ننشر تفاصيل خطة "التربية والتعليم" لمواجهة ضعف القراءة والكتابة لطلاب رابعة ابتدائي

 وزارة التربية والتعليم
وزارة التربية والتعليم

تنشر "بوابة أخبار اليوم"، تفاصيل خطة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، لمواجهة ضعف القراءة والكتابة، حيث سيتم البدء الفورى في تطبيق خطة عمل عاجلة (قصيرة إلى متوسطة الأجل) وذلك بهدف تعزيز مهارات القراءة والكتابة لطلاب الصف الرابع الابتدائى بالنظام التعليمى الجديد.


وتأتي الخطة الخاصة بتحسين مهارات القراءة والكتابة بالتعاون مع البنك الدولى، بعد نتائج التقييم الوطنى والدولى للقرائية بعد جائحة كورونا والتى تكشف مواطن الضعف في القراءة والكتابة لدى الطلاب في المرحلة الابتدائية وتحديد بعض الفجوات التعليمية ورصد أسبابها ومظاهرها كبداية لوضع خارطة طريق لسد تلك الفجوات، وتحديد خطوات إجرائية للتعامل مع هذه المشكلة.

 

وأكد الدكتور أكرم حسن رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج، علي ضرورة تشكيل لجنة وطنية من الخبراء المعنيين مع الاستعانة بالخبرات الدولية في مجال التقييم ومعايير المسابقات الدولية، ودراسة التجارب المختلفة التي تم تقديمها في الورشة من خلال المؤسسات (وزارة التربية والتعليم – المراكز البحثية)، وكذا ما تم تقديمه من مؤسسات المجتمع المدني التي عرضت تجارب موثقة.

 

كما شدد "حسن، على ضرورة دراسة أدوات التقييم المختلفة القومية والدولية لتقييم المهارات الأساسية للغة العربية واختيار انسب الأدوات من حيث التطبيق والدقة والموثوقية، فضلا عن إعداد وتجريب أداة التقييم بالتعاون مع المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، بالإضافة إلى تدريب المعلمين على كيفية تطبيق البرنامج.

 

وأضاف أنه يجب إجراء اختبار مسحي لمهارات القراءة والكتابة لصفوف المرحلة الأولى من التعليم الأساسي بداية ونهاية العام الدراسي 2024-2025، بالإضافة إلى تطبيق البرامج التي يتم اختيارها من قبل اللجنة خلال العام الدراسي 2024-2025، بالإضافة إلى تحليل النتائج وتقدير مدى فاعلية البرامج والإجراءات التي تم تطبيقها.

 

وأكدت التقييمات أن ٣٠٪ من الأطفال في مصر دون المستوى في القراءة والكتابة، حيث أكد الدكتور أيدن كليركن منسق البنك الدولى أن النتائج الرئيسية لمصر في القراءة والرياضيات والعلوم، من خلال اختبارات PIRLS وTIMSS‏ وهما اثنتان من أكبر الدراسات في العالم حول التحصيل التعليمى، تقدم بيانات عالية الجودة وموثوقة.

 

من جهته ، أكد الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، بدء جهود الوزارة في تطوير المنظومة التعليمية، منذ عام ۲۰۱۸ بتطوير مناهج رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي ثم المضي في التطوير وصولاً إلى الصف السادس الابتدائي هذا العام، مشيرا إلى أن التعليم مسئولية تشاركية وتكاتفية.

 

وأشار الوزير إلى أنه كان من الضروري إجراء عملية تقييم لمعرفة مدى تحقق الأهداف المبتغاة من التطوير، ومعرفة المعوقات التي حالت دون تحقق هذه الأهداف على الوجه الأكمل، فكانت التقييمات الوطنية والدولية للقرائية بعد جائحة كورونا كاشفة لبعض مواطن الضعف في القراءة والكتابة لدى أبنائنا الطلاب في المرحلة الابتدائية وتحديد بعض الفجوات التعليمية ورصد أسبابها ومظاهرها كبداية لوضع خارطة طريق لسد تلك الفجوات، وتحديد خطوات إجرائية للتعامل مع هذه المشكلة.

 

وأشار الوزير إلى أن قمة التحول في التعليم كانت قد أصدرت نتائج حول الفاقد في التعليم على مستوى العالم، والذي يمثل ٧٠% من الدول ذات الدخل المتوسط، من الطلاب الذين لا يجيدون القراءة والكتابة.

 

وأضاف الوزير أن اللغة تمثل وعاء الفكر، وإذا لم يكن لدينا لغة لا نستطيع أن نفكر، قائلًا إن ضعف القراءة والكتابة هي أم الصعوبات فالقرائية تؤثر على فهم الطالب لبقية المواد التي يدرسها كما أنها تؤدي إلى التسرب من التعليم، وضعف ثقة الطالب بذاته، بالإضافة إلى ضعف علاقاته الاجتماعية.

 

وأكد الوزير أن الوزارة لديها مناهج جديدة مطورة على أعلى مستوى وهي مناهج مصرية بمعايير دولية، مشيرًا إلى أن المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي أعد دراسة قومية وكانت نتائجها أن ٣٠٪؜ من الأطفال في مصر دون المستوى في القراءة والكتابة.

 

وأشار الدكتور رضا حجازي إلى ضرورة الاهتمام بمشكلة ضعف القراءة والكتابة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وضرورة التحرك سريعا لعلاج هذه المشكلة، مضيفا أنها تنطلق من أهمية القراءة والكتابة في حياة المتعلم داخل المدرسة وخارجها، قائلا: "إن ضعف القراءة يؤثر على عملية التواصل الفعال للمتعلم مع محيطه الاجتماعي، ويؤثر كذلك على اتصاله بمصادر المعرفة قديمًا وحديثا، كما يؤثر في استمراره في عملية التعلم ، فبدونها لا يمكن للمتعلم استيعاب المواد الدراسية المختلفة، حيث يفقد حماسه لمتابعة عملية التعلم، وبالتالي يجد صعوبة بعد ذلك في مواجهة أعباء الحياة".

 

وتابع الوزير أن القراءة تساعد على تطوير الذات، وبناء ثقة الإنسان بنفسه وتعزيزها، كما أنها تساعده على اتخاذ القرارات المناسبة، والقيام بإجراءات أفضل فيما يتعلق بحياته ومستقبله.

 

وأكد الدكتور رضا حجازي أن مواجهة هذه المشكلة تتطلب تضافر كافة الجهود وتعاون الجميع والتزامهم المستدام، بدءًا من الأسرة، ومرورًا بالمدرسة، ووسائل الإعلام والمجتمع المدني ومجتمع الأعمال، وكافة الوزارات الأخرى، وكل المعنيين بالعملية التعليمية.

 

وأشار الوزير، إلى أن نجاح أي مشروع يقوم على الالتزام بخطة يتم من خلالها تشخيص الصعوبة ويقوم مدير المدرسة بتطبيقها في المدرسة بمساعدة الوزارة بعد إعطائه الأدوات والتدريب اللازم.

 

وأوضح أيدن كليركن أن Timss هو اختبار دولى يطبقه مركز «قياس»، بالتعاون مع المنظمات الدولية المشرفة عليه، في أكثر من ٦٠ دولة، لقياس اتجاهات تحصيل الطلبة في مادتى الرياضيات والعلوم، ودراسة أوجه الاختلاف بين النظم التربوية في تلك الدول، لتحسين عملية التعليم والتعلّم، وتُعقد كل ٦ سنوات، للحصول على بيانات شاملة عن المفاهيم والمواقف التي تعلمها الطلبة في المادتين، في الصفين الرابع الابتدائى والثانى الإعدادى، ومقارنة المؤثرات النسبية للتعليم والتعلم في الصفين، باختبار نفس الطلبة في الصف الرابع ثم اختبارهم بعد 4 سنوات وهم في الصف الثانى الإعدادى.

 

وأضاف أن Pirls هي دراسة التقدم الدولى في القراءة، وتمثل دراسة دولية تعقد كل 5 سنوات، تتضمن اختبارا يقيس تراكم مهارات القراءة المكتسبة لطلبة الصف الرابع في المدارس الحكومية والخاصة ولغة التدريس ومقارنتها بقدرات أقرانهم في الدول الأخرى المشاركة في هذه الدراسة.

 

وأشار «أيدن» إلى أن مصر شاركت في تلك الاختبارات في القراءة pirls، والتى تمت خلال السنوات من ٢٠١٦ إلى ٢٠٢١، وقد حصل نصف الطلاب على قياس أقل من منخفض من الأطفال بعمر 10 سنوات الذين لا يستطيعون قراءة وفهم قصة بسيطة، «فقر التعلم (مهارات القراءة)»، بينما حصل ربع الطلاب على قياس منخفض، وحصلت فئة قليلة على المستوى المتقدم، أما بالنسبة لاختبارات Timss للطلاب حتى ١٤ عامًا تعد مصر في المستوى المتوسط.

 

وأضاف أيدن أن جائحة «كوفيد-19» أثرت بالسلب على جميع دول العالم وتم إغلاق المدارس (بفترات متفاوتة عبر الدول) وكان التعلم عن بعد، حيث تحول التعلم الورقى إلى التعلم الرقمى، وقد شهدت مصر طفرة خلال تلك الفترة في التعليم، مشيرًا إلى أن مهارة القراءة أمر بالغ الأهمية للتعلم على نطاق أوسع لتعلم باقى العلوم كالرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية، مؤكدًا على أن الطلاب المصريين يسيرون في الاتجاه الصحيح، حيث أظهر طلاب الصف الرابع زيادة كبيرة في مهارات القراءة، على الرغم من جائحة كوفيد، وتحسن طلاب الصف الثانى الإعدادى في كل من الرياضيات والعلوم ولكن لا يزال من الممكن تحسين المعايير بشكل كبير.

 

ومن جهته، استعرض الدكتور رمضان محمد رمضان مساعد الوزير للامتحانات والتقويم التربوي الدراسة الأساسية للتقييم الوطني – إبريل 2023، مشيرا إلى أن "الغرض الرئيسى من برنامج التقييم الوطني (G4NAMA)"، والذي يتم وضعه علي نظام مؤسسي، قائم على المنهج العلمي لجمع أدلة دقيقة وموثقة بشكل دوري منتظم، لمراقبة التقدم في تعلم التلاميذ اللغة العربية والرياضيات بنهاية الصف الرابع الابتدائي، ولتقييم تأثير المناهج المطورة في إطار مشروع تطوير التعليم (2.0 EDU).

 

وأكد الدكتور رمضان أن هذا البرنامج استهدف تقييم خمسة نواتج تعلم أساسية مشتقة من تحليل إطار منهج الصف الرابع الابتدائي في اللغة العربيّة وتتضمن (الاستماع، والمفردات، والقراءة الأدبية، والقراءة المعلوماتية، والكتابة).

 

كما أشار إلى أنه تم تقييم أربعة نواتج تعلم مشتقة من إطار منهج الصف الرابع الابتدائي في الرياضيات كما يلي: (المفاهيم والإجراءات الرياضية، حل المشكلات الرياضية، والتواصل الرياضي ونواتج تعلم اللغة العربية).

 

كما استعرض الدكتور رمضان محمد رمضان نواتج تعلم الرياضيات (المفاهيم والإجراءات الرياضية) والتى تقيس قدرة المتعلم على شرح وتطبيق المفاهيم الرياضية وتنفيذ الإجراءات الرياضية، وحل المشكلات الرياضية، بالإضافة إلى التواصل الرياضى، والنمذجة الرياضية.

 

وأضاف الدكتور رمضان أنه تم إجراء الدراسة على عينة قوامها (١٢٣١٤) تلميذا يمثلون (٢٤٥) مدرسة، وتم عمل استبيانات تضمن (اختبار اللغة العربية، واختبار الرياضيات، واستبيان التلميذ، واستبيان المعلم، واستبيان مدير المدرسة)، مؤكدا أن الغرض الأساسي من تطبيق الاستبيانات هو جمع بيانات عن السياق التعليمي في كل من المحاور التالية: (طرق التدريس وأنشطة التعلم، وأساليب التقييم والمتابعة، وإدارة الصف، وبيئة التعلم ومصادره).

 

وأوضح أنه تم تحديد أربعة مستويات معيارية متدرجة؛ لتصف الأداء المتوقع من التلاميذ الذين أتموا دراسة منهج الصف الرابع الابتدائي في اللغة العربية والرياضيات عند كل مستوى من مستويات التحصيل، وهي: (متقدم، كفء، مبتدئ، أقل من مستوى الصف)، لافتا إلى أنه تم تحديد الدرجة الحدية التي تفصل بين كل مستوى معياري للأداء، والمستوى الأدنى منه، ليتم تقييم الأداء في ضوئها.

 

كما استعرض الدكتور رمضان محمد رمضان الدراسة الأساسية للتقييم الوطني – إبريل 2023، موضحا أنه بلغت عينة الدراسة الأساسية (12,875) من بين التلاميذ الذين درسوا ما لا يقل عن 85 من مقرري اللغة العربية والرياضيات في المنهج المطور للصف الرابع، كما طبقت الاستبيانات على عدد (780) معلمًا ومعلمة ممن درسوا اللغة العربية والرياضيات لهؤلاء التلاميذ في الصف الرابع، وعدد (247) مديرا أو شيخ معهد أو من يقوم بعملهم في المدارس التي شملتها عينة التطبيق الأساسي وعددها (247) مدرسة ومعهدًا أزهريا، وهي نفس المدارس والمعاهد التي طبق فيها دراسة خط الأساس، وتم استخدم عدد أربع صور اختبارية في اللغة العربية، وأربع صور اختبارية في الرياضيات.

 

من ناحيتها ، استعرضت الدكتورة هانم أحمد متخصص تعليم بالمنظمة، برنامج تعويض الفاقد التعليمي للصفوف الابتدائية (القرائية العربية والرياضيات).

وأوضحت أن التقدم المحرز في الحد من "فقر التعلم" بطيء للغاية في تلبية تطلعات أهداف التنمية المستدامة، وبمعدل التحسن الحالي، حتى عام 2030، سيظل حوالي 43 % من الأطفال يعانون من فقر التعلم.

 

واستعرضت الدكتورة هانم أحمد أهداف برنامج تعويض الفاقد التعليمي في القرائية العربية والرياضيات وهي تحديد نتائج التعلم الرئيسية للمرحلة الابتدائية في مهارات القراءة والكتابة والرياضيات (من الصف الاول وحتي الخامس)، وتحديد المجالات الرئيسية التي حدث فيها الفقدان في التعليم من خلال قياس الفقد التعليمي، وتصميم برنامج تعويض الفاقد التعليمي في مجالي القراءة والكتابة والرياضيات، وتوفير التطوير والتدريب المهني للمعلمين الذي يركز على استخدام بيانات الطلاب للقيام بتدخلات فورية لوقف وتعويض الفاقد التعليمي والتنفيذ الكامل للبرنامج في جميع المدارس المستهدفة، مشيرة إلى أنه تم إجراء التقييم القبلي/البعدي مع 6000 طالب في المرحلة الابتدائية من الصف الثاني إلى الصف السادس من أجل استكشاف نتائج البرنامج، بمحافظات الجيزة، القليوبية، الشرقية، الاسكندرية، دمياط، أسيوط.

 

وأوضحت أن النتائج العامة أظهرت فروقا ذات دلالة إحصائية في أداء الطلاب حسب جنس الطالب والمحافظة ونوع المدرسة التابع لها في التقييمات المختلفة.

واستعرضت الدكتورة هانم أحمد التوصيات التي تضمنت تسهيل الوصول إلى المواد من خلال طباعة دليل البرنامج وتوزيعه على المعلمين، واستكمال مشاركته أيضا من خلال أجهزة USB، أو التحميل على منصة بوابة التعلم الخاصة بيونيسف أو أي منصة متاحة، ودمج التوجيه والتدريب طوال فترة تنفيذ البرنامج، بالإضافة إلى التدريب التطويري المهني للمعلمين.

 

وفى كلمتها، أعربت الدكتورة سهير السكرى رئيس المؤسسة السكرية لتنمية ذكاء الأطفال بمصر عن سعادتها بهذه الورشة، مشيرة إلى احتضان المؤسسة لبعض الأطفال من سن ٤ إلى ٦ سنوات لتنفيذ منهج 'الكتاب المعاصر" لتعليمهم اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والصينية كلغة المستقبل، فضلا عن اللغة الهيروغليفية.

 

ومن جهتها، استعرضت الدكتورة نشوي الحوفي الكاتبة ومدير إدارة النشر الثقافي بدار نهضة مصر "الهوية وعلاقتها باللغة وتطورها واستمرارها"، موضحة أن تعريف اللغة هى أداة التفاهم، وإكتساب المعرفة، وإنماء الفكر، وعن طريقها يتواصل أفراد المجتمع الواحد ويزداد تماسكهم وقدرتهم على الابداع، مشيرة إلى أن اللغة مؤسسة اجتماعية تختلف باختلاف الشعوب، وتحمل وظيفة أساسية هي الاتصال، ليكون التعبير عن الأفكار والرغبات والعواطف بين المجموعة التي تتحدث بها، وهي توثيق للإنجاز في الحضارات القديمة وتفاصيل صعودها ونموها واضمحلالها.

 

وأشارت الدكتورة نشوي الحوفي إلى أن العلاج هو تبني سياسة لغوية تنظر إلى اللغة الوطنية الرسمية على أنها مسألة هوية وخصوصية وسيادة وحضارة وتاريخ مرتبطة بالتنمية الشاملة للوطن والأمة، والاهتمام بمسابقات اللغة العربية ووضعها في قائمة أولويات العمل الثقافي المدعوم من النخبة الثقافية.