يستغل مجموعة من الأشخاص الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أفراد ذوي الهمم، وذلك عبر تقديم عرض مغرٍ لهم، وهو بيع سياراتهم الخاصة التي قدمتها الحكومة لهم مقابل مبالغ ضئيلة.
لم تقتصر تلك الأعمال المشبوهة على المناطق العامة والساحات، بل تطور الوضع ليشمل حتى صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وهذه الصفحات تسهل الأمر بشكل كبير على الأشخاص المعنيين في الوصول إلى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أو المشترين.
ومثال على ذلك هو مقر المجالس الطبية في مدينة نصر بالقاهرة.
من هنا، قام محرر "بوابة أخبار اليوم" بتجربة محاولة الشراء من تاجر عبر صفحة "سيارات معاقين للبيع" على "الفيس بوك".
الهدف من ذلك هو رصد تفاصيل هذه العملية وخطواتها غير القانونية، التي يتم من خلالها الربح بشكل غير مشروع.
تواصلنا عبر الصفحة مع التاجر الذي أكد لنا أنه بإمكاننا الحصول على السيارة المخصصة لذوي الهمم بعد أن ندفع مبلغ قدره 250 ألف جنيه بدون الحاجة إلى استخراج تراخيص، ولكن علينا أن ندرك أن هناك شرطًا يتمثل في رفع الحظر الذي لا يمكن الحصول عليه بدون دفع مبلغ إضافي للجمارك ويتراوح سعره بين 20 ألف جنيه و30 ألف جنيه.
اقرأ أيضًا: وسطاء وعمولات.. نكشف العالم السري لـ«مافيا» سيارات ذوي الهمم
وفيما يتعلق بشروط رفع الحظر، يشير الشخص قائلاً: "إذا كنت لا ترغب في دفع المبلغ، يمكنني أن أحضر لك سيارة تم رفع الحظر عنها بالفعل"، حيث يدل ذلك على أن مدة رفع الحظر تستغرق 5 سنوات ليتمكن الشخص صاحب السيارة من نقل ملكية السيارة إلى المشتري، بعد استلام المبلغ الذي يحصل عليه خلال هذه الصفقة، والذي يبلغ 10 آلاف جنيه.
ومن بين الشروط أيضاً، أن السيارة يجب أن تظل باسم المعاق حتى ينتهي فترة حظرها، ثم يتم نقل ملكيتها رسميًا من خلال توكيل بيع للمشتري.
كما يجب أن تكون هناك وثائق عرفية بين الطرفين مثل إيصالات الأمانة وغيرها خلال تلك الفترة، هناك أيضًا بائعون يبيعون السيارة بناءً على عقود عرفية دون نقل الملكية، أو يبيعون السيارة لأحد التجار بسعر منخفض وباستخدام وثائق عرفية.
التاجر يؤكد أيضًا أن الأوراق اللازمة للـ «القومسيون الطبي» من المجالس الطبية المختصة ستكتمل بواسطة أطباء يتفقون معهم، وذلك دون أن يتحمل ذوي الهمم أي مصروفات، ولا يتطلب إلا تجهيز أوراقه الشخصية فقط.
تم استغلال الضحايا بسبب عدم احتياجهم للسيارات ورغبتهم في كسب المال.
أوصاني وسيط بشراء سيارة خاصة بالمعوقين وبيعها لشخص بمقابل 15 ألف جنيه، هذا ما قاله أحد المكفوفين الذين وقعوا ضحية لمافيا السيارات، بعد استغلال الوسيط له بشراء سيارة من أحد المعارض، ثم التقدم بطلب للحصول على شهادة طبية تثبت إعاقته.
"توجد إمكانية للحصول على سيارة خاصة بحرية من دفع الجمارك، مع تجهيزها بأجهزة خاصة للمساعدة في القيادة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتفويض أحد الأقارب للحصول على رخصة قيادة بالسيارة المذكورة باسمه، وذلك بناءً على أنني كفيف ولا أستطيع القيادة بدون مساعدة."
بعد مضي 6 أشهر، أخبرني الوسيط أن المشتري مستعد تمامًا لشراء السيارة، لكنني لم أحصل إلا على مبلغ ضئيل قدره 15 ألف جنيه، وهذا بعيد جدًا عن الربح الذي حققه الوسيط من هذا الصفقة.
وتم بيع السيارة للمشتري بسعر أقل من قيمتها الحقيقية التي يتم بيعها للعموم.
