مأساة غزة.. بالأسود والرمادي

مجموعة «قوس قزح رمادى»
مجموعة «قوس قزح رمادى»

■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب

الفنان هو المراقب فى صمت، وهو الحكم والضحية والجلاد أحيانًا، فالفن الحقيقي لا يقف أبدًا محايدًا أو عاجزًا إزاء ما يحدث أمامه، ولم يكن الفن يومًا مغيبًا عن الواقع، بل على العكس، هو ينفذ إلى جوهر الواقع، مهما كان مزيفًا أو حقيرًا.

■ مجموعة «قوس قزح رمادي»

للفن دوره وأهميته للمجتمع بل وللإنسانية فى تثبيت وتسجيل اللحظات والمشاعر الفارقة فى حياة البشر، وكذلك ضرورته للفنان نفسه للتعبير عن مشاعره وإبداء رأيه فى كل ما تقع عليه عينه من وقائع، يتفاعل معها ويعبِّر عنها بل ويعبِّر عن ضمير البشرية كلها بأسلوبه الخاص.

بالحبر الأسود أطلقت الفنانة التشكيلية إيمان خطاب، صرخة مدوية بريشتها تعاطفًا مع غزة، وقد عبّرت بمجموعة لوحات أطلقت عليها «قوس قزح  رمادى»، وهى تعبير فورى عمّا يحدث فى غزة من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، مع استخدام الأسلحة المحرمة دوليا التى تقتل الأطفال والنساء والشيوخ.

■ لوحة «المظلات»

◄ اقرأ أيضًا | بسبب أحداث غزة.. هاني شاكر يتضامن مع الشعب الفلسطيني بهذه الطريقة

وتقول إيمان: «أشعر فى هذه اللوحات بثقل عميق يغلف الواقع الإنسانى والاجتماعى من حولى، فاخترت فى لوحة «الغيوم السوداء» التعبير باللونين الأسود والرمادى وظلالهما، وكان الجو العام ملبدًا بالغيوم. أما فى لوحة «المظلات»، فكانت المظلة هى البطل حيث فضلت أن تكون لها أذرع مرتبطة بالأرض، كإشارة لمبدأ الأرض لأصحابها.

وفى لوحة أخرى حاولت إيمان التأكيد على تشعب وعمق جذور شجرة الزيتون لهذه الأرض وأصالتها فلا يمكن اجتثاثها من تربتها وأرضها مهما حاول الواهمون.

وتتميز لوحات إيمان بأنها تضم مساحات كبيرة من اللون الرمادى والأسود والخطوط الحادة، التى تعبر عن الأفكار والمشاعر المتضاربة تجاه ما يحدث فى غزة، فقد تحول العدوان إلى مأساة فى عيون الأطفال والأمهات، وأكفان صغيرة ملقاة على الأرض، مما أثار الفنانة لتسجيل بعض اللحظات القاسية فى لوحة بعنوان «يا تُرى هل الصرخات يمكن أن تُرى؟» المستوحاة من لوحة بيكاسو الشهيرة «جورنيكا» التى سجل فيها مأساة قرية جورنيكا فى إسبانيا.

■ عمق جذور شجرة الزيتون