«اللد».. مذبحة عصابات الصهيوينية بحق أصحاب الأرض

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مجازر الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وضد الشعب الفلسطيني لم تتوقف منذ قيام الكيان الصهيوني؛ ويمتد بعضها أيضا إلى ما قبل الإنشاء عندما كانت العصابات الصهيونية ترتكب أبشع المجازر بحق سكان الأرض الأصليين من العرب.

وتستعرض بوابة أخبار اليوم من خلال التقرير الآتي واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في مدينة اللد التي تقع اليوم في اللواء الأوسط الإسرائيلي على بعد 38 كيلو متر شمال غرب مدينة القدس.

اللد أكبر المدن الفلسطينية

واللد هي واحد من أكبر المدن الفلسطينية، التي كانت تقع في الجنوب الشرقي لمدينة يافا وفي الشمال الشرقي من مدينة الرملة، وكانت تتميز بوجود خط سكة حديد ومحطة قطارات تعد الأهم بعد محطة حيفا.

 


وتوسعت اللد في عهد الانتداب البريطاني نتيجة مرور سكة حديد القنطرة - حيفا، وزادت أهمية عقب إنشاء مطار اللد الدولي بها.

اقترن اسم اللد بمدينة الرملة، فهما توأمان، تقعان في وسط فلسطين تقريباً، ويفصل بينهما 3 كم فقط.



أصبحت اللد مدينة مكتظة بالسكان، عندما هاجر إليها سكان مدينة يافا التي وقعت في يد العصابات الصهيونية ما بين أواخر أبريل ومايو 1948.

وقائع المجزرة

شنت الطائرات غارات مكثفة على أهالي مدينة اللد والرملة أثناء تناولهم طعام الإفطار في شهر رمضان، ما أدى لقتل وجرح العشرات، مما أسفر عن اكتظاظ مستشفى المدينة بالجرحى.
في صباح يوم المجزرة، ألقت الطائرات منشورات دعت الأهالي إلى التسليم ومغادرة المدينة قبل أن تسقط على رؤوسهم.

وفي المساء استطاعت عصابات الكوماندوز والبالماخ الصهيونية من دخول المدينة بقيادة موشيه ديان، واقتحمت المدينة تحت وابل من قذائف المدفعية الثقيلة والطيران الحربي، وتم ذلك بعد محاولتان فشلت فيهم العصابات الصهيونية من دخول المدينة بسبب مقاومة الأهلي.

وبعد دخول المدينة أصدرت الأوامر بإطلاق الرصاص االحي على أي شخص يُشاهد في الشارع، وفي غضون ساعات أخمدت النيران الصهيونية بكل وحشية أي مقاومة من سكان المدينة، وباتت الجثث تتناثر في شوارع المدينة كأنها أوراق شجر.

وذكر أحد المراسلين حسبما أفادت الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية أن جثث الرجال والنساء والأطفال تراكمت في شوارع المدينة وبقيت في العراء تحت الشمس أكثر من 10 أيام.

وفي 10 يوليو 1948م، حيث عيّن بن جوريون يغال ألون، قائدًا للهجوم على مدينتي اللد والرملة، وإسحاق رابين نائبًا له، وأمر بن جوريون بقصف المدينة جوًا، وهي المرة الأولى التي يتم مهاجمة بهذا الشكل، حسبما أفادت الوكالة الفلسطينية.

وبعد سيطرة العصابات الصهيونية على المدينة فرضوا حظر تجوال، ثم احتجزوا عشرات المدنيين ودعوا السكان من الرجال إلى التجمع في الجامع الكبير وفي جامع دهمش وفي الكنائس.

ثم أحرقوا كل من احتموا بمسجد دهمش، واستشهد 400 شخصًا من 400 من الشيوخ والنساء والأطفال المحتمين داخل المسجد.

رحلة الموت 

لم تنهى مأساة سكان اللد عند هذه النقطة، فقد قائد عصابات البالماج الصهيونية ديفيد بن جوريون بطرد كل سكان المدينة دون الالتفات إلى سنهم.

وقال المؤرخ بني موريس، أن ديفيد بن جوريون عندما سأله القائد يجال آلون عن مصير الباقي من سكان المدينة قال "أطردوهم"، وبناءًا عليه وقع أمر عسكري ينص على " يجب طرد سكان اللد بسرعة دون الالتفات إلى السن".

وفي صباح يوم 14 من يوليو 1948 أجبر سكان مدينة اللد البالغ عددهم ما يقرب من 70 ألفًا على الخروج من المدينة في غضون نصف ساعة، والمشي في طريق شديد الصعوبة متجهين إلى مدينة رام الله.

وفي طريق وعر شديد الحرارة بدأ الفلسطينيون من سكان مدينة اللد طريق الموت إلى رام الله، وفي الطريق كان الطيران الصهيوني حليفهم يحلق فوق رؤوسهم على علو منخفض لإرغامهم على الرحيل وعدم العودة، وبين الحين والآخر تسمع أصوات طلقات تحذيرية.
هذا بخلاف ما عانوه من عطش وجفاف وتعب فمات الكثير منهم في رحلة الموت والتهجير.