قبل ٢٣ عاما اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية بسبب دخول السفاح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شارون إلى المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له فكان أن اندلعت إنتفاضة الحجارة، أكثر من ألف فلسطيني سقطوا شهداء، بينهم حوالي 241 طفلا ونحو 90 أمرأة، في ظل الأحداث الصعبة التي كانت تمر بها فلسطين في ذلك الوقت أحدث مطرب شعبي صاعد ضجة لم تتوقف. عندما قدم الراحل شعبان عبد الرحيم أغنيته الشهيرة "أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى" …تلك الأغنية رغم بساطة ألحانها وكلماتها إلا إنها تسببت في غضب كبير فى إسرائيل! …الأغنية تحدث عنها بنفسه السيد عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق والدبلوماسي المخضرم …قال إن تلك الأغنية انتشرت في جميع أوساط الدبلوماسية العالمية وكان هناك من يجهل اللغة العربية إلا أنه كان ينطق بالكلمات بلغة بسيطة ويرددها... قد يسخر البعض ويقول هل نحتاج الى أغان لنواجه الكيان الصهيوني؟! …. نعم مطلوب على وجه السرعة حشد كل قواتنا الناعمة المصرية والعربية لفضح ممارسات الإبادة الجماعية فى غزة …ليس مجرد استنساخ لاغنية يقدمها ابن "شعبان" ولكن عملا فنيا كبيرا وحقيقيا يشارك فيه نجوم الوطن العربي…إسرائيل فى الأيام الماضية فعلت وتفعل المستحيل لاستمالة تعاطف العالم معها…يكاد جن جنونها أن آلتها الإعلامية الجبارة فى كل مكان غير قادرة حتى الآن على تحقيق هذا التعاطف العالمي الكبير …تريد شرعية كاملة لحربها التى تسوق أنها ضد "داعش" وتحرص على لصق الكلمة فى كل بيان لها …أكبر دليلا على الاهتزاز الاسرائيلي هو اتفاقها غير المعلن مع "الفيس بوك" وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي للحد من انتشار الآراء المناهضة لإسرائيل مع الترويج المعاكس لتبرير مجازرهم فى غزة ويصاحب ذلك رسائل تحذير للمؤثرين العرب على منصات التواصل من الاستمرار فى الحديث عما يحدث فى فلسطين وإلا سيتم حذف صفحاتهم …بالأمس تم استهدافي وغيرى بعشرات الفيديوهات التى يتحدث فيها أشخاص وهم يبكون عن ضرورة دعم اسرائيل لمواجهة ما اسموه بإرهاب داعش وحماس …ابحث ستجد اجتماعا عقده "نتن ياهو" مؤخرا مع المؤثرين الإسرائليين على منصات التواصل من أجل التأكيد على أهمية دورهم وتكثيف حملاتهم لإقناع الغرب والعرب على السواء …قوتنا الناعمة يجب ان تتحرك اليوم قبل الغد مع ضم فنانين أجانب من الدول التى لها تعاطف كبير مع القضية الفلسطينية…صورة واحدة نجحت فى ايقاف حرب فيتنام …نتنظر من نجوم مصر ومبدعيها فى كل المجالات ومن فعاليات موسم الرياض القوية وغيرها من المهرجانات الفنية العربية أن تدعم وتقدم رسائل عاجلة بكل لغات العالم لوقف هذا العدوان السافر…كلمات الدعم من النجوم تحتاج ايضا لأعمال فنية تيقظ ضمير العالم الحر وتواجه جهنمية الإعلام الصهيوني الذى صنع عشرات من المقاطع الكرتونية لاستمالة أطفال العالم ونحن حتى الآن لم نقدم عملا فنيا عربيا يليق بحجم الوحشية الصهيونية. …تحركوا الآن…وعلى المستوى الفردي إذا كان لديك صديق غربي تحدث إليه وأرسل له الصور والمقاطع التي تشرح لهم مايحدث …الكثير منهم مشوش ولا يعرف حجم الكارثة… ٧ آلاف شهيد فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء قتلوا بدم بارد فى أقل من أسبوعين من الهجوم…التقارير تشير إلى أن الأيام الأسوأ والأسود لم تأت بعد …إسرائيل تجهز لحرب "يوم القيامة" في غزة…بعد دك سطح الأرض سوف تشرع في تفجير باطن الأرض …الصحفي الأميركي الشهير سايمون هيرش وهو من أصحاب السبق المعروفين فى جمع المعلومات من صانعي السياسات الأمريكة يقول إنه وبدعم أمريكي أوروبي ستقوم تل أبيب بقلب أرض غزة وتهجير من فيها وصناعة شرق أوسط جديد …. زعماء أوروبا هرولوا من فرنسا وايطاليا وبريطانيا ليس لردع إسرائيل أو وقف التصعيد بل لإعلان الدخول والمشاركة فى إبادة وتهجير ٢.٥ مليون غزاوي أعزل … 14 مليار دولار مساعدات من الكونجرس الاميركي من أجل إسرائيل…بمجرد اعتمادها يجب أن تنفق فى مجازر غزة خاصة القطاع الشمالي منها وتسويتها بالأرض…الأيام الثقال تلوح فى الأفق…قوتنا الناعمة يحب أن تتحرك الآن.
قالوا عنها:
غزة ليست أجمل المدن
ليست أغنى المدن
ليست أرقى المدن
ليست أكبر المدن
ولكنها تعادل تاريخ أمة لأنها أشد قبحا في عيون الأعداء
لأنها كابوسه
لأنها برتقال ملغوم
وأطفال بلا طفولة
وشيوخ بلا شيخوخة
ونساء بلا رغبات
لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثر جدارة بالحب. (محمود درويش)
عمرو جلال يكتب: عاجل على وجه السرعة
