امواج

شرارة المقاومة وقنابل إسرائيل

عبدالحميد عيسى
عبدالحميد عيسى

بطعم القتل تلقت إسرائيل طعنة موجعة ألمتها فى السابع من أكتوبر.ورغم الألم الذى أفقدها صوابها لم تعر اهتماما وانتباها حينما سمعت صوت هذه الطلقات المفاجئ الصادر من قطاع غزة على اعتبار أنها ألعاب نارية مصحوبة بشرار احتفاء بذكرى النصر، فلم تكن تعقل أو تتوقع أن يعود إليهم أكتوبر بعد خمسين عاما بهدية أخرى تحمل خمسين شرارة تذكرهم بيوبيل الهزيمة ..

فجأة أصاب الذعر إسرائيل حينما أفاقت على صوت انفجارات مدوية وصواريخ ليست بألعاب نارية ،حيث تحول « الشرار» إلى قنابل يدوية، تذكرت إسرائيل أن هذا أكتوبر المشئوم ،وأن هذا الشرار الحارق صنعته المقاومة فى» مفاعل» أسفل بير السلم فى غزة حيث تخصيب المادة الفعالة التى تصيب الإسرائيليين دون غيرهم ،فمكوناتها من مادة» أكتوبرموتوف» جعلت إسرائيل كالفيل الذى سكنت داخل أذنه النملة- ورغم عدم توغلها فقد أصابته بالجنون. فلم تصدر من إسرائيل إلا النظرات المذعورة يمينا ويسارا ربما تجد قوارب مطاطية برمائية ،أو جسورا سريعة الجاهزية ،أو ربما جنودا تتحدث المصرية ، فالصدمة كانت قوية أصابتها بفيروس العشوائية، فظهرت قلوبهم الحجرية ،التى لم تجد أمامها سوى الأبرياء من الأطفال والنساء الذين أصبحوا شهداء عند ربهم يرزقون، لم تكتف إسرائيل بغطرستها بل استدعت الأصدقاء الذين عارضوا وقف إطلاق النار بأساطيلهم وبوارجهم الحربية التى وقفت فى البحر انتظارا لظهور أى نوع من النمل، ليستمر الدمار الذى لم يفرق بين بنايات أو مستشفيات ،لإجبار أهل غزة الصامدين على هجر الديار ،لكن مصر الكبيرة بشعبها وقيادتها جاء رفضها القاطع- على لسان زعيمها وقائدها الرئيس السيسي-»لا لتصفية القضية الفلسطينية ولا للتهجير القسرى لشعب فلسطين على حساب دول أخرى، وحتمية دخول المساعدات دون قيد أو شرط إلى أرضه وسنظل ندافع عن القضية الفلسطينية وحقهم فى دولة مستقلة تعيش فى أمان»، فكانت لطمة أخرى قوية على وجه اسرائيل التى ستظل تتلقى الصفعات الثقيلة من آلة البمب الخفيفة التى يحملها أصحاب الحق فى الأرض، رغم ما تحمله إسرائيل من أسلحة العصر الحديث المتطورة. لكن فى النهاية من المؤكد أن « النملة» ستتوغل أكثر وأكثر داخل أذن الفيل حتى تصل إلى « المخ» للقضاء عليه تماما، لتخرج النملة منتصرة فقد استطاعت أن تحطم الأسطورة وتغير الخريطة والشعار ليصبح» من الفيل إلى الفرار».