«بِلادٌ أفسدَتْ فِينا السُّرُورَ» قصيدة للشاعر الدكتور إيهاب عبد السلام

الشاعر الدكتور إيهاب عبد السلام
الشاعر الدكتور إيهاب عبد السلام

بِلادٌ

أفسدَتْ فِينا السُّرُورَا

كَأُنثَى

لَا تُبَادِلُكَ الشُّعُورَا

 

يُسَارِعُ لَيْلُهَا

شَوْقًا إلينَا

وَيَهْرُبُ صُبْحُهَا مِنَّا

نُفُورَا

 

تُقَدِّمُ مُرَّهَا

كَأسًا دِهَاقًا

ويَجْرِي شَهْدُها

عَذْبًا نَمِيرَا

 

كَأنَّ شَهَادَةَ الميلادِ

فِيهَامُزَوَّرَةٌ

فَتَرْجُو أنْ نَغُورَا

 

كَأنَّا

حِينَ نُنْشِدُهَا «بِلَادِي»

تَعُدُّ نَشِيدَنَا

كَذِبًا وَزُورَا

 

وَكَانَ لِحِضْنِهَا دِفْءٌ

فَأضْحَىقُيُوظًا

أوْ صَقِيعًا زَمْهَرِيرَا

 

نُغَادِرُهَا

فَتَقْتُلُنَا اشْتِيَاقًا

وَنَسْكُنُهَا

فَتَقْتُلُنَا ثُبُورَا

 

تُقِيمُ عَلَى السَّعَادَةِ

ألْفَ بَابٍمُغَلَّقَةٍ

وَتَمْنَعُنَا المُرُورَا

 

تَعُدُّ اللَّيلَ

مؤتِمرًا علَيهَا

إذَا لم يَحْجُبِ القَمَرَ المنيرَا

تُفَتِّشُ في جُيُوبِ اللَّيلِ

حَتَّىتُجَرِّدَه

وتَعْتَقِلَ البُدُورَا

 

وتَمْنَحُنَا شَقَاءً

دَائِرِيًّا

فَكَيْفَ

نَجُوزُ هَمًّا مُسْتَدِيرَا

 

وَكَانَ نَسِيمُهَا

طِفْلًا

وَدِيعًا

يُقَبِّلُ فِي خَمَائِلِهَا

الزُّهُورَا

وَحِينَ يَمُرُّ طَيْرٌ

في سَمَاهَا

تُكَبِّلُهُ المَحَبَّةُ

أنْ يَطِيرَا

 

فَكيفَ تَحَوَّلَ التَّحْنَانُ

عَصْفًا

يُمِيتُ الوَرْدَ

يَقْتَلِعُ الجُذُورَا

 

وَصَارَ الطَّيْرُ

يُسْرِعُ في رُبَاهَا

لِيَجْتَنِبَ الشَّرَارَ المُسْتَطِيرَا

 

بَلَادٌ

لَمْ يَعُدْ فِيهَا مَكَانٌ

لِمِغْزَلِ شَاعَرٍ

نَسَجَ الحَرِيرَا

 

يُكَتِّمُ قَيْسُهَا

حُبًّا لِلَيْلَى

وَيَسْتَدْعِي الفَرَزْدَقَ

أوْ جَرِيرَا

 

بِلَادٌ

كَمْ تُعِذِّبُ عَاشِقِيهَا

وَتَتْبَعُهُمْ

إذَا دَخَلُوا القُبُورَا

تُخَيِّبُ ظَنَّ مَنْ نَذَرُوا

هَوَاهَا

وَتَسْتَوْفِي المَحَبَّةَ

وَالنُّذُورَا