كلمة ووطن

من القاهرة .. هنا فلسطين

محمد راضى
محمد راضى

رسالة إلى العالم وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى مفادها أبدا لن تنسى مصر القضية الفلسطينية، قرار مصرى نابع من قلب القاهرة النابض بالعروبة الجم العالم أجمع.

أتحدث عن ربط مصر خروج الأجانب بعبور المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى شعب غزة، وهو قرار لا يصدر إلا من مقاتل حمل روحه على يديه حينما وقف إلى جانب الشعب لإزاحة حكم الجماعة الإرهابية ، قرار يحمل بين طياته القوة والكرامة لقائد خطورة الأوضاع وتبعاتها، قرار حمل عنوانه الأساسى من القاهرة هنا فلسطين.

أسبوع كامل تلقى خلاله الرئيس عبدالفتاح السيسى اتصالات لم ولن تتكرر مع أى رئيس حول العالم، الكل يدرك كلمة السر فى وقف العنف المتصاعد فى فلسطين وهى القاهرة، موقف واضح منذ إندلاع طوفان الأقصى الذى هز كيان الاحتلال وداعميه ومؤيديه وهو : من القاهرة هنا فلسطين.

زعماء وقادة ورؤساء وجهوا تحركاتهم صوب القاهرة ، قلب الأمة العربية النابض بالعروبة ، مركز الثقل الاستراتيجى فى الشرق الأوسط ، وكان الجواب واحدا من زعيم استثنائى وهو لا سلام دون حل عادل وشامل بإقامة دولة فلسطين على حدود ما قبل عام 1967، جواب بقوة أم الدنيا ، جواب لمن يدرك ويعى : من القاهرة هنا فلسطين.

حين كانت الحرب كنا مقاتلين وكان السلام فكنا له مبادرين لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدًا كلمات كطلقات الرصاص استمع إليها العالم أجمع من قلب القاهرة على لسان ثائر عربى قبل أن يكون رئيسا لأقوى دول الشرق الأوسط لمن أراد الحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها الساعى لإقرار السلام القائم على العدل وعلى مبادئ «أوسلو»، والمبادرة العربية للسـلام، ومقـررات الشـرعية الدوليـة..

إلى تصعيد ينحرف عن هذا المسار، وإلى صراعات صفرية لا منتصر فيها ولا مهزوم، صراعات تخل بمبادئ القانون الدولى والإنسانى، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق، كلمات أدرك العالم منها أنه من القاهرة هنا فلسطين.

دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى بإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورًا للمسار التفاوضى، تجنبًا لحرائق ستشتعل ولـن تتـرك قاصـيًا أو دانيًا إلا وأحرقته مع استعداد مصر أن تسخر كل قدراتها وجهودها للوساطة دون قيد أو شرط ، أعلنت عن ميلاد عهد جديد فى التعامل مع الأحداث بمنطق القوة ولا غيرها سبيلا للحفاظ على حق الشعب الفلسطينى فى البقاء بأرضه حتى وإن كان الثمن التضحية بالنفس، عهد ضربت فيه مصر أروع أمثلة لتبقى فلسطين فى القلب وليبقى : من القاهرة هنا فلسطين.

أعلنها الرئيس صراحة بأن الدفاع عن فلسطين عقيدة كامنة فى نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات وأن ذلك لن يتأتى إلا بتوفير أقصى حماية للمدنيين فورًا، ومنع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعى، والحصار والتجويع والتهجير التى ينتهجها الاحتلال، وليبقى أمن مصر خطا أحمر ، وليبقى دائما شعار مصر : من القاهرة هنا فلسطين.

كلمات الرئيس بأن مصر بجيشها وشعبها، يصوغون على مدار عقد كامل، صيغة للمستقبل منذ أن انحاز الجيش لإرادة المصريين، وواجهوا معًا قوى الشر والظلام التى أرادت أن تطفئ نور الوطن، ماهى إلا واقع عاصرناه، واقع لن تنساه ذاكرة كل وطنى رفض ممارسات جماعة لا تعرف ولاء لوطن أو قيمة ترابه حينما دبرت فى الخفاء اتفاقيه لاقتطاع جزء منه لخدمة أهداف الصهاينة ، ليعلنها السيسى أمس صراحة أنه من القاهرة لا تنازل عن حق شعب الأقصى فى أرضه ، وأنه من القاهرة هنا فلسطين.