم أنه لا يدفع له جنيها واحدا، وأنا اتكفل بكل شيء يخص ابني حتى علاجه، لم اتذمر لأني اكتفيت به من الدنيا.

حتى انقلبت حياتي رأسًا على عقب عندما وقعت الحادثة المشئومة لابني؛ ففي احد الايام كان العيد اقترب وهو وقت ذروة العمل بالنسبة لي، وأثناء شقاوة ابني بشكل هستيري ومحاولة السيطرة عليه دون فائدة وقعت الكارثة عندما وضع كف يده أسفل الماكينة، مما تسبب في قطع أصابع يده اليسري، أسرعت به إلى المستشفى وقضيت ايامًا من أسوأ ايام حياتي.

تضيف «مروه»: ورغم أن والده يعلم جيدا حقيقة مرض ابنه، لكنه لم يرحمني؛ تقدم ضدي بدعوى إسقاط حضانة زاعمًا اني أم مهملة، وتتساءل الام أمام المحكمة، ماذا هو فاعل ولم يرسل له حتى جنيه نفقه واحد وتركني انا أسعى وراء لقمة العيش من اجل ابني، كان الأجدر به مساعدتي بدلا من توجيه اللوم والاتهامات ضدي، والقضية لا تزال منظورة الآن امام المحكمة.

القانون والحضانة

وبسؤال المستشارة آية هزاع المحامية المتخصصة في قضايا الأحوال الشخصية عن الأسباب القانونية التي تمكن الزوج من إسقاط الحضانة عن الام، اجابت: هناك 6 حالات يمكن للزوج من خلالها إسقاط الحضانة، أولها: إذا تزوجت الأم من رجل أجنبي اي غير الأب، الحالة الثانية: إذا صدر ضدها حكم نهائي في جريمة زنا والقانون صريح في هذه المادة؛ حيث حدد إذا كان حكم نهائي في قضية تمس الشرف، لأن هناك قضايا أخرى مثل أن يتم اتهامها في شيكات بدون رصيد أو غيره لكن جميعها قضايا ممكن تنتهي بالصلح، كما أن هناك بعض الأزواج يلفقون لزوجاتهم بالباطل قضايا زنا، وتحفظ لأنها كيدية، لذلك اشترط القانون أن يكون حكمًا نهائيًا ضد الأم.

الحالة الثالثة: أن تمتنع الحاضنة عن تنفيذ حكم الرؤية لصالح الأب لأكثر من 3 مرات متتالية، والحالة الرابعة أن تكون الأم مهملة وغير أمينة على الأبناء، بأن تعرضه للخطر او الإيذاء البدني أو النفسي.                                                                                                                                                                                            المستشارة آية هزاع

الحالة الخامسة: أن تكون الأم مريضة بمرض عضوي أو نفسي لا تقدر بسببه على تربية الطفل ورعايته.                                                                                                          

وهناك حالة أخيرة يطالب فيها الأب بإسقاط الحضانه وهي السادسة: عندما يتم فيها الطفل السن القانوني للحضانة وهو 15 سنة فلابد هنا أن يقيم الأب دعوى الإسقاط واسترداد مسكن الحضانة، وفي هذه الحالة يخير القاضي الابن ما بين الأب أو الأم، إذا اختار الابن بقاءه مع الأب ففي هذه الحالة يستمر وجوده في الشقة أما إذا اختار الأم فعليها أن تترك الشقة وتصطحب  أبناءها معها، ويتقدم الابن بنفسه بدعوى أمام المحكمة في دعوى نفقة منفصلة لأنه وصل السن القانوني وله حقوق على والده بعيدا عن الام أو لو له أشقاء صغار. 

اما عن ترتيب الحضانة تستكمل المستشارة آية هزاع كلامها قائلة: يبقى الأب حتى الآن في القانون الحالي ترتيبه الـ14 في حضانة الأبناء، أما اذا حصل الاب على حكم لصالحه بإسقاط الحضانة عن الأم في الحالات الخمس الأولى التي سبق ذكرها، تنتقل الحضانة إلى الجدة من الأم، ثم الجدة من الاب، ثم اخت الأم (الخالة)، ثم أخت الأب (العمة)، ومنها خالات الأم ثم خالات الأب وهكذا باقي التسلسل من نساء العائلتين حتى تصل إلى الأب الذي هو في المرتبة الـ14.

ويمكن إذا انتقلت الحضانة إلى ام الأم، أن يتقدم الأب بدعوى إسقاط حضانة عنها أيضا، ويقول في دعواه السبب لطلبه بأنها غير أمينة على تربية الصغير لكونها مريضة أو مهمله أو عليها أحكام أو متزوجة من اجنبي، وفي حالة انها مريضة يطالب القاضي بمناظرتها أي حضورها الجلسة التالية لرؤيتها وهذا القرار (إجباري) حضورها، حتى يتأكد القاضي من كونها مريضة من عدمه وفي هذه الحالة يصدر حكمه اما بإسقاط الحضانة عنها أو لا.

اقرأ أيضا : مدمنون ومرضى نفسيون| ثمن الطلاق يدفعه الأبناء


 

;