«الأرض .. أرضنا»| مصر على قلب رجل واحد لمواجهة مخططات استهداف الأمن القومى

الإعلام المصرى فى مواجهة التضليل

الإعلام المصرى فى مواجهة التضليل
الإعلام المصرى فى مواجهة التضليل

لطالما تراهن القيادة السياسية على وعى الشعب المصرى ومدى ذكائه فى اختيار مساره الذى يحقق له الأمن والاستقرار.

حيث أثبتت الأيام القليلة الماضية أن الشعب المصرى يعى  جيدًا ما يحاك بنا من مخططات دولية تسعى لتدمير مصر وإشعال الأزمات من أجل عرقلة مسيرتها التنموية والبناءة.

حيث إنه منذ أن وقع طوفان الأقصى فى الأراضى الفلسطينية وقيام قوات الاحتلال الإسرائيلى بعمل مجازر دموية وقتل ما يقرب من 6 آلاف فلسطينى فى محاولة منهم لتهجير سكان قطاع غزة، وأصبحت أنظارهم تلتفت إلى الأراضى المصرية.

لطالما حمل الإعلام المصرى على عاتقه مهمة قومية ضخمة، وهى التنوير والتثقيف ونشر الوعى بين المواطنين من أجل الاصطفاف والتلاحم، ويزداد أهمية هذا الدور فى فترات الأزمات.  

وخلال الآونة الأخيرة مر العالم ومصر بأزمات متعاقبة، تحتاج إلى الوقوف جنبًا إلى جنب من أجل الحفاظ على الأمن القومى ومواجهة التضليل والحملات المعادية لذلك، ولعبت وسائل الإعلام هنا دورًا بارزًا فى هذا الأمر، حيث أكد  د. حسام النحاس أستاذ الإعلام بجامعة بنها، أنه خلال الفترة الماضية شاهد المصريون العديد من الأحداث والقضايا المحلية والإقليمية، والملاحظ أن هناك حالة من الزخم والمشاركة والتفاعل، جاءت نتيجة دور وسائل الإعلام فى الاهتمام بإبراز هذه القضايا وعرض مختلف وجهات النظر بجانب إبراز قرارات القيادة السياسية التى أدت بشكل عام فى زيادة وعى المواطن بتوجه القيادة. 
متابعة دقيقة

وأضاف أن كل هذه الأحداث والتداعيات كانت تنقل على الهواء مباشرة وبالتالى فهناك متابعة دقيقة ومباشرة من المواطن من خلال وسائل الإعلام بالصوت والصورة والتحليل، موضحًا أن الفترة القادمة تتطلب من الإعلام السير على هذا النهج من التغطية سواء بكثافة التغطية والنقل المباشر للأحداث  أو التغطية الحصرية ونقل المعلومات لأنه السبيل الوحيد لرفع مستوى الوعى تجاه القضايا المختلفة. 

 وأوضح النحاس أنها تجربة يمكن البناء عليها خلال الفترة القادمة، حيث شعر المواطن المصرى بدور حقيقى وفعال للإعلام المصرى والعربى وذلك مقابل التضليل والكذب الذى وقعت فيه كبريات الصحف والإذاعات والقنوات فى العالم بما يتعارض مع سياسة أخلاقيات ومعايير التغطية الإعلامية، فتم نقل الأحداث من جانب واحد والاعتماد على الرواية الإسرائيلية وهو الأمر الذى يبرز أهمية دور وسائل الإعلام وتأثيرها المباشر على المواطن برفع الوعى الجمعى للشعب المصرى وتحصينه ضد حرب الشائعات. 

قرارات صريحة

وأشار إلى أن القيادة السياسية مؤخرًا أصدرت قرارات صريحة ومبشرة ومعلنة وكانت تسبق الشارع المصرى بخطوات فيما يخص القضية الفلسطينية، فهى من دعت إلى الوقفات الاحتجاجية قبل أن يطلب المواطن ذلك، كما أنه تم بث مؤتمر وزير الخارجية الأمريكى على الهواء مباشرة، بجانب الدعوة لقمة القاهرة وهو أمر أيضًا لم يطلبه أحد، إذا القيادة السياسية تمكنت من أخذ قرارات ترضى وتلبى طموحات الشعب المصرى الذى نتمنى أن يكون وعيه فى كل القضايا على نفس هذا القدر خاصة ونحن مقبلون على انتخابات رئاسية. 

إظهار الاصطفاف

فى نفس السياق تؤكد د.نشوى عقل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن وسائل الإعلام سواء بنمطها التقليدى أو بمنصاتها الرقمية أو حتى إعلام المواطن كانت خلال الفترة الأخيرة أدوات فاعلة بشكل كبير جدًا فى إظهار الاصطفاف الكامل بين القيادة السياسية والشعب بمختلف الفئات والأعمار، فقد نجحت وسائل الإعلام فى تكوين رأى عام مساند بشكل كبير جدًا لعدد كبير من القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية التى لطالما كان الشعب المصرى أكثر الشعوب مساندة لها سواء بحكم القرب الجغرافى أو القرب النفسى الكبير..

وأضافت أن القضية الفلسطينية تعد من أولويات السياسة الخارجية المصرية، والملف الفلسطينى يأتى بعد الملف المحلى فى تناول إعلامنا باستمرار، مما أحدث صحوة كبيرة بين المواطنين خاصة أوساط الشباب الذين لم يهتموا من قبل بشكل كبير بالأخبار السياسية، إلا أن المصاب كان كبيرًا للغاية وجاء متلامسًا مع مشاعرنا كأخوة عرب، فاستطاعت وسائل الإعلام تغطيتها ووضع القضية فى أولوية أجندتها إذ تحدث نوعًا من زيادة الوعى والتفاعل من جانب المصريين. 

قمة السلام

وأشارت إلى أن استضافة مصر لمؤتمر قمة السلام يثبت لكل مصرى أن بلده هو دائمًا مفتاح الحل فى هذه القضية بما لا يمس أمنه وهذا ما وضحه الرئيس السيسى ودعمناه نحن جميعًا فيه فعلينا أن نسعى كمصريين وكعرب لإيجاد حل لهذه الأوضاع اللا إنسانية الواقعة لكن لا يكون ذلك على حساب الأمن القومى المصرى أو على حساب أفكار يمكن أن نطلق عليها «الجهنمية» سواء بالتفكير فى تهجير أو الضغط على المدنيين للنزوح الى داخل الحدود المصرية وهو ما  أشار إليه الرئيس وخرجت الجموع لتأييده وعلى رأسهم شباب مصر الواعى والذى ازداد وعيه فى الفترة الأخيرة بعد أن تابع المحتوى المقدم سواء على مستوى الإعلام التقليدى أو الإعلام الرقمى. 

وأضافت أن المختلف فى هذه الآونة هو حدوث توسع فى الخدمات الإخبارية خاصة بعد إطلاق قناة القاهرة الإخبارية موضحة أن التغطية ما بين برامج التوك شو أو النشرات أو التغطيات من زوايا مختلفة أصبحت أكثر توسعا مما ذى قبل وهذا ظهر جليًا فى التغطية لما يحدث فى معبر رفح وهو ما شكل فارقًا كبيرًا خلال الآونة الأخيرة ليجد المواطن نفسه على وعى كبير لكل ما يحدث.