عاجل

من الأعماق

حقا ..إنها لحظة الحقيقة

جمال حسين
جمال حسين

«غزة تتكبد وابلا غير مسبوق من المآسي وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم ..إنها لحظة الحقيقة والتاريخ سيحكم علينا .. النظام الإنساني في غزة يواجه انهيارا كاملا، مع عواقب لا يمكن تصورها على أكثر من مليوني مدني .. هجمات المقاومة الفلسطينية لم تحدث من فراغ بل جاءت لأن الشعب الفلسطيني يتعرض للاحتلال الخانق منذ ٥٦ عاما».

بهذه الكلمات النارية تحدث أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بعد ان تأكد بنفسه أن ما ترتكبه إسرائيل بدعم امريكي اوروبي لا يرقى فقط لجرائم الحرب لكنه إبادة جماعية لشعب بأكمله.. اراد جوتيريش ان يستصرخ ما تبقى من ضمير العالم عندما وقف أمام معبر رفح قائلا أن بضعة امتار قليلة تفصله عن واحدة من أبشع مآسى ومجازر العصر الحديث مطالبا بالسعي لإنهاء العدوان الغادر على غزة.

.. هذه التصريحات الجريئة والخطيرة فتحت ابواب جهنم على جوتيريش الذي يتعرض هذه الايام لموجة عارمة من الهجوم والغضب والسخط من جانب اسرائيل وحلفائها .. فقد

سخر منه ايلي كوهين وزير الخارجية الإسرائيلى بحدّة قائلا: سيدى الأمين العام، فى أى عالم انت تعيش ؟!!

انت لست مؤهلاً لقيادة الأمم المتحدة وادعوك إلى الاستقالة فورا!!

وبعد فضائح « حق الفيتو « بمجلس الامن انحازت ١٢٠ دولة من الدول الاعضاء بالجمعية العامة الى الحق وطالبوا الامم المتحدة المسئولة عن اقرار السلم والامن الدوليين بالاضطلاع بمسئوليتها وان توقف هذا العدوان الاسرائيلي الوحشي على الاطفال والنساء والعجائز.

فهذا مندوب مصر بالامم المتحدة يقول للعالم : طفح الكيل على ما يجري لأهل فلسطين من قتل وحصار وتجويع ..وهذا مندوب روسيا يرفض أى إجراء أو قرار لتهجير المدنيين.

وهذا وزير خارجية تركيا يقول ان الإنسانية جمعاء تقف عند مفترق طرق في «غزة»، إما حربا عالمية وإما سلاما كبيرا.

وهذا مندوب فلسطين يطالب بوضع إسرائيل وجيشها العدواني ضمن «قائمة العار» للأمم المتحدة المتعلقة بانتهاك حقوق الأطفال ..

وبعد جلسة مطولة جاء الانصاف لفلسطين اخيرا من الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم ١٩٣ دولة بعد فشل مجلس الامن الدولي ٤ مرات في إصدار قرار بشأن وقف اطلاق النار بسبب الفيتو اللعين الامر الذي دعا المجموعة العربية الى اللجوء الى الجمعية العامة لوقف إطلاق النار ايمانا منهم ان قرارات الجمعية العامة تتمتع بثقل سياسي كبير رغم انها غير ملزمة مثل قرارات مجلس الأمن الا انه يمكن البناء عليها بحملة دبلوماسية للضغط على إسرائيل ومن يعطونها الضوء الأخضر لوقف عدوانها الجنوني الغاشم على غزة.

كانت جلسة عاصفة وافقت خلالها الجمعية العامة بأغلبية ١٢٠ دولة على هدنة إنسانية فورية في غزة بينما رفضت ١٤ دولة، وامتنعت ٤٥ دولة عن التصويت .. هذه الغالبية تعكس الإرادة الدولية الحقيقية بعيدا عن سلطة الفيتو التي أعاقت صدور قرار مماثل عن مجلس الامن.

ويبقى السؤال الاهم هل يستخدم العرب سلاح النفط للضغط على الولايات المتحدة امريكا وحلفائها الاوربيين لوقف الحرب الاسرائيلية على غزة ؟ نتمناه عاجلا غير آجل.