حضور بارز للقضية الفلسطينية فى الدراما المصرية عبر التاريخ

عادل إمام فى مشهد من مسلسل «فرقة ناجى عطا الله»
عادل إمام فى مشهد من مسلسل «فرقة ناجى عطا الله»

 الديك: فى الماضى لم يكن هناك موبايل 

فاضل: نملك كل العناصر لتقديم أعمال مميزة

الحناوى : مسلسلات تواجه الزيف الغربى

استطاع الفن المصرى على مر السنوات ترك بصمات مهمة بتناول أعمال ترصد القضايا الوطنية خاصة الأعمال الفنية التى رصدت حرب اكتوبر والاستنزاف بالاضافة إلى حرب الجواسيس، وترصد السطور التالية عدد من الأعمال التى تناولت الصراع الفلسطينى الإسرائيلى فهناك الكثير من الأعمال الفنية سواء سينمائيا أو تليفزيونيا التى تركت بصمات مهمة فى عقول المشاهدين وفى السطور التالية نرصد الأعمال التى رصدت القضية..

فرقة ناجى عطالله

ومن أعمال الفنان عادل إمام والتى تناولت القضية الفلسطينية إنتاج 2012 بطولة الفنان عادل إمام ونضال الشافعي، محمد امام، وتصدر معدلات البحث على موقع جوجل مؤخراً بالتزامن مع أحداث فلسطين والعدوان الإسرائيلى عليها حيث تناول المسلسل كفاح الشعب الفلسطينى مع العدوان الإسرائيلى على مر العصور ودور الشعوب العربية وعلى رأسهم مصر فى مساعدتهم دبلوماسى سابق كان يعمل لدى السفارة المصرية بدولة إسرائيل يدعى «ناجى عطا الله تخلق لديه فكرة سرقة بنك داخل إسرائيل، ويوزعوا أمواله على عدد من شعوب الدول العربية منها فلسطين وسوريا، العراق،الصومال تأليف يوسف معاطى وإخراج رامى إمام

البوابة التانية

وتناول مسلسل «البوابة التانية» القضية الفلسطينية عام 2009 وهو بطولة نبيلة عبيد وهشام عبدالحميد وأحمد ماهر حيث تدور أحداثه حول دكتوره فى الجامعة لديها إبن أثناء قيامه برحلة فى سيناء مع أصدقائه يتم أعتقاله داخل السجون الإسرائيلية فتكتشف الدكتورة ذلك وتبدأ فى عملية البحث عنه ومحاوله إخراجه من المعتقل تأليف كوثر مصطفى ومحمد عبدالخالق اشراف مصطفى محرم اخراج على عبدالخالق.

النهاية

وكانت الحلقة الأولى من مسلسل «النهاية» بطولة الفنان يوسف الشريف أثارت ردود فعل ايجابية بين الجمهور المصرى والعربى حيث دارت القصة فى عام 2120 وتنبأت الأحداث بتحرير العرب للقدس بعد هروب الإسرائيليين إلى دولهم التى تركوها قبل مرور 100 عام على تأسيسها وتسببت الحلقات فى غضب إسرائيلى واسع حيث أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيان انتقدت فيه المسلسل واعتبرت أن توقع صناع العمل بنهاية إسرائيل هو أمر مؤسف وغير مقبول على الإطلاق وهو ما يثبت مدى نجاح صناع العمل فى إيصال الرسالة المرغوبة للجمهور.

حيث رد المخرج ياسر سامى على بيان وزارة خارجية الكيان وقال «على الكيان الصهيونى الانتظار لعام 2120 حتى يتم التأكد مما جاء فى المسلسل من عدمه واصفًا بأن تحرير فلسطين هو حلم عربى وان فريق العمل عبر عنه بهذه الصورة ولكن يبدو أن الصورة التى صنعتها كانت صادقة فأزعجتهم.. سيناريو وحوار عمرو سمير عاطف وبطولة يوسف الشريف وعمرو عبد الجليل.

حارة اليهود

كما رصد مسلسل «حارة اليهود» القضية الفلسطينية حيث دارت الأحداث بداية أثناء حرب فلسطين عام 1948 واستمرت حتى العدوان الثلاثي، وكيف كان شكل الحياة فى حارة اليهود بمصر والأنشطة التى كانوا يمارسونها، وتأثرهم بالأوضاع السياسية فى البلاد، وإنعكاس ذلك على حياتهم اليومية.. بطولة منة شلبى وإياد نصار بطولة منة شلبي، إياد نصار، ريهام عبد الغفور تأليف مدحت العدل إخراج محمد جمال العدل.

أفلام سينمائية

ويعد فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» عام 1998 أحد الأفلام التى تناولت القضية من خلال حياة الشباب الجامعى حيث أظهرت أحد المشاهد مظاهرة ضد الكيان الصهيونى داخل حرم الجامعة الأمريكية يتخلله حرق العلم الاسرائيلى احتجاجا على الاحتلال وقتل الفلسطينيين.. تأليف مدحت العدل وبطولة محمد هنيدى ومنى زكى وأحمد السقا وطارق لطفى وغادة عادل وهانى رمزى وفتحى عبد الوهاب، اخراج سعيد حامد.

وفيلم همام فى أمستردام وهو ثانى أعمال الفنانين محمد هنيدى وأحمد السقا ورابع الاعمال التى نرصدها وتناولت القضية الفلسطينية وتم عرضه عام 1999 حيث رصد أحد المشاهد شجار بين الشباب المصريين المغتربين وقام شاب فلسطينى بإنهاء الخلاف من خلال تشغيل أغنية «الحلم العربي» أثناء المشهد، كما يعرض مشهد اخر الشجار الذى حدث بين محمد هنيدى وزميله الإسرائيلى الذى جسده «أيمن الشيوي» والفيلم شارك فى بطولته أحمد عيد و موناليزا تأليف مدحت العدل، إخراج سعيد حامد.

والسفارة فى العمارة عام 2005 حيث تناول القضية الفلسطينية وذلك من خلال المشاهد التى كانت تجمع الفنان عادل إمام بالطفل الفلسطينى إياد حيث تصاعدت وتيرة الأحداث حين رأى استشهاد الطفل بفلسطين.. وشارك فى بطولته داليا البحيرى ولطفى لبيب وخالد زكى و أحمد راتب وسعيد طرابيك تأليف يوسف معاطي، وإخراج عمرو عرفة.

كما سلط فيلم «ولاد العم» الضوء على الصراع الفلسطينى الإسرائيلى فى بداية الأحداث من خلال مشهد ذهاب «كريم عبد العزيز» للحدود الإسرائيلية وهجوم جيش الاحتلال على الفلسطينيين، بالإضافة إلى المشاهد التى جمعت كريم عبد العزيز والفنانة كندة علوش والتى قدمت دور فتاة فلسطينية.. تأليف عمرو سمير عاطف وإخراج شريف عرفة.

ومن أول الأعمال الفنية التى رصدت الصراع الاسرائيلى الفلسطينى ضمن افلام الابيض والاسود إنتاج 1953 وتدور أحداثه ضمن أحداث حرب فلسطين عام 1948 حيث يتطوع شباب فى الجيش ويشترك فى الحرب ويلتقى فى غزة بفتاة فلسطينية حيث يقع فى حبها ويقرر الزواج منها بطولة قمر وكوكا وعباس فارس تأليف جمال فارس وإخراج نيازى مصطفي.

كما تناولت فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية القضية الفلسطينية من خلال فيلم «الله معنا»  إنتاج 1955 حول قيام ضابط يدعى عماد بالذهاب للمشاركة فى حرب فلسطين وتبتر ذراعه أثناء الحرب، ليعود مع الجرحى وتكشف تفاصيل الفيلم أن هناك رجالا وراء توريد الأسلحة الفاسدة للجيش، وشارك فى بطولته عماد حمدى وماجدة وحسين رياض تأليف إحسان عبدالقدوس وإخراج أحمد بدرخان ومن أهم الأعمال التى رصدت القضية الفلسطينية فيلم «اصحاب ولا بيزنس» الذى عرض عام 2001.

حيث تناول الفيلم قصة مذيع يقدم حلقة من برنامج ترفيهى عن فلسطين ويسلط الضوء على الانتفاضة الفلسطينية والتى تغير مسار حياة بطل الفيلم من خلال ذهاب المذيع رغماً عنه إلى فلسطين لتغطية الأحداث هناك ليقابل شاب فلسطينى يقوم بعملية استشهادية تغير من مسار حياة البطل بطولة مصطفى قمر وهانى سلامة ونور تأليف مدحت العدل واخراج على ادريس. وترصد السطور التالية آراء عدد من صناع الفن فيما يمكن أن يقدمه الفن فى خدمة القضية الفلسطينية

تناول جديد

قال المؤلف بشير الديك أن العالم تغير كليًا، ففى الماضى لم يكن هناك موبايل، الآن الرسالة اصبح من السهل وصولها عبر كبير من التفاصيل الغير عادية، واصبح الوضع مختلف حين كان التليفزيون هو المتعة الوحيدة للناس، إلى جانب أن القضية الفلسطينية نفسها تغيرت غبر الزمن حتى عما كنا صغيرين، الآن اصبح الوضع مختلف، كان المناخ العام السائد هى قضية العروبة، خاصة فى عصر الرئيس جمال عبدالناصر مروراً بحرب 1967 ثم الاستنزاف وحرب اكتوبر كان العالم لم يكن فيه كل هذه التفاصيل، فحاليًا اصبح مطلوب معالجة درامية مختلفة.

ترصد الحق فى الحياة والحق فى الوجود والاستمتاع، عكس الماضى نحتاج إلى اختلاف المقاييس وفهم المقايسس الجديدة حتى يتم التعامل من خلالها، لان القضية الفلسطينية لن تستطيع تخفيها، فهى متواجدة على كل الهواتف الان، واعتقد أن تواجد القضية الفلسطينية فى الدراما شئ مهم جدا بشرط أن يكون التناول جديد ومراعاة الجدة فى التناول والتعامل وطرح المشاكل،والتركيز على أن يكون لدى الفلسطينين الحق فى الوجود والوطن، ويكفى أن الاوروبيين يدعمون فلسطين بالالاف.

كما ان هناك قرارا فى الامم المتحدة بأن يبقى هناك دولتين، دولة فلسطينية 1967 معترف بها، إلى جانب الدولة الاسرائيلية، لابد أن نفهم أن الحياة تستحق أن تعاش، ومن حق الفلسطينين ان يعود اليهم وطنهم الحقيقى بدلاً من اسرائيل المصطنعة، وأن نقدم المادة الاعلامية مع مراعاه الوسائل المتاحة والمناخ العام فى طرح الافكار ومناقشتها.

وأكد المؤلف محمد الحناوى مبدأيا هناك ملاحظة وهى أن أفلام هوليود منذ 15 و20 عام كانت تسلط الضوء على وضع رموز خبيثة فى لنصوص، أن اليهود هم أصحاب الحضارة المصرية وان فرعون طردهم من مصر ، ودعموا افلامهم بهذا المعني، وهذا يعنى ان الظاهرة لم تتفشى الآن، لكننا سلطنا الضوء على هذا الأمر مؤخراً بسبب أن القضية كبرت، ويبقى السؤال كيف يمكن ان نواجه الزيف الغربى فى دعايته.

قولاً واحدا، لماذا لا تصل رسالتنا بشكل كبير، وذلك لاننا لا نقدمها فى اطار «حدوتة»، نقدم القضية فى اطار دبلوماسى أو ملحمى وبالتالى بتظهر انها «انشا» لكن يجب ان يتم عرض الحدوتة بشكل جميل، ليس له علاقة بالسياسة والتاريخ، يستطيع من خلالها توصيل المفاهيم لزرعها فى عقول المشاهدين، ليس ان نقوم بتقديم مسلسل يوجد به التاريخ والكفاح، بهذا الشكل سيتم صرفهم عن المشاهدة، على عكس الحدوتة، التى لديها سر وتأثير اكبر من الاثر التعليمى والتدريبي، والتثقيفي.

لانه يخاطب متعة الانسان، وروحه، بذلك نستطيع التحدث عن القضية الفلسطينية، فهناك فرق بين فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى وبين فيلم رد قلبي، حين يكون فيلم مباشر لن يأخذ كل المشاهدين والقراء عكس فيلم رد قلبي، الذى قدم قصة رومانسية وصراع بين عبدالواحد والأمير بتاعه، لقد جذبت الحدوتة فى الاول، هنا نستطيع الانتشار، حين يكون العمل جيد سيتجاوز حدودك ويخرج للعالمية، لانه تم تقديمه بشكل متميز، فبالتالى يمكن تقديم القضية الفلسطينية بالعمل العمل الفنى الجيد سواء فى التأليف، الاخراج التمثيل الموسيقي، واستطيع ان  ابهر من خلالها الجمهور هذا هو رايي، ويعتبر اعظم مساهمة تستطيع الدراما توصيلها سواء التليفزيون او السينما او المسرح.

قصص مذهلة

وأوضح المؤلف عمرو سمير عاطف أولا أحب أن أؤكد أنها ليست القضية الفلسطينية، ولكنها قضية وجود إسرائيل نفسها، فأكبر مشكلة تهدد الدول العربية والإسلامية بشكل عام، فعم مجموعة من المجرمين، وأوروبا لم ترغب بهم «فابتلتنا بهم»، لذلك هم يحموهم، حتى لا يقوموا بالعودة مرة اخرى لأوروبا، لانهم أينما تواجدوا يفتعلون المشاكل والاضطرابات، فإسرائيل هى مصدر الارهاب الحقيقي، والجرم والظلم، وهى دولة عنصرية، متواجدة فى المنطقة لحماية المصالح الأجنبية ولابد من خلال الدراما أن يتم طرح المشكلة دراميا وجعلها حية فى أذهان الناس طوال الوقت.