من الأعماق

هل يُحاكم نتنياهو كمجرم حرب؟!

جمال حسين
جمال حسين

حرب إبادة جماعيَّة تلك التى تُنفِّذها إسرائيل بمباركة أمريكا وتابعيها ضد أهالى غزَّة، بينما يكتفى العالم بمشاهدتها على الهواء مباشرةً!!.. جرائم حرب مُكتملة الأركان ارتكبتها إسرائيل على مرأى ومسمع من جميع المنظمات التى صدَّعتنا ليل نهار بالدفاع عن حقوق الإنسان دون أن يُحرِّك لها ذلك ساكنًا، وكأن أهالى فلسطين ليسوا من بنى الإنسان!!

تناسى زعماء العالم أن المجازر التى استهدفت الأطفال والنساء ستظل وصمة عارٍ فى جبينهم وجبين الإنسانيَّة ولن تسقط بالتقادم!!..

إنه لمن العار أن تُسقط الطائرات الإسرائيليَّة ٢٥ ألف طن من المُتفجرات والصواريخ فوق رؤوس المدنيين، الذين احتموا بالمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والمنازل، وتحوِّل أجسادهم إلى أشلاءٍ فى مجازر وحشية لم تهتز لها قلوب الرئيس الأمريكى بايدن وتابعيه رؤساء إنجلتر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، الذين أبكتهم صورًا مُزيَّفة فبركتها إسرائيل عن قطع حماس للرؤوس.

بينما لم تُحرِّك مشاعرهم مشاهد تفجير جماجم الأطفال والرُضَّع والنساء، ودفن الآلاف أحياءً وهم نيام!!.. للأسف باركوا المجازر التى ترتكبها إسرائيل ليل نهار، ولم تقشعر أبدانهم السميكة من مشاهد قصف مستشفيات المعمدانى وجباليا ودار الشفاء، ومشاهد قصف موكب سيارات الإسعاف أثناء نقل المصابين إلى المستشفيات.

لك الله يا غزَّة.. الموتى فوق الأرض وتحت الأرض، والأحياء يموتون قهرًا وجوعًا وعطشًا.. والمستشفيات أصبحت خارج الخدمة، والمنازل تحوَّلت إلى مقابر جماعيَّة.

الإحصائيات مُفزعة، والأرقام كاشفة؛ فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينيَّة أن عدد الشهداء، خلال شهر، بلغ ٩٥٠٠ شهيد، بينهم ٣٨٢٦ طفلًا، و٢٤٠٥ نساء، وعدد المُصابين أكثر من ٢٥ ألفًا، بينما لا يزال أكثر من ١٥٠٠ طفل و١٢٠٠ امرأة و١٣٠٠ رجل تحت الأنقاض يستحيل انتشالهم، مما يُهدِّد بكارثةٍ صحيَّةٍ وبيئيَّةٍ.

الحرب‭ ‬المجنونة‭ ‬تستعر‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬ويزداد‭ ‬جنونها‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬يومٍ دون أن تجد مَنْ يُوقفها،‬ والفلسطينيون يتعرَّضون للإبادة الجماعيَّة والتهجير القسرى والتطهير العرقى بلا هوادة.

إسرائيل كانت تُريدها حربًا لتصفية القضيَّة الفلسطينيَّة على حساب مصر، لكن شجاعة الرئيس السيسى أحبطت ذلك المُخطَّط المُسمى بصفقة القرن.. كما أن شعوب العالم أدركت الحقيقة التى زيَّفها بايدن وتابعوه، وعمَّت المظاهرات عواصم العالم تُطالب بوقف المجازر دون جدوى.

السؤال الذى يفرض نفسه الآن، أين المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة من جرائم الحرب التى يرتكبها نتنياهو؟ أليست هى مَنْ أصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسى بوتين، واتهمته بالتورُّط فى ترحيلٍ قسرىٍّ لأطفال أوكرانيا، بينما تغض البصر عمَّا يحدث لأطفال غزَّة؟ هل يُمكن أن يُحاكم نتنياهو ووزراء حكومته كمجرمى حرب كما حدث من قبل مع رؤساء يوغوسلافيا وليبيريا وبيرو وصربيا؟

ننتظر أن يُلاحق شُرفاء العالم قادة إسرائيل أمام المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة، ويُطالبون بمحاكمتهم كمجرمى حرب.

...وجاء أول الغيث على لسان السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربيَّة، بأن فلسطين تُجهِّز ملفًا بجرائم نتنياهو وقوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطينى فى غزَّة؛ لتقديمه لمحكمة العدل الدوليَّة. كما كشفت الأمم المتحدة عن البدء فى جمع أدلة حول ارتكاب إسرائيل جرائم حرب فى قطاع غزَّة؛ تمهيدًا لمحاكمة قادتها بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانيَّة بحِرمان أكثر من مليونى فلسطينى من الطعام والدواء والماء والكهرباء، والقصف العشوائى للمنازل الذى راح ضحيته الآلاف من الأبرياء، وقالت منظمة العفو الدوليَّة إنها وثَّقت هذه الجرائم وتعتبرها جرائم حرب.

إن ما يحدث فى غزَّة حرب إبادة جماعيَّة يُندى لها جبين البشريَّة.. فهل من مُغيث؟!!