في ذكرى رحيله.. أبرز المعلومات عن علي باشا مبارك رائد النهضة العمرانية والتعليمية في مصر

صاحب البصمة الجلية لنهضة مصرالعمرانية
صاحب البصمة الجلية لنهضة مصرالعمرانية

رغم مرور 130عاما على وفاته، يظل على باشا مبارك،هو صاحب البصمة الجلية لنهضة مصرالعمرانية والتعلمية، حيث تعددت إسهاماته البارزة في ذلك المجال كما أنه مؤسس مدرسة دار العلوم آلتي تخرج فيها أعظم علماء اللغة العربية في العالم العربي و الإسلامي.

وتحل اليوم ذكرى رحيل علي باشا مبارك والذي ولد في العام 1824م بقرية برنبال الجديدة بمركز دكرنس بالدقهلية وتوفى عام 1893وفي السياق نرصد اهم محطات حياته والتي جاءت كالتالي:

دراسته:

في العام 1824 تلقى تعليمه الأساسى بكتّاب القرية وحفظ القرآن، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وأدى تفوقه في التعليم الابتدائى إلى اختياره للتعلم بمدرسة قصرالعينى التجهيزية،ثم انتقل للمدرسة التجهيزية في«أبوزعبل» لثلاث سنوات وفى عام 1839 اختير مع مجموعة من المتفوقين للالتحاق بمدرسة المهندسخانة في بولاق لخمس سنوات، ودرس الجبر والهندسة والطبيعة والكيمياء والمعادن والجيولوجيا والفلك، ومساحة الأراضى والطبوغرافيا، وتخرج في عام 1844 أول دفعته،

مشواره العملي:

في عهد عباس باشا بدأ على مبارك مشواره العملي كمعلم بمدرسة المدفعية بطرة، ثم رقي إلى وظيفة مراقب على امتحانات الهندسة بالأقاليم، كما تم تكليفه من قبل عباس الأول هو وشخصين آخرين بمشروع لتنظيم ديوان المدارس، فكلف مبارك بنظارة المدارس والعمل على تنفيذ المشروع والإشراف عليه، وبالفعل نفذ المشروع على أحسن وجه.

البعثة التعليمية في فرنسا:

اختير ضمن مجموعة من الطلاب النابهين للسفر إلى فرنسا في بعثة دراسية عام 1849م، 

وضمت هذه البعثة أربعة من أمراء بيت محمد علي: اثنين من أبنائه، واثنين من أحفاده، أحدهما كان إسماعيل بك إبراهيم، الذي صار بعد ذلك الخديوي إسماعيل، ولذا عرفت هذه البعثة باسم بعثة الأنجال، واستطاع بجِدّه ومثابرته أن يتعلم الفرنسية حتى أتقنها، و كان مع إثنين من زملائه من المتفوقين ولم يكن له سابقة بها قبل ذلك، وبعد أن قضى ثلاث سنوات في المدفعية والهندسة الحربية، وكان معلمه في الحربية هو محمود مليجى وظل بها عامين، التحق بعدهما بالجيش الفرنسي في فرنسا للتدريب ولم تطل مدة التحاقه؛ إذ صدرت الأوامر من عباس الأول الذي تولى الحكم بعودة علي مبارك.

ولاية الخديوي إسماعيل:

عقب تولى الخديوي إسماعيل الحكم في 18 يناير 1863 وكان قد زامل علي مبارك في بعثة الأنجال, فاستدعاه فور جلوسه على عرش البلاد، وألحقه بحاشيته،

 ليعهد إليه قيادة مشروعه المعماري العمراني، بإعادة تنظيم القاهرة على نمط حديث: بشق الشوارع الواسعة، وإنشاء الميادين، وإقامة المباني والعمائر العثمانية الجديدة، وإمداد القاهرة بالمياه وإضاءتها بالغاز، ولا يزال هذا التخطيط باقيًا حتى الآن في وسط القاهرة، شاهدا على براعة علي مبارك وحسن تخطيطه. أسند إليه إلى جانب ذلك نظارة القناطر الخيرية ليحل مشكلاتها، فنجح في ذلك وتدفقت المياه إلى فرع النيل الشرقي لتحيي أرضه وزراعاته، فكافأه الخديوي ومنحه 300 فدان، ثم عهد الخديوي إليه بتمثيل مصر في النزاع الذي اشتعل بين الحكومة المصرية وشركة قناة السويس فنجح في فض النزاع؛ الأمر الذي استحق عليه أن يُكّرم من العاهلين: المصري والفرنسي فعهد اليه بنظارة

المدارس، مع بقائه ناظرًا على القناطر الخيرية وفي أثناء ذلك أصدر لائحة لإصلاح التعليم عُرفت بلائحة رجب ام1868م 

ثم ضم إليه الخديوي ديوان الأشغال العمومية، وإدارة السكك الحديدية ونظارة عموم الأوقاف والإشراف على الاحتفال بافتتاح قناة السويس. ومع ظهور الوزارات كمؤسسات هامة في حكم البلاد سنة 1878 تولى علي مبارك ثلاث وزارات: اثنتين منها بالأصالة، هما الأوقاف والمعارف، والثالثة هي الأشغال العمومية

اقترن اسم علي مبارك في تاريخ مصر الحديث بالجانب العملي للنهضة والعمران، وتعددت إسهاماته فيها على نحو يثير الإعجاب والتقدير، وكان له في كل عمل يوكل إليه أثر بارز، وبصمة واضحة، لا تقيد خطاه قلة المال، ولا ضعف الإمكانات، يستعيض عنهما بالدراسة المتأنية، والنظر الممعن.

مدرسة دار العلوم:

ومن آجل وأعظم أعمال على مبارك هو إنشائه لمدرسة دار العلوم التي أسسها سنة 1872، وكان الغرض الأصلي من إنشائها تخريج أساتذة للغة العربية والآداب للمدارس الابتدائية، كما أسس دار الكتب سنة 1870، كما قام بإنشاء مجلة "روضة المدارس" على نفقة وزارة المعارف.

وهي في الوقت الحالية كلية دار العلوم بجامعة القاهرة كما أن لها فروع في جامعات أخرى في مصر و تتخصص في علوم اللغة العربية 

مؤلفاته:

ترك «مبارك» العديد من المؤلفات المهمة منها موسوعة الخطط التوفيقية، والتى تتألف من 20 جزءًا، وكتاب تنوير الإفهام فى تغذى الأجسام، والذى طبع سنة 1872، ونخبة الفكر فى تدبير نيل مصر، وكتاب علم الدين، وهى موسوعة أحكام صدرت فى 4 مجلدات، غير عدد من الكتب المدرسية.

الوفاة

كانت نظارة المعارف في وزارة رياض باشا آخر مناصب علي مبارك فلما استقالت سنة 1891م

 لزم بيته، ثم سافر إلى بلده لإدارة أملاكه، حتى مرض، فرجع إلى القاهرة للعلاج، فاشتد عليه المرض حتى وافته المنية في 14 نوفمبر 1893م