«من سمع بأذنه صار حاكياً».. «الإمام الشافعي» حكيم عاش بين أرواح البشر عبر العصور |فيديو والصور

مسجد الإمام الشافعي
مسجد الإمام الشافعي

«من سمع بأذنه صار حاكياً، ومن أصغى بقلبه كان واعياً، ومن وعظ بفعله كان هادياً» أحد الأقوال الشهيرة للإمام الشافعي، الذي يعتبر من أبرز شعراء وحكماء العرب، والذي تميز بالإلقاء والحكمة والفصاحة، وأصبح أحد أهم الرموز الذين تأثر بهم العرب على مر العصور.

الإمام الشافعي هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع المعروف باسم الإمام الشافعي، ولد الشافعي في غزة عام 150 هـ / 767 م، ونشأ في مكة المكرمة ودرس على يد الإمام مالك صاحب المذهب المالكي في الفقه السني، ثم استقل بمذهبه الخاص (الشافعي).

قدم الشافعي إلى مصر عام 198 هـ / 813 م وألقى دروسه في جامع عمرو بن العاص، ونبغ على يديه العديد من العلماء المصريين، وتوفي عام 204 هـ / 819 م ودفن في تربة أولاد ابن عبد الحكم في القرافة الصغرى.

الإمام الشافعي

وفي عهد صلاح الدين الأيوبي قام ببناء تربة الشافعي عام 572 هـ / 1176 م، وهي أول مبنى يقوم على قبر الشافعي، وينسب الضريح الحالي إلى السلطان الأيوبي الكامل محمد الذي شيده مكان ضريح فاطمي سابق بعد دفن والدته هناك عام 608 هـ | 1211 م.وفي عام 574 هـ / 1178 م، تم الإنتهاء من عمل التابوت الخشبي الذي يعلو التربة، وهو مزخرف بحشوات هندسية منقوشة نقشاً غاية في الإتقان، وكتب عليه آيات قرآنية وترجمة حياة الشافعي واسم صانعه "عبيد النجار" بالخطين الكوفي والنسخ الأيوبي، أما القبة الخشبية الحالية فهي من التجديدات التي قام بها السلطان قايتباي عام 885 هـ / 1480 م، كما جدد الضريح أيضاً السلطان قانصوه الغوري، وقام والي مصر علي بك الكبير أيضا بتجديده.

منطقة زوار بجوار المسجد والقبة الضريحية للإمام الشافعي


افتتح أمس أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، والسفيرة بيث جونز القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، مركز الزوار الذي تم إنشاؤه حديثاً بسبيل الإمام الشافعي بجوار المسجد والقبة الضريحية للإمام الشافعي بالقاهرة، بحضور  رفيق منصور نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون التعليمية والثقافية، والدكتور مصطفى وزيري رئيس المجلس الأعلى للآثار، والسفير خالد ثروت مستشار وزير السياحة والآثار للعلاقات الدولية والمشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، والدكتور أبو بكر عبد الله القائم بأعمال تسيير أعمال رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، والدكتور هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، وعدد من قيادات الوزارة والمحافظة والسفارة.

الإمام الشافعي

 

اقرأ ايضا :- 20 صورة تحكي روعة مسجد الإمام الشافعي بعد ترميمه


وأشار وزير السياحة والآثار أحمد عيسى،  إلى افتتاح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق لمشروع ترميم قبة الإمام الشافعي في عام  2021، الذي تم تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار والقاهرة التاريخية، وقام بتنفيذه مكتب مجاورة للعمران "مبادرة الأثر لنا"، وبتمويل من صندوق السفير الأمريكي للحفاظ على التراث الثقافي، لافتاً إلى أنه منذ فَتح المكان للزيارة لاقى اقبالاً كبيراً من الزائرين والسائحين، حيث يستقبل ما يقرب من 700 زائر خلال أيام الأسبوع، و 1000 زائر في الأجازات والأعياد والمواسم الدينية.

 

«من سمع بأذنه صار حاكياً» ..الإمام الشافعي حكيم عاش بين أروح البشر عبر العصور


وأوضح أنه انطلاقاً من ذلك جاءت فكرة إنشاء مركز زوار الإمام الشافعي ليكون عنصر جذب متميز لإثراء تجربة الزائرين والسائحين بهذه المنطقة الأثرية الهامة، ومن ثم تطوير ورفع كفاءة الخدمات المقدمة بها ونشر الوعي بين أهالي المنطقة المحيطة بالأثر، حيث تم إعادة توظيف وإحياء السبيل والكتاب، بعد أن كان المكان مهملاً.

الإمام الشافعي

وأكد د.مصطفى وزيري الأمين العام لمجلس الأعلى للآثار، أن مركز زوار الإمام الشافعي يعد مشروعاً نوعياً جديداً يتيح لزائري القبة الضريحية للإمام الشافعي التعرف على تاريخ القبة وصفاتها الأثرية والمعمارية، والمجموعة الأثرية للإمام الشافعي بصفة عامة، بالإضافة إلى اكتشاف الهندسة المعمارية الفريدة للضريح من خلال عرض المكتشفات التي تم العثور عليها أثناء مشروع الترميم، والورش التفاعلية لسرد قصة المكان وسيرة الإمام الشافعي، والقرافة الصغرى وما بها من أضرحة وقباب للصحابة والصالحين.

 


أما عن مسجد الإمام الشافعي فقد شيد في عهد الخديوي توفيق عام 1892 ميلادية وهو يتبع طراز المساجد المغطاة، ومشيد من الحجر الجيري، وسقفه من الخشب تتوسطه شخشيخة مربعة، ملحق بالجامع قبة ترجع للعصر الأيوبي.

‎أما القبة الضريحية، فيتفرد مبناه باحتوائه بأمثلة نادرة للزخارف الجصية والأعمال الخشبية المزخرفة وتكوينات بديعة من الخشب الملون بأنماط مميزة، ليصبح المبنى سجلاً بصريًا لطرز الزخارف الإسلامية على مر العصور.

الإمام الشافعي

وتقع القبة الضريحية للإمام الشافعي بجوار المسجد، شيدها السلطان الكامل الأيوبي عام 1211 أعلى قبر الإمام الشافعي إكراما وتعظيما له.