الماضى يلقى بظلاله على الحاضر| بعد 50 سنة لم تتغير آلية التدمير الذاتى

الماضى يلقى بظلاله على الحاضر
الماضى يلقى بظلاله على الحاضر

تزايد الجدل فى إسرائيل مع اقتراب الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر. إذ تتم مقارنة الأزمة التى تعيشها الآن الدولة العبرية بين المستويين السياسى والعسكرى، بفشل يوم الغفران بسبب عمق الخطر الذى يواجه المجتمع الإسرائيلى واستقرار الدولة، الذى يشبه ما تعرض له فى تلك الحرب.

على الرغم من الاختلافات الكثيرة بين إسرائيل عام 1973 وإسرائيل اليوم. لكن شيئًا واحدًا لم يتغير، وفق رأى جاكى حوجى  المعلق على الشئون العربية لإذاعة الجيش الإسرائيلي، وهو العلاقة بين السياسيين والجيش فى حالات التوتر الشديد التى تشبه، كما هى اليوم، آلية التدمير الذاتي.

ففى عام 1973، كان السياسيون يلومون الجيش على الإخفاقات التى صنعوها بأنفسهم، وخلال حرب يوم الغفران، عمل المستوى السياسى بقوة على إلقاء المسئولية على رأس الجيش..

ورغم أن رئيس الأركان فى حرب يوم الغفران ديفيد بن اليعازر ضغط عشية الحرب لتوجيه ضربة استباقية ومفاجأة المصريين والسوريين، إلا أن مطلبه قوبل بالرفض من المستوى السياسي، مع ذلك حملته لجنة أجرانات مسئولية عدم استعداد الجيش الإسرائيلي، ووجدت أنه لم يقيم الخطر بشكل صحيح، وأوصى القضاة بإقالته، وفى المقابل لم ينشر أى توصية بخصوص السياسيين. 

صحيح أنه فى معارك اليوم التالى انتصر السياسيون على الجنرالات، لكن الجمهور لم يغفر لهم ذلك. وفى انتخابات 1977، تم الإطاحة بالتشكيل وحل محله الثورة. خمسون عامًا مضت والجرح ما زال ينزف.

ماذا قال جده ذلك المساء عن العرب؟ “سوف نكسر عظامهم” لكن عظامنا، كشعب إسرائيل، كُسرت أيضًا فى أكتوبر1973..

يردف حوجي: هذا الأسبوع، فى أحد البرامج الصباحية لـ “بإذاعة الجيش الإسرائيلي”، تحدثت أنا وزميلى أمير بار شالوم عن خطر الحرب من الشمال.

والافتراض الذى استقر فى إسرائيل هو أن الوضع الاقتصادى السيئ فى لبنان يشكل عائقًا أمام الحرب. “إن اقتصادها من أكثر الاقتصادات هشاشة فى العالم اليوم، ومع مرور الوقت تسوء حالتها. لقد حذرت من أى تصور، واستشهدت بأنور السادات كمثال. توفى سلفه جمال عبد الناصر فى سبتمبر 1970”.

مما ترك له خزائن عامة فارغة، ووجدت الخزانة المصرية صعوبة فى دفع الرواتب حتى لموظفى الخدمة المدنية، وكتب السادات فى سيرته الذاتية: “نظرت إلينا دول العالم بالفرح فى العيد”.

وبعد ثلاث سنوات، عندما تحسن وضعه ولم يكن قد أصبح ذكيا بعد، بدأ الرئيس المصرى حربا على جيش أقوى منه ومجهز بأسلحة غربية، رغم تفوقه الجوى الواضح، كل هذا من أجل استعادة الشرف المداس، وهو الشرف نفسه الذى يسعى حسن نصر الله لنفسه أيضا. اليوم.

فى تلك الأيام كنا نعرف جيدًا من هم أعداؤنا، وكنا نعرف أنهم يعيشون فى الحدود. اليوم، بالنسبة لبعض الإسرائيليين، العدو موجود داخل المنزل. لم تكن هناك لحظة نادرة كهذه فى تاريخ دولة إسرائيل، حيث يمكن لأعدائنا أن ينظروا إلينا من الخطوط الجانبية بسخرية ويرددون ما قاله مناحيم بيجين عندما سُئل من سيكون أفضل حالاً فى الفوز بالحرب بين إيران والعراق، فأجاب: أتمنى التوفيق للطرفين.