فيض الخاطر

شىء كبير يا عمرى..

حمدى رزق
حمدى رزق

كلما حطوا على صلاح، ولاموه، وسلقوه بألسنة حداد، وهمسوا بقرب نهايته كرويا، ومسخوا فى الكلام، يسجل الفرعون المصرى «محمد صلاح»، ويواصل التألق، ويثبت مجددًا أحقيته فى ارتقاء منصات التتويج ..


توج صلاح بجائزة (لاعب شهر أكتوبر) فى الدورى الإنجليزى الممتاز للمرة الخامسة، وعلى بعد خطوتين (شهرين)، ليتصدر قائمة الأكثر فوزا بـ «لاعب الشهر» فى تاريخ الدورى العريق..


خبر مفرح، صلاح حالة فرح، لم يتبق لصلاح سوى الفوز بالكرة الذهبية، هرمنا حتى نرى هذه اللحظة الباهرة، ومنى عينينا ارتقاء صلاح منصة التتويج الذهبية، يتوج ملكا على عرش الساحرة المستديرة.


وإن لم يفز بها لأسباب (ليست فى مكنته)، يكفيه فوزه بحب المصريين إلا الحاقدين الذين كشفوا عن وجوههم القبيحة فى هذه الأيام الكئيبة.
الطيبون فى صعيد مصر، والبسطاء فى قرى بحرى والنجوع، والفلاحون فى الغيطان، ينتظرون طلته كل مباراة، يضبطون مواعيدهم على ماتشات صلاح، وينتظرون ابتسامته وسجدته بعد كل هدف.


من يحبه ربه يحبب فيه خلقه، وخلق كثير يحبون صلاح، لله فى لله، ثقة فى موهبته، وعطفا على طموحه، ومكافأة على جهده وتعبه وعمله الطيب، وبالدعاء الذى يجلب التوفيق تأتيه الجوائز تباعا، من حظه وسعده ونصيبه، من يمنح الناس بعض السعادة له من السعادة نصيب.
الألقاب والجوائز التى تنهال على صلاح، لم تأت من فراغ، وليست محض صدفة، الجوائز العالمية تخضع لمعايير ومقاييس محكومة بقواعد حاكمة، تخلو من الشبهات والمجاملات، ولو كانت هناك شبهة مجاملات لذهبت إلى غيره، التتويجات العالمية لا يتحصل عليها إلا ذوو المواصفات الخاصة، صلاح استثنائى!!
صلاح نضج تماما، ينضح بالثقة، بعيدا تماما عن الغرور، والخبرة نضجا خلوا من الطفولية التى تهيمن على عقول موهومة لحستها الشهرة والفلوس.
أبو مكة لاعب كبير، ودماغه ثقيل، وفاهم وواع ومدرك لمكانته الكروية، وواثق من قدراته، ومخطط لخطواته المستقبلية بدقة.. واثق الخطوة يمشى ملكا.
أنا بحب صلاح (ومثلى كثير)، أحيانا أتخيله ابنى الصغير، وعندما يركض بالكرة أركض وراءه، تتقطع أنفاسى وأنا أهش عنه المدافعين ليتمكن من التسجيل، وأقف مغتبطا أهتف مع «عصام الشوالي»: «صلاح .. صلاح .. شىء كبير ياعمرى..».