..عشت عمرك كله مستني ، ولسه بتكمل الباقي من عمرك وانت مستني.
مستني حاجات هتحصل .. ومستني حاجات تانية رغم انك عارف انها عمرها ما هتحصل .. بس برضه مستني.
من وانت جنين في بطن أمك وانت مستني لحظة الولادة .. ومستني أول رضعة من صدرها .. ومستني أول لحظة حزن في حياتك مع الفطام.
مستني تكبر وتدخل المدرسة .. مستني معاد الامتحان، ومستني النتيجة.
وبعدين هتستنى الوظيفة ، وبعد ما تلاقيها هتستني تلاقي بنت الحلال اللي هتكمل معاها مشوار حياتك.
وتفتكر بعد الجواز هتخرج من دوامة الانتظار ؟
الاجابة طبعا لأ.
هتستنى تخلف وتعيد ملحمة الانتظار من أول وجديد .. بس المرة دي مش هتستنى لوحدك.
هتستنى ولادك يكبروا وتستنى تفرح بنجاحهم وجوازهم وخلفتهم ، بس لما يحصل كل ده هتكتشف ان عمرك جري وانت لسه مستني.
مستني حلم صعب يتحول لحقيقة ، ومستني طموح كبير ما حققتوش، ومستني فرحة كبيرة اتأخرت عن معادها .
والسؤال هنا .. لحد امتى هتفضل مستني؟
مستني تموت من غير ما تعيش؟!
لو حسبت الوقت الضايع من عمرك في الانتظار هتلاقيه اكتر بكتير من الوقت اللي عشته واستمتعت فيه بكل اللي بتحبه.
ضاع من عمرك أد ايه وانت مستني في طابور الاسانسير، وضاع أد ايه وانت مستني دورك في الكشف عند دكتور ، وضاع أد إيه وانت متعطل في اشارة مرور؟
اطرح الوقت الضايع من عمرك هتلاقي نفسك لسه طفل عايز يعيش حياته اللي ماعاشهاش.
طفل عايز يلعب ويجري ويتنطط.
وهتلاقي نفسك لسه مراهق عايز يحب ويتحب.
مراهق عايز يعيش احاسيس الاشتياق وفرحة اللقاء.
هتلاقي نفسك لسه شاب بيجري ورا أحلامه وطموحاته.
هتلاقي نفسك راجل شايل مسئولية كل اللي حواليه.
راجل أد المسئولية بس عنده وقت يعيش ويستمتع بحياته.
لاتهدر عمرك في الانتظار .. اغتنم كل دقيقة في حياتك.
اشتغل واجري واسعى وعافر .. بس ما تنساش تفرح وتنبسط .
اوعى تسكتر على نفسك فرصة للسعادة.
ربنا خلقنا وخلق الكون كله من أجلنا ، وسخر لنا كل ما حولنا ليسعدنا .
ما خلقناش عشان نعبد غيره .. ما خلقناش عشان نعبد مال أو سلطة.
كفاية انتظار في الظل .. افرد جناحاتك وطير في السما وافتح شبابيك قلبك لنور الشمس .. خليها تدخل تبدد ظلام اليأس والاحباط والضعف.
مسكين من عاش حياته ويكتشف بعد فوات الاوان انه لم يعش أبدا.
ولا أجد كلمات اختم بها أفضل من كلمات جلال الدين الرومي " لاموت هناك أسوأ من الانتظار".