من الآخر

د. أسامة أبوزيد يكتب: .. ما يحتاجه الزمالك

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

أيام قليلة ويتحدد مجلس إدارة الزمالك الجديد والذي يسعى إلى إنقاذ «القبيلة البيضاء» من العثرات والأوجاع المتراكمة بسبب الديون الكبيرة والتي أصبحت عائقاً كبيراً فى طريق التألق والإجادة والتطوير ومجاراة المنافس التقليدى «الأهلي» الذي بالفعل الاستقرار هو عنوانه.

الكلام عن إخفاقات أو مكاسب العصور الماضية ومجالس الإدارات السابقة التى تولت السفينة البيضاء ليس له مكان الآن.. نعم الذكريات تظهر أحياناً عن الإخفاق والتاريخ لا ينسى لكن الوضع الحالى يحتاج إلى التكاتف وفتح صفحة جديدة من أجل مصلحة الأبيض أبو خطين «حُمر» الذى يحتاج إلى معجزة حتى يقف على قدميه.

نعم أنا مع المقولة «الزمالك يمرض ولا يموت أبداً» بتاريخه وإنجازاته وبطولاته ونجومه، لكن الوضع فعلاً صعب جداً فى ظل صناعة الرياضة التى تحتاج إلى أموال طائلة والحجز على أموال النادى.

كل الآراء العاقلة كانت تأمل وتتمنى أن تتم العملية الانتخابية فى الزمالك بدون محاكم مثلما تعوّد كل من ينتمى إلى ميت عقبة.. دائماً كانت تنتهى الانتخابات ثم تبدأ مرحلة الطعون والمهاترات والانقلابات وهو ما كان يجعل المجلس الأبيض لا يعيش كثيراً ولا ينعم بالاستقرار لأن مصير مجلسه على كف عفريت.. موجود الآن.. وغداً يرحل بحكم قضائى!!

الطعون نالت القائمة الموحدة.. وأحدثت بها هزة عنيفة باستبعاد د. حسام المندوه الحسينى نائب الشعب والمرشح لمنصب أمين الصندوق.

خروج المندوه الذى طعن فى الحكم، بالفعل صدمة لحسين لبيب وكل من معه فى القائمة ليس لمكانة المندوه فى الزمالك وشعبيته ولكن لأنه الأكثر تنظيماً انتخابياً منذ أيام والده الذى شغل منصب أمين الصندوق وقدرته المالية أيضاً.. وبالتالى فإن خروجه أكبر مكسب لكل من يترشح فى الانتخابات بعيداً عن القائمة الموحدة.. وبالتالى فإن فرصة خالد لطيف «الشاطر» أكرر «الشاطر» انتخابياً وصاحب الرصيد الكبير فى الأماكن الانتخابية الزملكاوية، هى الأكبر فى الاحتفاظ بمنصب أمين الصندوق حيث كان هو صاحب المنصب فى المجلس الماضى.

لابد من الوضع فى الاعتبار أن لطيف حفيد محمد لطيف أحد أركان الزمالك وله رصيد منذ أن كان تحت السن ولم يخسر فى أى انتخابات داخل جدران القبيلة البيضاء.. فإن من كان يعتقد أن هذا المنصب محسوم للمندوه فهو واهم.. بالبلدى «خناقة» رياضية!!

وبعيداً عن هذا فإن حسين لبيب يلقى القبول والتأييد من الكثيرين نجوم الزمالك وأصحاب التاريخ الكبير، ويتحرك بشكل جماعى منظم جداً وله فرصة كبيرة فى الفوز.

لا خلاف على أن صدور الحكم القضائى أحدث هزة وفتح نَفَس الآخرين وتحديداً فى الرئاسة.. فاروق جعفر.. و«المحترم» عمر هريدى أحد نجوم القانون.. والاثنين لهما مكانة.. وإن كان ينقصهما تشكيل قائمة من فترة تعمل بشكل جماعى انتخابياً أفضل من التحرك الفردى فى جمع الأصوات، والمؤكد أن كلاً من الثنائى سوف يحدد قائمة خلال الساعات المقبلة.

شاهدت مقابلة المرشحين لمنصب النائب.. وأعجبنى فكر هشام نصر وتأكيده على تاريخه الكبير فى مجال الرياضة.. وكذلك هانى العتال أحد رجال الأعمال وتأكيده على فكره الاستثمارى وعدم غيابه عن الأعضاء.

والعتال لم يتوقف عن الدعاية لنفسه طوال الوقت.. رسائله فى الأعياد والمناسبات وأعياد الميلاد لا تتوقف على مدار السنة.. ووالده قريب من الأمر ويمتلك القوة الحقيقية وسط الزملكاوية.. والسباق صعب.. وتحديد الفائز يحتاج عبقرياً.. وإن كان العتال «أشطر» فى التحرك وسط التجمعات الانتخابية.

هناك أسماء فى العضوية بالفعل وجودها مكسب للزمالك.. اللواء أحمد سليمان صاحب المكانة والقيمة.. وهانى شكرى رجل الأعمال وصاحب الفكر المميز.. وحسين السيد أحد نجوم الإدارة الرياضية.. ومصطفى عبدالخالق صاحب الرصيد الكبير جداً فى ميت عقبة.. والحسينى سمير نجم نجوم كرة السلة السابق.. والمهذب عمرو أدهم وهو عاشق للزمالك.. ونيرة الأحمر المرشحة للشباب وابنة مصطفى الأحمر أحد صنّاع تاريخ كرة اليد وغيرهم.

أياً من يفوز سيبذل كل ما فى وسعه من جهد حتى يحقق ما وعد به للون الأبيض.. المهم أن يثبت أنه إضافة ولم يحضر إلى ميت عقبة ليضيف إلى نفسه.

المرحلة القادمة تحتاج إلى العمل فقط وإنكار الذات داخل الزمالك.. لأن الهموم كبيرة والحمل فعلاً تقيل.

الانتخابات الحالية شهدت الجديد.. طعون على المرشحين وهى عادة انتخابية يلجأ إليها البعض من أجل جعل السباق أسهل.. باستبعاد أسماء رنانة لأى «ديڤوه» أو شرط غير منطبق قانونياً!!

هذه المرة أيضاً تم الطعن على صحة الإجراءات، رغم قناعتى الشخصية بأن اللجنة الموجودة والمعينة من قبل وزارة الشباب والرياضة تقوم بدورها على أكمل وجه وأنها تتعامل بمنتهى الحيادية فى كل الاتجاهات.. وفى حالة صدور حكم قضائى بخصوص هذا الشأن ولا حديث من قريب أو بعيد لأحكام القضاء الذى نحترمه ونقدره فإن الأبيض أبو خطين حُمر لن يخرج من النفق المظلم أبداً!!

ولن يُشفى الأبيض إلا بالإخلاص وإنكار الذات والابتعاد عن المحاكم.


 

;