حصاد الأرز على أسعار «هادية»| توقعات بانخفاض سعر الكيلو في الفترة المقبلة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتب: هانئ مباشر

يعتبر الأرز من السلع الاستراتيجية الرئيسية فى مصر، وواحد من المواد الغذائية الأساسية الحاضرة بشكل دائم على مائدة المواطن، وقد شهدت أسعاره قفزات واسعة فى الفترة الأخيرة بشكل غير مبرر، حيث تراوحت أسعار الأرز الأبيض السائب بين 20 و27 جنيها، والنوع المعبأ بين 30 و35 جنيهًا على حسب الجودة ونسبة الكسر والشركة المصنعة، وعانت الأسواق من نقص بعض الأصناف قبل استقرار الأسعار نسبياً، لكن الأيام المقبلة قد تحمل «بشرى سارة» للمصريين.

◄ 1.5 مليون فدان مساحات الموسم الحالي

◄ دخول أصناف جديدة بإنتاجية عالية

فمع دخول موسم الحصاد السنوى إلى ذروته وزيادة المعروض، فإنه من المتوقع أن تسجل أسعار الأرز انخفاضًا بالأسواق فى الفترة المقبلة بعد الاضطرابات التى شهدتها فى الشهور الأخيرة.

ويعد الأرز أحد أهم محاصيل الحبوب الرئيسية فى مصر، ويأتى فى المرتبة الثانية بعد القمح من حيث أهميته كغذاء للشعب، بل إنه أصبح أهم المحاصيل الصيفية، بالإضافة إلى أنه من المحاصيل ذات العائد الاقتصادى المجزى للمزارع.

وتم التنسيق بين قطاع الرى بوزارة الموارد المائية وقطاع الخدمات الزراعية والمتابعة بوزارة الزراعة، من حيث زراعة الأصناف الجديدة التى تتحمل الجفاف والملوحة فى المساحات التجريبية الإضافية، وذلك بزراعة 200 ألف فدان بسلالات الأرز الموفرة للمياه التى اقترحت من وزارة الزراعة بزراعة الأرز الجاف وغيره كمناطق تجريبية ووزعت على المحافظات المصرح لها زراعة الأزر بالدلتا.

وكذلك تمت زراعة 150 ألف فدان على المياه ذات الملوحة المرتفعة نسبيا بشبكة الرى والصرف والأراضى التى بها مشاكل بالتربة بالمحافظات المصرح لها بزراعة الأرز بالدلتا، أما المحافظات التى تم تحديد المساحات بها فكانت كالآتى: الإسكندرية (2000 فدان)، والبحيرة (106 آلاف فدان)، والغربية (40 ألف فدان)، وكفر الشيخ (189 ألف فدان)، والدقهلية (182 ألف فدان)، ودمياط (4200 فدان)، والشرقية (127 ألف فدان) والإسماعلية (2750 فدانًا)، وبورسعيد (30 ألف فدان).

كما قامت أجهزة وزارة الزراعة بالمحافظات بتوزيع المساحات المصرح بزراعتها أرزًا على الجمعيات والأحواض الزراعية وتحديد المساحات المصرح بها وفقا لمحددات القرارات الوزارية. وفى المتوسط سيكون هناك حصاد لمحصول الأرز فى الموسم الجديد، بمعدلات أعلى من الموسم السابق، ذلك أن المساحة المزروعة هذا العام أكثر من العام الماضى بحوالى 500 ألف فدان.
وقد بدأ موسم حصاد الأرز المبكر فى كفر الشيخ، وبعدها بحوالى 15 يوما بدأ تدريجيا فى باقى المحافظات المعروفة بزراعة الأرز (الإسكندرية والبحيرة والغربية والدقهلية ودمياط والشرقية والإسماعيلية وبورسعيد) على أن ينتهى فى آخر أكتوبر المقبل.

الدكتور مجاهد عمّار، أستاذ الأرز ووكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية، يقول: إن مصر الأولى عالميا منذ أكثر من 10 سنوات فى إنتاجية الأرز، كما أن أصناف الأرز المنزرعة فى مصر قصيرة العمر، وتمكث فى الأرض من 118 لـ 135 يومًا كحد أقصى. ومعظم الحصاد يتم خلال سبتمبر وأكتوبر، والتوريد مفتوح حتى نهاية ديسمبر، والمتوسط العام لإنتاجية الفدان بلغ حوالى 4 أطنان هذا الموسم، نتيجة استنباط وزراعة أصناف تتحمل نقص المياه وتوفر إنتاجية عالية، ومنها جيزة 178، وهجين مصر 1، وسخا 104، وجيزة 179، وسخا سوبر 300 الحائز على جائزة جنيف الدولية للابتكارات العام الماضى، أى أننا سنكون أمام وفرة فى محصول الأرز هذا الموسم.

كما أن حجم المساحات المزروعة بالأرز الموسم الجارى بلغت ما يزيد على 1.5 مليون فدان، وقد تصل إلى 1.8 مليون فدان موزعة ما بين مليون و74 ألف طن، وهى المساحة التى حددتها وزارتا الزراعة والرى، وما بين مساحات مزروعة بالمخالفة فى بعض المحافظات، وعلى رأسها القليوبية، بالتالى يُتوقّع أن نكون أمام إنتاجية إجمالية ستصل لـ6 ملايين طن أرز شعير، تنتج حوالى 3.52 مليون طن أرزًا أبيض، بزيادة عن حجم الاستهلاك المحلى البالغ 3.2 مليون طن.

ومع دخول 4 أصناف جديدة لمحصول الأرز حقول المزارعين مع موسم 2025، وهى «جيزة 183، وسخا سوبر 301، سخا سوبر 302، سخا سوبر 303»، سترتفع إنتاجية محصول الأرز عن ٤ أطنان للفدان على حسب طبيعة التربة والمياه، بجانب تحمل بعضهم للإجهادات ونقص المياه، وسيتم إنتاج تقاوى الأساس والتقاوى المعتمدة خلال العام المقبل.

إن زراعة الأرز بالزراعة الجافة للأصناف التى تتحمل نقص المياه، يمكن أن يتم ريها كل أسبوع أو 10 أيام، بجانب تحقيق إنتاجية عالية، وكلما زاد عدد الأصناف وتنوعت، كان ذلك فى مصلحة الإنتاج، علما بأنه يتم زراعة الأرز فى الحزام الشمالى للدلتا لمنع التسرب الملحى من مياه البحر للأراضى الزراعية، كما أن الأرز يمكن زراعته فى أى مكان بمصر، ولكن يتم تحديد المساحة التى تكفى الاحتياجات المحلية بحسب الاحتياج للحفاظ على المياه وتوجيهها للمحاصيل الأخرى.

وكانت وزارة الرى قد حددت مساحة الأراضي لزراعة محصول الأرز العام الحالى، فى القرار رقم 123 لسنة 2023، لتصبح مليونا و74 ألف فدان، حيث تبلغ جملة المساحة المصرح بها 724 ألفا و200 فدان، بجانب زراعة الأصناف الجديدة التى تتحمل الجفاف والملوحة فى المساحات التجريبية الإضافية، وذلك بزراعة 200 ألف فدان بسلالات الأرز الموفرة للمياه.
ولم يكن الحصول على مثل هذه النتائج الإيجابية وهذا المحصول الوفير إلا بفضل البحوث التطبيقيه  للبرنامج  القومى لبحوث الأرز  وجهود وزارة الزراعة والمعاهد البحثية المتخصصة التابعة لمركز البحوث الزراعية.

◄ اقرأ أيضًا | انطلاق موسم حصاد الأرز بالشرقية.. وجهود للسيطرة على مخلفاته

◄ عوامل مختلفة
هناك عدة عوامل ستؤدى لانخفاض أسعار الأرز خلال الأسابيع المقبلة خاصة مع عرض كميات كبيرة من الأرز المستورد، وكذلك قيام مخزنى الأرز بطرح كميات كبيرة من الأرز المخزن للبيع خوفاً من تدنى أسعاره وتعرضهم لخسائر كبيرة، بالإضافة إلى بدء حصاد الأرز مع وجود كميات كبيرة من الأرز كمخزون استراتيجى تُطرح على بطاقات التموين وفى السلاسل التجارية والمجمعات الاستهلاكية.

حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، يقول: كلما اقترب موسم حصاد الأرز من الانتهاء الفترة المقبلة فى التسع محافظات التى تزرع الأرز، مع توافر كميات كبيرة من الأرز المستورد، وتوافر كميات كبيرة من الأرز من العام الماضى داخل المضارب، وزيادة المساحة المزروعة من الأرز هذا العام مقارنة بالعام الماضى، كلما انخفضت أسعاره، ومن المتوقع أن يصل كيلو الأرز الأبيض للمستهلك فى بداية شهر أكتوبر إلى 15 جنيهاً للكيلو، كما يُتوّقع أن يصل الإنتاج المحلى من الأرز الشعير لنحو 7 ملايين طن لزراعة مساحات أرز أكثر من العام الماضى بالإضافة للمساحات المحددة من الحكومة، كما يُتوّقع إنتاج حوالى 4 ملايين طن أرز أبيض بما يفيض عن الحاجة المحلية بنحو نصف مليون طن.

وخلال الـ20 يوما المقبلة يُتوقع أن يصل سعر طن أرز الشعير لـ10 آلاف جنيه، وهو يُباع فى حدود 12.7 ألف جنيه لأرز الشعير الرفيع، و13.8 لأرز الشعير العريض، كما يُتوقع أن يصل طن الأرز الأبيض لنحو 17 ألف جنيه، ولن يزيد سعر كيلو الأرز للمستهلك على 20 جنيهاً، بالنسبة للنوع أعلى درجة (3% كسر)، علما بأنه لا تزال هناك كميات متوافرة من الأرز الهندى - قبل وقف الهند التصدير - علاوة على أن بعض التجار كانوا يخزنون بعض الكميات، كما أن لدى الدولة مخزونا استراتيجيا يكفى حاجة الاستهلاك المحلي، أى أننا هذا العام لن نكون بحاجة للاستيراد، علما بأن وقف الهند التصدير لن يؤثر فى السوق المصرية، إلا بشكل غير مباشر حال ارتفعت أسعار المواد الغذائية البديلة بما يشكل زيادة لاستهلاك الأرز.

◄ المخزون الاستراتيجي
طارق حسانين، رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، يقول: إن سعر الأرز بالأسواق بدأ فى التراجع بعد نجاح وزارة التموين فى استيراد كميات الأرز الأبيض من الخارج لتلبية احتياجات المواطنين من الأرز وطرحه بمنافذ المجمعات الاستهلاكية، وهى واحدة من الخطوات الاستباقية التى اتخذتها الدولة لتأمين المخزون الاستراتيجى من السلعة.

فيما يشير رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز بغرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، إلى أنه مع دخول موسم الحصاد الجديد فى المحافظات التسع التى تزرع الأرز فإن الأسعار يتوقع بشكل بديهى أن تتجه لمواصلة الانخفاض الذى بدأ عملياً أخيراً، إلا إذا حدث شىء غير طبيعى.

إن الانخفاض حدث مقدما ويتوقع المزيد من الانخفاض فى الأسعار خلال الفترة المقبلة، حيث كان كيلو الشعير يتراوح بين 20 و20.5 جنيه، واليوم بـ 13 جنيهاً «بالنسبة للعريض» وكان من 19 و19.5 جنيه واليوم من 11.5 إلى 12 جنيهاً «بالنسبة للرفيع».