عاجل

في ذكراه الـ106.. من هو آرثر بلفور صاحب الوعد المشؤوم؟

آرثر بلفور
آرثر بلفور

لا يزال اسم آرثر بلفور يُلعن في كل أرض فلسطينية تشهد على محتلٍ غاصبٍ للأرض انتهك الحق والعرض وأنقض على كل مقدرات شعبٍ، بعد أن منحه ذلك السياسي البريطاني وعدًا تحقق عنوةً في أرض فلسطين التاريخية.

وتحل الذكرى السادسة بعد المائة لوعد بلفور، والشعب الفلسطيني يعيش أيامًا عصيبة على إثر عدوان إسرائيلي غاشم يطال قطاع غزة ويمتد إلى الضفة الغربية، وقد أوقع من الشهداء الفلسطيننيين ما يُناهز الـ10 آلاف شهيد.

كل هذا كانت بداية شرارة بلفور بأن منح اليهود أرضًا لم يكن يومصا يستحقونها على طبق من فضة، ومنح به الضوء الأخضر للعصابات الصهيونية بأن ترتكب المجازر وتهجّر الفلسطينيين من ارضهم ووطنهم.

اقرأ أيضًا: وعد بلفور.. الفلسطينيون يتذكرونه على إيقاع أصوات الرصاص وضربات غارات المحتل

من هو آرثر بلفور؟ 

وُلد آرثر جيمس بلفور في 25 يوليو عام 1848، في مدينة ويتينيجهام الإنجليزية.

وبدأ مسيرته السياسية في سن صغيرة، وانتخب بلفور لأوّل مرة في البرلمان سنة 1874، وعمل وزيرًا أوّلًا لاسكتلندا عام 1887، ثم أول رئيس للخزانة من عام 1895- 1902.

وأصبح بلفور رئيسًا لوزراء بريطانيا من عام 1902- 1905، وهو أعلى منصب وصل له في حياته.

وخلال عام 1905، تعرّض بلفور لغضب شعبي قرب انتهاء حرب بوير، الخاصة بمكافحة التمرد التي وُصفت أساليبها بالوحشية، وجلب العمالة الصينية إلى جنوب أفريقيا (العبودية الصينية).

واضطر بلفور إلى الاستقالة من منصب رئيس الوزراء في ديسمبر 1905، وقد عانى حزبه "المحافظون" في الشهر التالي من هزيمة ساحقة في انتخابات عام 1906، حيث خسر بلفور نفسه مقعده في مجلس العموم البريطاني (البرلمان).

سرعان ما عاد إلى البرلمان واستمر في العمل زعيمًا للمعارضة طيلة الفترة التي شهدت أزمة الميزانية لعام 1909 وخسارته مرتان في انتخابات شعبية أُقيمت في عام 1910 وإقرار قانون البرلمان لعام 1911.

واستقال آرثر بلفور من منصب في قيادة حزب المحافظين في عام 1911.

وبعد خمس سنوات، عاد بلفور إلى الواجهة وشغل منصب وزير الخارجية في حكومة ديفيد لويد جورج، وذلك عام 1916 وحتى عام 1919، وهو المنصب الذي خلّد اسمه تاريخيًا ولو في صفحة سوداء في تاريخ وطن محتل اسمه فلسطين.

وفي 2 نوفمبر 1917، أصدر آرثر بلفور وعدًا مشؤومًا حمل تصريحًا مكتوبًا وجهه باسم الحكومة البريطانية إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد (1868-1937)، يتعهد فيه بإنشاء «وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين»، ليمنح بلفور، الذي لا يملك الأرض من الأساس هو أو وطنه، لمن لا يستحق، وهو الشعب اليهودي.

وخلال مسيرته السياسية، كان بلفور يعارض الهجرة اليهودية إلى شرق أوروبا خوفاً من انتقالها إلى بريطانيا، وكان يؤمن بأن الأفضل لبريطانيا أن تستغل هؤلاء اليهود في دعم بريطانيا من خارج أوروبا.

وتوفي آرثر بلفور في عام 1930 عن عمر يناهز الـ82 عامًا، تاركًا إرثًا سيئًا متمثلًا في وعد به ظل الشعب الفلسطيني يرزح تحت وطأة احتلال مغتصب لأرضه لـ75 عامًا قابلة للزيادة.