الصين تسير على حبل مشدود وبوتين يتهم واشنطن بالفشل

بوتين --  شى شين بينج
بوتين -- شى شين بينج

فى أول تعليق رسمى صينى عن التصعيد بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، قالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين تعارض العنف والهجمات، لكنها أكدت على ضرورة حل الدولتين وتهدئة الأوضاع.

وبحسب خبراء فإن الصين هى أول قوة عالمية تصدر بيانا متوازنا محايدا وأكثر عقلانية، ويحث الطرفان على التهدئة، ويعترف بحق فلسطين فى إنشاء دولة لها بجانب إسرائيل.

اعترضت الولايات المتحدة على بيان الصين، وطالبتها بضرورة إصدار إدانة واضحة على الحادث الذى تعرضت له إسرائيل.

وقال وزير الخارجية الصينى وانج يى الجمعة خلال لقائه مع جوزيب بوريل، مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى فى بكين، إن سبب الصراع بين إسرائيل وحركة حماس هو «الظلم التاريخى» ضد الفلسطينيين، وإن «جذر هذه المشكلة يكمن فى التأخير الطويل فى تحقيق تطلعات فلسطين لإقامة دولة مستقلة، وفى أن الظلم التاريخى الذى تعرض له الشعب الفلسطينى لم يتم تصحيحه».

 أبدت وزارة الخارجية الإسرائيلية «خيبة أملها الكبيرة»، إزاء عدم إدانة الصين للهجوم الذى نفذته حركة حماس.

وعندما اندلع الصراع فى غزة آخر مرة فى عام 2021، أعربت بكين - التى كانت تتولى رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى ذلك الوقت - عن دعمها للفلسطينيين وقدمت الصين نفسها كبديل عن أمريكا، خاصة أنها  تتمتع منذ فترة طويلة بعلاقات ودية مع القادة الفلسطينيين.

لكن الصين قامت أيضًا بتعميق العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل فى السنوات الأخيرة، وعززت التجارة والاستثمار فى قطاعات من التكنولوجيا للبنية التحتية، وشاركت إسرائيل فى مبادرة الحزام والطريق فى بكين، والتى شهدت بناء ميناء جديد فى حيفا، من قبل شركة صينية مملوكة للدولة.

ومع ذلك، فإن إدراك بكين أن إسرائيل ستكون دائمًا فى المعسكر الأمريكى يظل مصدر قلق كبير لها، خاصة مع احتدام التنافس العالمى مع واشنطن.

وتنظر الصين إلى إسرائيل باعتبارها فرصة للحصول على نقاط مع العالم العربى الأوسع وبقية العالم النامى. إذا انتقدت إسرائيل، تحصل على دعم ما يقرب من 20 دولة عربية فى المحافل الدولية.

وتركز وسائل الإعلام الرسمية بشكل كبير على ما يسمى بالتدخل الخبيث لواشنطن فى الشرق الأوسط. ومع استمرار الحرب بين إسرائيل والفلسطنيين، فمن غير المرجح أن يتغير موقف الصين، ولكن مواقف إسرائيل فى التعامل مع الصين قد تتغير.

روسيا تلقى باللوم على واشنطن

وعقب هجوم حماس، الأسبوع الماضى، أعلنت الخارجية الروسية أن موقفها ثابت من الأحداث الفلسطينية، وهو أن حل النزاع المستمر منذ 75 عاما لا يمكن سوى بالدبلوماسية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. و سعى الكرملين إلى الظهور بمظهر المحايد، الأمر الذى يؤكد علاقاته مع الجانبين 

وقال المتحدث باسم بوتين، ديمترى بيسكوف، أن الكرملين على اتصال بالطرفين المتحاربين وسيسعى للعب دور فى حل الصراع. وحذر بيسكوف من أن الصراع يهدد بالامتداد إلى مناطق أخرى.

وفى حين كرر وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، دعوته لوقف إطلاق النار، وصف الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، الصراع بأنه بمثابة «فشل للسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط»، معربا عن قلقه إزاء «الزيادة الكارثية» فى عدد الضحايا المدنيين فى كل من إسرائيل وغزة.

وقالت شبكة «سي إن بى سي» الأمريكية أن «موسكو تتبع تقليديا خطا دبلوماسيا دقيقا بين إسرائيل وحلفائها فى الشرق الأوسط».

وانتهز بوتين الفرصة، خلال محادثاته مع رئيس الوزراء العراقى الزائر محمد شياع السودانى، لإلقاء اللوم فى التصعيد الحاد على سنوات السياسة الأمريكية فى المنطقة.

يشير المحللون إلى أن موسكو وحماس بينهما علاقات وثيقة، وهذه العلاقة فى حد ذاتها تسببت فى اتهام موسكو بأنها متورطة بشكل ما فى الهجوم الأخير لحماس. وأن موسكو تستخدم طائرات بدون طيار إيرانية الصنع فى حربها فى أوكرانيا، ولها علاقات طويلة الأمد مع الفلسطينيين، بما فى ذلك حماس، التى أرسلت وفداً إلى موسكو فى مارس ولدى روسيا أيضا علاقات دافئة مع إسرائيل، لكن منذ غزوها لأوكرانيا العام الماضى، وثقت موسكو بشكل كبير علاقاتها العسكرية مع إيران التى تتهمها واشنطن بتقديم الدعم المالى لحركة حماس.