بقلم واعظة

بيئة النصر

حنان محمود إبراهيم
حنان محمود إبراهيم

إن لنصر الله لعباده بيئة إيمانية يجب أن تتحقق فى النفوس والوجدان والسلوك ولعل أحداث غزة تضع كل واحد منا أمام العديد من التساؤلات التى إجابتها هى الفيصل فى وجود بيئة نصر الله لعباده من عدمها ومن هذه الأسئلة ما يلي:

هل مستوى أداء العبادات لكل واحد منا يؤهله لنصر الله له، ولو ضربنا لذلك مثلا نراه يوميًا رأى العين وهو حال مساجدنا وعدد المصلين خلف الإمام خلال اليوم ناهيكم عن عددهم فى صلاة الفجر! و هل مستوى الأخلاق فى شوارعنا وتعاملاتنا يؤهلنا لنصر الله لنا.وهل حال الشباب المسلم الآن يؤهله لنصر الله له! حيث إنه شباب ضائع بين غياب الهوية والتقليد الأعمى للغرب ..و هل حال التعليم فى أمتنا العربية يؤهلنا لبيئة النصر، بعدما أصبحت الحكومات تعانى من أجل إعادة الطالب لجدران المدرسة، وتدنت قيمة المعلم فى أعين طلابه، وأصبحت التكنولوجيا التى هى لغة العصر الآن تستخدم لهدم القيم واستقطاب الشباب نحو الجنس، أو العنف، أو الانتحار وكل هذا يعود بالخراب على الأوطان، فى حين أن الغرب الذى يصدر لنا هذه التكنولوجيا يوجه كل طاقاته لاختراعات تدمر أعداءه وفلسطين خير شاهد على هذا ولا عزاء للمغفلين.

هل تربى كل أم منا أبناءها على القيم الدينية وعلى تحمل المسؤولية، هل نهتم بتربية الأرواح كتربية الأبدان.

هل حال الأسرة المسلمة الآن يعتبر متماسكًا قويًا؛ لأنها نواة المجتمع وحائط الصد الأول ضد أى مخاطر داخلية أو خارجية، أم أنها أضعف وأوهن من بيت العنكبوت.

إن جميع تلك النقاط السابقة توصلنا لنقطة فاصلة وجوهرية لتحقيق بيئة النصر ألا وهى «التربية الإيمانية» التى يجتمع تحت مظلتها كل ما سبق، وعندما نصل لتلك المرحلة ساعتها فقط سيتحقق لنا نصر الله فهو وعد الله ولا يخلف الله وعده، وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمد:7)، وقال سبحانه: «وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِى الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ» «الحج: 40، 41». وقال سبحانه: «وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ» «الروم: 47».